«لا» 21 السياسي -
يعاود النظام السعودي ممارسة ديدنه في التوسيع على الخلاعة ودينه في التضييق على العبادة. مجدداً وتحت مبرر فرض احترازات وقائية في مواجهة فيروس أوميكرون يشدد النظام على المصلين والمعتمرين وزوار الحرمين في الوقت نفسه الذي صارت فيه المفاخذة والشذوذ والرقص المختلط وتعاطي المخدرات والخمور في الساحات العامة والتحشيد بالآلاف من الجنسين في الحفلات والملاعب أموراً عادية ومعتادة، وفي الوقت الذي يمنع فيه النظام الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ويبدع ويزندق ويكفر المحتفلين، يشرع في المقابل بلاد الحرمين الشريفين لاحتفالات الكريسماس ورأس السنة الميلادية. «ليت من أدى العمرة فوراً وقبل أن يعود ويعيد بنو سعود عبادة الأصنام إلى أرض التوحيد»، يعلق أحدهم.
وتلفت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أنه منذ صعود ابن سلمان استضافت السعودية العديد من الأحداث الموسيقية والرياضية والترفيهية في إطار عقد اجتماعي جديد يمنح الشباب السعودي المزيد من الحريات الاجتماعية مثل الذهاب إلى السينما والرقص وارتداء ملابس أقل تقليدية؛ لكن ذلك مع استمرار قمع الحريات السياسية وإلى جعل السعودية وجهة سياحية جذابة في المنطقة للأجانب الذين يتدفقون إلى مدن قريبة مثل دبي وبيروت و»تل أبيب» حيث توجد ثقافة الحفلات والتسامح مع الكحول والاختلاط بين الجنسين، بحسب الصحيفة.
غير أن شرعية ابن سلمان اليوم قائمة على بهرجات الألوان النيوليبرالية، وليس لجمهوره في الداخل بقدر ما هي محاولة لإعادة تأهيل نفسه للغرب.
شبكة «بلومبيرغ» قالت إن مهرجان «ميدل بيست» الذي أقيم ضمن فعاليات موسم الرياض 2021 شهد انتشارا للخمور والمخدرات.
وبثت الشبكة فيديو لمراسلتها في الرياض فيفان نيريم قالت فيه إنها لاحظت أناسا مخمورين وآخرين يتعاطون المخدرات في المهرجان.
وأوضحت أن الحاضر لـ»ميدل بيست» يمكنه بسهولة رؤية كيف يرقص الرجال والنساء مع بعضهم.
ولطالما لعب السعوديون وحكومتهم لعبة «الغميضة» على سلوكياتٍ معينة كانت محظورةً رسمياً، لكنها منتشرةً على نطاقٍ خاص؛ لكن هذه الأيام عيد الميلاد الذي يحتفل به -سراً على مدى فتراتٍ طويلة- العمال الأجانب وعددٌ من السعوديين المرتبطين بالغرب خارج هذه اللعبة ويخرج من الظل حسب صحيفة (New York Times)، التي تضيف أن هناك سعوديين يتوقعون أن يصبح الكحول قانونيا قريبا.
ووفق تقرير وكالة «بلومبيرغ» فإن الرياض تشهد اليوم أجواء الاحتفال بعيد الميلاد ويمكنك سماع الأغنية الشهيرة للمغنية الأمريكية ماريا كاري: «كل ما أريده لعيد الميلاد هو أنت» من أحد أبرز مطاعم منطقة وسط الرياض.
هكذا يصنع حكام النفط الترفيه الفارغ لمحكوميهم إذن، فكيف برفاهيتهم هم؟! تحت عنوان كيف ينفق الشيوخ الملايين؟ استعرضت صحيفة «تليجراف» البريطانية حياة الرفاهية التي يعيشها عدد من حكام الخليج.
وأشارت الصحيفة إلى أن من الممتع أن ننظر إلى كيفية قضاء نسبة 1٪ من البشر وهم الأثرياء في العالم أوقاتهم؛ لكن الأكثر متعة هو مراقبة سبل إنفاق الفئة الأكثر ثراء والذين تصل نسبتهم إلى واحد من كل 10 آلاف شخص.
وتشير الصحيفة إلى أنه «يمكن لأمير سعودي أن يحجز مقاعد مستقلة على طيران الإمارات لعشرات من صقوره، وأيضا يستطيع الشيخ منصور بن زايد أن يدفع 4.4 مليون جنيه استرليني لمغنيين اثنين كي يحضرا إلى دبي ويقدما فقرة في حفل عيد ميلاد ابنته السادسة عشرة، وأيضا الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي يمتلك أغلى منزل في العالم بقيمة 230 مليون جنيه استرليني وأغلى لوحة في العالم وهي «المسيح المخلص» لليوناردو دافنشي والتي بيعت في دار مزادات كريستيز بأكثر من 450 مليون دولار».
وقالت إن اتفاق الانفصال بين حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وزوجته السابقة الأميرة هيا بنت الحسين، الذي تعدى 550 مليون جنيه استرليني، كشف الستار عن «مستويات الرفاهية التي تخطت كل الحدود لحياة هؤلاء الصفوة».
وبين فحش الخاصة وفاحشة العامة تظهر النتائج مرعبة للغاية. ففي إحصائيةٍ منشورة في عام 2019، أفاد نحو 7-8 % من السعوديين بأنهم يتعاطون المخدرات، وخصوصاً الكبتاجون والكحول والحشيش والهيروين.
وبحسب «فورين بوليسي»، يندرج غالبية متعاطي المخدرات السعوديين في الفئة العمرية 12-22، فيما يستخدم 40٪ من مدمني المخدرات في السعودية الكبتاجون.
وبالعودة إلى الاحترازات المفروضة على المصلين والمعفي منها «المدزبمون»، فيأتي ذلك «حرصاً من ابن سلمان على حياة النوع الأول من التقاة الأنقياء، وطريقاً للتخلص من الصنف الثاني من الشقاة الأشقياء»، يتظيرف أحدهم.