«لا» 21 السياسي -
بالتزامن مع إعلان الرئيس مهدي المشاط مبادرة الثلاثة أيام اليمنية، في كلمته بمناسبة يوم الصمود الثامن، يعلن وزير الخارجية الإيراني، أمير حسين عبداللهيان، أن السعودية طلبت من إيران رسمياً توظيف علاقتها في اليمن لإنهاء الحرب.
من الواضح أن تصريح عبداللهيان كان دبلوماسياً للغاية، فالطلب بوضوح هو التوسط لدى القيادة اليمنية لوقف ضرباتها على السعودية.
وبالتأكيد أيضاً أن الرياض واقعة في مأزق وجودي.
مراهناتها الخاسرة على واشنطن و"تل أبيب" ولندن وباريس وموسكو وبكين، وعلى القتل والحصار والدمار وعلى مقاتلات الـ"إف" والتايفون والميراج والسوخوي والـ"إم كيو"، وعلى صواريخ الباتريوت والثاد والكروز، وعلى الوقت والمرتزقة والمال، جعلت منها أضحوكة حتى على ألسنة وأقلام مأجوريها النائحين ونائحاتها المستأجرات.
دعكم من الثلاث الساعات النجدية الذارة رماداً جداوياً مهزوماً ولحماً حداوياً مشوياً. أهمية ثلاثة صنعاء أنها حقاً وحقيقة تمثل مدخلاً عملياً للسلام، ومخرجاً فعلياً للعدوان وتُلجم أفواه مرتزقة الـ"تيك التوك" أحجاراً من سجيل وتمنح المادين أكفهم لشيكات آل الجابر جلدات تأديب وتعزير.
وقف الضربات الصاروخية على السعودية مقابل وقف الطلعات والغارات الجوية على اليمن وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، إيقاف جميع الجبهات الداخلية مقابل سحب كل قوات الاحتلال من الأراضي اليمنية، تعليق العمليات الهجومية على مأرب مقابل الموافقة على مبادرة السيد بشأنها، إطلاق جميع الأسرى من الجانبين دون قيد أو شرط... بنود عادلة لخصمٍ ظالمٍ ومستكبرٍ ومتغطرسٍ ومتعنطزٍ ومهزومٍ ومتصهينٍ وجهول. براءة ذمةٍ وإسقاط حجةٍ وإعلاء كلمةٍ وهمة وكشف همهمةٍ وغُمة.
وبرغم كل ما سبق فمهلة الساعات الـ72 لن تُمدد يوماً أو تمتد حتى نصف يوم. ما يزال الدخان يملأ خياشيم ابن سلمان وحاشيته، واللهب لا ينفك يحرق جلودهم الناعمة نفطاً وأصابعهم المنسدلة أول أكسيد الكربون.
تتحدث وسائل الإعلام الصهيونية بأن "أنصار الله" في اليمن ازدادوا قوة ووسعوا مدى تهديداتهم، واليوم "إسرائيل" أيضاً تتواجد ضمن هذا المدى، وأن السعودية والإمارات فهموا أن "الحوثيين" شخصوا نقاط ضعفهم ويهاجمون من دون تردد، وأن أبوظبي والرياض تبحثان عن مساعدة ولديهما خيبة أمل من رد واشنطن.
هل يلتقط الجبناء هذه الفرصة؟! وهل يهتبل البلهاء هكذا منحة؟! أم أن الشيطان والغرور و"إسرائيل" سيمنعونهم من ذلك؟!
يشير رئيس الوفد الوطني المفاوض، محمد عبدالسلام، إلى أن ‏على النظام السعودي إثبات جديته نحو السلام بالتعاطي الإيجابي مع مبادرة السلام اليمنية التي أعلنها الرئيس المشاط، مؤكداً أن تعاطي العدوان مع مبادرة الرئيس تأتي بالاستجابة لوقف إطلاق النار وفك الحصار وإخراج القوات الأجنبية من بلادنا، وعندها يحل السلام ويحين الحديث عن الحلول السياسية في أجواء هادئة بعيداً عن أي ضغط عسكري أو إنساني.
الكرة اليوم في ملعب السعودية، وسيعاود اليمنيون في الغد التهديف لا التهديد في مرماها، وستكون النتيجة تاريخية إذا لم يتوقف حسين عبدالغني عن غروره ويقف تركي المالكي أمام مصير أحمد عسيري ويوقف ابن سلمان قراره بالانتحار، وإن غداً يا ابن سلمان قريب.