«لا» 21 السياسي -
أكد موقع «المونيتور» الأمريكي أن السعودية أجبرت الخائن المنتهية ولايته هادي على التنحي، بعد إصدار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مرسوما خطيا يقضي باستقالته وتحويل صلاحياته إلى مجلس غير منتخب.
واعتبر «المونيتور» أن «سقوط هادي من النعمة أمر لا مفر منه، لاسيما أنه زعيم الحكومة العميلة التي تسيطر عليها السعودية، والتي كانت بالفعل تتلاشى لتصبح غير ذات صلة سياسية».
وحول مدى مشروعية «المجلس الرئاسي» الذي شكلته السعودية، قال الموقع الأمريكي إنه شُكِّل بصفة غير منتخبة، «ويمكن القول إن المجلس مخالف للدستور اليمني»، معتبرا أن المجلس محاولة أخرى من التحالف لتوحيد الرؤى في مواجهة صنعاء، مؤكدا في الوقت ذاته أن من المحتمل أن يفشل في ذلك.
وسبق أن كشف مسؤولون سعوديون لصحيفة «وول ستريت جورنال» أن الرياض أجبرت هادي على التنحي ووضعته تحت الإقامة الجبرية في منزله بالرياض وقيدت الاتصالات معه في الأيام التي تلت ذلك.
بدورها قالت مجلة «ذا ناشونال إنترست» إن قرار السعودية «دفع هادي إلى الاستقالة» لم يتخذ بدافع النفعية السياسية، بل بدافع اليأس السياسي.
وتقود بريطانيا، عبر سفيرها في اليمن ريتشارد أوبنهايم، جهوداً دبلوماسية للإفراج عن هادي؛ إلّا أن سلطات الرياض ترفض حتى الآن خروج هادي من أراضيها، واعدةً في المقابل بتخفيف الإجراءات عنه بعدما جرى تجريده من كلّ امتياز.
وقامت السلطات السعودية بالحجز على الحسابات البنكية التابعة لأنجال هادي، وعمّمت على البنوك وقف التعامل معهم، كما صادرت الطائرة الرئاسية الخاصة به وأبلغت طاقمها بعدم التعامل معه وأسرته، ووضعتها تحت إمرة رشاد العليمي.
وسرّبت الاستخبارات السعودية صورة لهادي في محاولة منها لنفي الأنباء التي تحدّثت عن وفاته أو تقييد حريته؛ إلّا أن الصورة، التي ظهر فيها الرجل مرتدياً ثوباً سعودياً في غرفة ضيّقة، أثارت المزيد من الشكوك حول كونه محتجزاً، خصوصاً أن الهاتف الذي إلى جواره بدا مفصولاً.
ووفق «وول ستريت جورنال» فإن هادي أصبح ثاني مسؤول عربي يوضع تحت الإقامة الجبرية منذ صعود ابن سلمان إلى الحكم في السعودية بداية 2015، بعد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري.
كثيرون هم المحيطون بابن سلمان؛ لكن القليل منهم يمثلون دائرة الثقة المقربة منه ليعهد إليهم بمهمات حساسة كقتل خاشقجي أو إهانة وضرب الحريري أو احتجاز وركل هادي؛ فأيهم الذي صفع ولطم وركل هادي وأولاده ومرافقيه؟! أربعة هم المعنيون بذلك: سعود القحطاني، تركي آل الشيخ، طراد سبأ باهبري، وبدر العساكر. غير أن القحطاني هو أكثر ترجيحاً؛ نظراً لتجاربه مع الحريري والأمراء والناشطات، ويعد الشخصية الأولى المقربة من ابن سلمان. وبرغم إعفائه من منصبه بعد قضية خاشقجي، فإن القحطاني لا يزال المستشار الحقيقي والشخصية الأولى المقربة من ابن سلمان، بل يعدّ «اليدّ الطولى» له، ولا يكاد يخطو ابن سلمان خطوة أو يصدر قراراً إلا بالرجوع إلى القحطاني؛ كونه يرى فيه «عقلية عبقرية خارقة للعادة»، أوكل إليه المهفوف مهمة الملف الأمني والاقتصادي والإعلامي وملف العلاقات الخارجية، إضافة إلى الملف المتعلق بالجيوش الإلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ولا يزال القحطاني على رأس عمله، حتى أن وزير الخارجية ووزير الداخلية ورئيس الاستخبارات يرجعون إليه في خطواتهم وقراراتهم.
وبرز اسم القحطاني بشكل واضح عام 2017، عندما لعب دوراً مهماً في الاعتقالات التي طالت عدداً من الأمراء ورجال الأعمال السعوديين، كما أشرف شخصياً عام 2018 على تعذيب عددٍ من الناشطات المُعتقلات في السعودية.