تقرير/ لا ميديا -
تلتهب الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتتصاعد فيما مؤشرات معركة كبيرة مع قوات الاحتلال الصهيوني، لن تكون فيها المقامة الفلسطينية بمفردها بل سيشارك فيها محور المقامة في المنطقة بكلها. 
كل يوم تقريباً يسقط فلسطينيين إما شهداء أو جرحى بنيران جيش الإحتلال الصهيوني، كما يقوم الاحتلال والمستوطتين بالاعتداءات في مدينة القدس والمسجد الأقصى، الى جانب اعتداءاتهم واقتحاماتهم المستمرة لبقية المدن الفلسطينية، فضلا عن عمليات الاعتقال اليومية وتعذيب المعتقلين في السجون.
وليلة أمس الأول استشهد، 3 شبان فلسطينيين بنيران جنود الاحتلال الصهيوني في بيت لحم وطولكرم بالضفة الغربية والقدس المحتلتين.
وفي مدينة القدس، أطلق جنود الاحتلال النيران على شاب بزعم تنفيذ عملية طعن بمنطقة باب العامود، اسفرت عن استشهاده على الفور.
واعتدت عناصر الاحتلال على المقدسيين المتواجدين بمكان استشهاد الشاب بالضرب، ومنعت المواطنين من الاقتراب من المكان بقوة السلاح.
وذكرت قناة "كان" العبرية، أن "جنديا إسرائيليا، نُقل إلى المستشفى، وحالته متوسطة، إثر إصابته بعملية طعن في ساحة باب العامود"، وفق قولها.
أما في مدينة طولكرم، فقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن ارتقاء الشهيد محمود عرام (27 عاما) من سكان قطاع غزة برصاص جيش الاحتلال.
وفي بيت لحم، اطلق جيش الاحتلال النار بصورة مباشرة على شاب، أدى إلى استشهاده، بدعوى محاولته التسلل إلى مستوطنة "تكواع" القريبة من بلدة تقوع.
وأفادت وزارة الصحة، باستشهاد الفتى معتصم محمد طالب عطا الله 17 عاماً بالقرب من بلدة تقوع شرق بيت لحم، وهو من سكان منطقة حرملة.
وتشهد قرى ومدن الضفة الغربية والقدس مواجهات مباشرة ومتصاعدة بين الأهالي والشبان مع قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، تسفر في كثير من الأحيان عن ارتقاء شهداء ووقوع إصابات.
من جهة أخرى يدرس الكيان الصهيوني تنفيذ عملية عسكرية واسعة في محافظة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعدما فشل في تقييد حركة المقاومة التي زعزعت أمن الاحتلال، لاسيما "كتيبة جنين" التي أوقعت خسائر فادحة في صفوف الجيش الصهيوني، رداً على جرائمه ضد المدنيين الفلسطينيين.
وارتبط اسم جنين ومخيمها، بالعمليات البطولية التي ينفذها المقاومون ضد جيش الاحتلال باستمرار، لهذا يعد المخيم ذو المساحة الصغيرة شوكة بحلق "إسرائيل" ومنظومتها الأمنية، لذلك تسعى للقضاء على المدينة ومقاوميها.
وكشف الإعلام العبري أن هناك خلاف داخل القيادة الصهيونية بخصوص الاقدام على عملية عسكرية في الضفة الغربية المحتلة وغزة، وأن الكيان يريد أن تكون في الضفة فقط.
ولكن إن نفذ العدو الصهيوني هذه العملية وحتى وان استهدف الضفة ومخيم جنين فقط فإن هناك قراراً بالرد الفوري من فصائل المقاومة وعلى رأسها حركة الجهاد الإسلامي.
كما سيجر فلسطين كلها ومقاومتها المسلحة والشعبية إلى معركة كبيرة مع الاحتلال، بعد ان توعدت فصائل المقاومة انها ستكون استثنائية وأكبر بكثير من معركة سيف القدس.
واكد الأمين العام لحركة الجهاد القائد زياد النخالة، بأنهم لن يسمحوا للاحتلال بالاستفراد لأي منطقة في فلسطين المحتلة، فالمقاومة لديها الإمكانيات لمجابهة وردع الاحتلال.
إضافة إلى كل ما سبق أعلنت المقاومة الفلسطينية أنها "رفعت جاهزيتها العسكرية عقب إعلان العدو بدء مناورة عسكرية ضخمة".
وقالت المقاومة: "المقاومة في قطاع غزة رفعت درجة الاستنفار تزامناً مع المناورة الأركانية التي يجريها العدو... واستعداداً لإمكانية غدر الاحتلال".
وكانت المقاومة في لبنان أعلنت أنّها ستكون على جاهزية عالية في موازاة إعلان الاحتلال بدء مناوراته العسكرية، مؤكدةَ أنّ تشكيلاتها الجهادية أجرت "خلال الأسابيع الماضية مناورات صامتة".
وخلال كلمة ألقاها بمناسبة يوم القدس العالمي، الأسبوع الفائت، وجّه السيد نصر الله تهديداً إلى الاحتلال الصهيوني بأنّه "عندما تبدأ المناورات الإسرائيلية، نحن سنكون في أعلى الجاهزية، وأي خطأ أو حماقة سيتم الرد عليها سريعاً ومباشرةً". 
وكانت وسائل إعلام عبرية ذكرت، أمس الأول، أنّ "جيش" الاحتلال أوصى في نقاشه في المؤسسة الأمنية والعسكرية بـ"عدم الذهاب إلى عملية في غزة"، معلنةً أنّه "بدأ اليوم المناورة الأكبر في تاريخه واسمها مركبات النار".
في غضون ذلك، أكدت وسائل إعلام عبرية أنّ "رئيس الحكومة ووزير الأمن يجريان نقاشات بشأن ماذا يجب أن يكون الرد الإسرائيلي على العمليات الفلسطينية". 
وتعدّ المناورة التي بدأها الاحتلال منذ الأحد المناورة الأكبر في تاريخ الكيان، بحسب إعلامه، واسمها "مركبات النار"، وستحاكي حرباً متعدّدة الساحات وهجمات صاروخية من جبهات مختلفة.
وكانت المناورة مقرّرة السنة الفائتة، لكنّها ألغيت بسبب اندلاع معركة "سيف القدس" مع غزة، ويتوقّع أن تستمرّ المناورات لمدّة شهر، بناءً على ما كان مقرّراً السنة الماضية.
وفي خضم هذه المناورة الصهيونية هناك في الطرف الآخر فصائل المقاومة في غزة وجنوب لبنان تترقب وأصابع جاهزة للضغط على أزرار تطلق آلاف الصواريخ نحو العمق المحتل.
كذلك فإن المعركة مع الكيان الصهيوني المؤقت وإن اندلعت بشكلها الشامل فستكون مع محور المقاومة كله والذي يقوى عوده يوميا على امتداد المنطقة من اليمن إلى سورية والعراق وإيران، والكيان المحتل اليوم ليس بأفضل حال، وحساباته حسب كثير من المراقبين ستكون خاسرة إن أقدم على خطوة عدوانية.