تقرير / لا ميديا -
أزمة جديدة بين مرتزقة الإمارات بفصائلهم المتناحرة، وهذه المرة على تخوم مدينة عدن التي يستعد العميل طارق عفاش لإشهار فرع لمكتبه السياسي فيها، وسط رفض من قبل الفصيل الإماراتي الآخر المسيطر على المدينة والذي يعاني من تصدعات داخلية قد تنذر بانتهاء دوره وإفساح المجال لدور الفصيل الإماراتي الآخر.

دفعت فصائل الاحتلال الإماراتي مما تسمى القوات المشتركة التي يقودها العميل طارق عفاش، أمس، بتعزيزات عسكرية جديدة إلى تخوم مدينة عدن المحتلة.
وقالت مصادر مطلعة إن عشرات الأطقم والمدرعات تابعة لمرتزقة ما يسمى «اللواء الثاني عمالقة» وصلت إلى المنفذ الشمالي لمدينة عدن، فيما لم يعرف بعد ما إذا كانت التعزيزات ضمن إعادة تموضع جديدة لفصائل العميل طارق عفاش في محافظة لحج، أم في إطار اقتحام عدن والسيطرة عليها، حيث يعتزم عفاش افتتاح فرع لما يسمى «المكتب السياسي»، وسط رفض من قبل مرتزقة ما يسمى «المجلس الانتقالي» المسيطر على المدينة.
وأثارت تلك التعزيزات قلق مرتزقة «الانتقالي»، في ظل فرض الفصائل الإماراتية الجديدة حصارا غير معلن على أبرز معاقله.
ويتوقع أن تفجر هذه التطورات، مواجهة مباشرة بين مرتزقة الاحتلال الإماراتي، تزامنا مع مساعي الاحتلال لتقليص نفوذ أدواته السابقة وتمكين فصائل عفاش.
وكشف الصحفي الجنوبي ماجد الداعري، أمس، عن ترتيبات يقودها العميل طارق، لكسر احتكار تمثيل «الانتقالي» لعدن.
وتوقع الداعري في منشور على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي افتتاح مكتب لمرتزقة طارق عفاش في عدن قريبا.
وتقود قيادات سابقة في حزب المؤتمر جناح الإمارات حراكا غير مسبوق لترتيب إشهار فرع لمكتب العميل طارق.
وبحسب مراقبين، فإن من شأن فتح المكتب في عدن أن ينهي احتكار نفوذ «الانتقالي» على أهم معاقله وإسقاط مطالبه بتمثيل حصري للجنوب.
ولوحت وسائل إعلام ناطقة باسم «الانتقالي»، أمس، بمنع افتتاح فرع لمكتب عفاش في مدينة عدن.
وقالت قناة «عدن المستقلة» في تقرير لها، إنها ترصد تحركات لجهات وصفتها بـ«القوى الشمالية»، تهدف لتوسيع تحركاتها في مدينة عدن.
وأوضح التقرير أن قيادة الانتقالي «لن تسمح بأي نشاط جديد في المدينة»، في تهديد صريح بمنع ترتيبات عفاش لافتتاح فرع لما يسميه مكتبه السياسي، في ظل انشقاقات داخل صفوف فصائل الانتقالي يستغلها عفاش.
إلى ذلك، حذر ناشطون موالون للانتقالي، أمس، من «تمرد عسكري» ضد المجلس، المنادي بالانفصال، وسط تصاعد الغضب في صفوف مرتزقته مع توقف مستحقاتهم منذ أشهر.
وأشار المرتزق علي اليهري الناشط في «الانتقالي» إلى أن أكثر من 300 عنصر من مرتزقة الانتقالي انشقوا عنه ويستعدون للالتحاق بفصائل طارق صالح في الساحل الغربي بعد قطع مرتباتهم.
كما حذر مما وصفها بـ«انتفاضة للقوات الجنوبية» التي مر على قطع مرتباتها أكثر من سنة.
واليهري واحد من عشرات الناشطين الذين صعدوا انتقادهم للانتقالي.
وكان عشرات المجندين في فصائل الانتقالي نظموا تظاهرات في البريقة للمطالبة بصرف مرتباتهم.
وتداول ناشطون صورا لضباط وجنود جنوبيين وهم يبكون بحرقة لعدم قدرتهم على توفير أبسط متطلبات الأسرة خلال عيد الأضحى.
وتأتي هذه الاحتجاجات لدى بعض الفصائل الجنوبية في وقت يستخدم فيه تحالف الاحتلال بمعية مرتزقته من الانتقالي الرواتب كورقة للضغط من أجل إخراج الفصائل الجنوبية التي لا تتبع المرتزق عيدروس الزبيدي شخصيا من عدن.
وكان الزبيدي وجه قبل عيد الأضحى بصرف قرابة راتب شهرين وبالعملة السعودية لمرتزقة فصائله فقط وتجاهل البقية.
ويتعرض مرتزقة الإمارات مما يسمى المجلس الانتقالي لعواصف سياسية وعسكرية تنبئ بنهاية حقبتهم، حيث يستعد أبرز  خصومهم وأهم منافسيهم للعودة بقوة إلى المشهد بعد أن ظلت هذه القوة السياسية المعروفة بالحراك الجنوبي ممزقة ومحاربة في كل بقاع الجنوب.
حضور الحراك الذي تأسس في العام 2007، ولديه قاعدة شعبية عريقة تمتد من الضالع وحتى المهرة وهي أوسع بكثير من قاعدة الانتقالي الذي لايزال محاصرا في عدن، يعني نهاية حقبة الانتقالي وعودة عيدروس الزبيدي لفترة قيادة خلايا الاغتيالات لتصفية خصومه، والأهم أن عودة الحراك تأتي بدعم من داخل الانتقالي الذي يعاني من انقسامات كبيرة في صفوفه بفعل المناصب والعائدات والنفوذ والمناطقية.
أما الوضع العسكري لمرتزقة الانتقالي الذي قالت قوات الاحتلال الإماراتي بأنها دربت لأجله 90 ألف مرتزق، فلا يبدو أفضل من الوضع السياسي في ظل التقارير التي تتحدث عن بدء انشقاقات في صفوف فصائله والالتحاق بخصومه في الساحل الغربي، وسط غضب غير مسبوق في صفوف الفصائل الجنوبية التي ترزح قياداتها ومقاتلوها تحت وطأة الفاقة وانقطاع الرواتب وتنذر كما يتوقع مراقبون بانتفاضة ضد المجلس.