احتدمت المعركة بين أدوات الاحتلال من مرتزقة الإمارات، في مدينة عدن المحتلة، إثر التظاهرة الأخيرة التي شهدتها المدينة لمئات من عناصر ما يسمى «المجلس الانتقالي»، طالبوا برحيل «التحالف» وصرف مرتباتهم المنقطعة منذ 6 أشهر.
وتبادلت أدوات الاحتلال الإماراتي الاتهامات فيما بينها بخلخلة الأوضاع، متوعدة الأخرى باتخاذ إجراءات صارمة ضدها.
وفي بيان ناري لأول مرة يذكر فيه اسم «التحالف»، توعد «الانتقالي» من سماها «الجهات التي تلعب بالنار» بدفع الثمن غالياً، بسبب تجويع فصائله وإيقاف صرف رواتبهم منذ 6 أشهر.
وأذاعت قناة «عدن المستقلة»، التابعة لـ»الانتقالي»، بياناً للمجلس في نشرتها الإخبارية المسائية، قالت فيه إن «بقاء القوات الجنوبية بدون مرتبات ولأشهر كثيرة لم يعد مقبولاً أبداً».
وأضاف بيان «الانتقالي» أن «الحكومة والرئاسة هي الجهات المسؤولة عن توفير رواتب هذه القوات وتأمين احتياجاتها، وهي نفسها الجهات التي لعبت وتلعب بالنار استهتاراً وتربصاً وتعمداً».
وهدد الانتقالي «التحالف ومجلس الرئاسة وحكومة التحالف» بقوله إنه «لا مجال للانتظار ولا حتى للمناورة أمام محاولة تجويع القوات الجنوبية وتركيعها ومعاقبتها ووقف رواتبها والنيل منها، وكل الخيارات مفتوحة بقلب المشهد والطاولة، وسيكون الرد قوياً وسيدفعون الثمن غالياً»، محذرا بالقول: «إلى أولئك المسؤولين في الحكومة والرئاسة والتحالف: إياكم ثم إياكم وغضب الجياع، الذين سينتزعون حقهم بكرامة»؛ وهي المرة الأولى التي يأتي فيه «الانتقالي» على ذكر تحالف الاحتلال.
بدوره، هدد المرتزق أبو زرعة المحرمي، عضو «رئاسي» الاحتلال وقائد ما تسمى «ألوية العمالقة» الموالية للاحتلال الإماراتي، فصائل «الانتقالي» باتخاذ إجراءات صارمة حيال تنفيذها قرارات وصفها بـ»الأحادية».
وقال المحرمي، في تغريدة على منصة «تويتر»، إن «أمن واستقرار المحافظات المحررة خط أحمر، وسنضرب بيد من حديد».
وأضاف: «ملف الرواتب قيد التنفيذ، وسيتم صرف خلال الأيام القادمة».

«الانتقالي» يلوّح بطرد مجلس العليمي
إلى ذلك، لوّح المرتزق جلال الربيعي، قائد ما تسمى قوات الحزام الأمني، التابعة لـ»الانتقالي» في مدينة عدن، بطرد رئاسي الاحتلال وحكومة الفنادق من قصر معاشيق، الذي يتخذونه مقرا لهم.
ووجه قائد «الحزام الأمني»، الموالي للاحتلال الإماراتي، جلال الربيعي، في اجتماع له اليوم الثلاثاء مع قيادات فصائل الارتزاق في «الانتقالي»، تهديدا مبطناً لمجلس المرتزق العليمي، وحكومة المرتزق معين عبدالملك، بالطرد، جراء عدم صرف مرتبات فصائل «الانتقالي» «لقرابة 13 شهرا من قبل حكومة تحالف الاحتلال، وما ترتب عليها من معاناة لعناصرها».
وأكد المرتزق الربيعي أن «الحزام الأمني وبقية الألوية في عدن رهن الإشارة لتوجيهات الرئيس القائد عيدروس الزُّبيدي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية»، بحسب وصفه، والذي أصبح نائبا للعليمي وعضوا في مجلس الرياض الرئاسي، وفق مخرجات ما يسمى «مشاورات الرياض» التي أطاحت بما تسمى «شرعية هادي».
وأوضح في الخبر الذي نشره المركز الإعلامي لـ»الحزام الأمني»، أنه «لن يسمح للعدو بالتحريض والإضرار بأمن واستقرار مدينة عدن»، في تهديد واضح لمجلس الرياض الرئاسي، الذي يعيش حالة تشظٍّ وفشل ذريع منذ تشكيله من قبل الاحتلال السعودي الإماراتي قبل أشهر.
ووصف مراقبون تلويحات قائد «الحزام الأمني» في عدن بـ»الضوء الأخضر» من «الانتقالي»، التابع للاحتلال الإماراتي، لطرد رئيس مجلس الرياض، المرتزق رشاد العليمي، والمسؤولين من أدوات الاحتلال الذين يقيمون في قصر معاشيق.
واعتبروا أن تواجد رئاسي الاحتلال وحكومة الفنادق في عدن استنزاف للمال العام، كان الأولى تسخيره في تحسين الخدمات الأساسية بالمدينة.
وبرزت قضية مرتبات فصائل «الانتقالي الجنوبي» لتشكل تهديدا حقيقيا ينذر بطرد مجلس العليمي وحكومة الارتزاق من قصر معاشيق، وسط مساعٍ حثيثة، من قبل العميل «طارق عفاش»، الموالي للإمارات، لتهيئة الأجواء الأمنية بطرد عناصر الخونج من مدينة تعز، واتخاذها مقرا سياسيا وعسكريا له وللعليمي، لمرحلة ما بعد الطرد من قصر معاشيق عدن.
وكان قائد «الحزام الأمني» بعدن، المرتزق جلال الربيعي، شارك المحتجين الغاضبين في اقتحام قصر معاشيق بمنطقة كريتر، في آذار/ مارس 2021، وهي الحادثة التي فر على إثرها رئيس حكومة الارتزاق معين عبدالملك، عبر زورق بحري، إلى مقر تحالف الاحتلال بمنطقة البريقة، جراء الوعود الكاذبة بصرف مرتبات الموظفين المدنيين والعسكريين.