«لا» 21 السياسي -
رئيس سريلانكا الهارب، غوتاباياراجاباكسا، توجه إلى السعودية، لينضم بذلك إلى قائمةٍ لا يُحسد عليها من الحكام المعزولين المبغوضين المخلوعين الذين فروا إلى الرياض، بدايةً من توفير الملاذ للطاغية الأوغندي عيدي أمين في الثمانينيات ووصولاً إلى سلسلةٍ من زعماء باكستان مطلع القرن الجاري، وانتهاءً باستقبال حكام تونس واليمن عقب ما تسمى ثورات الربيع العربي وبعد ثورة الحادي والعشرين من أيلول/ سبتمبر 2014.
لا يختفي كل حاكمٍ مخلوع تحول إلى مقيمٍ في السعودية دائماً، بل يستغلها البعض كمحطةٍ للراحة قبل محاولة العودة إلى السلطة.
فقد أُطيح برئيس الوزراء الباكستاني الأسبق نواز شريف عام 1999 بتهم الخطف والاختطاف والفساد، وأُرسِل بعدها إلى المنفى في السعودية مع 18 من أفراد عائلته.
وعاد شريف من المملكة عام 2008، ثم قضى خمسة أعوام كزعيم معارضة قبل أن يقود باكستان مرةً أخرى عام 2013.
يوفر الحكام المخلوعون شبكات بديلة من النخب التي يمكن للرياض استغلالها من أجل فرض نفوذها في مرحلة ما بعد الثورة، ولتسويغ تدخلاتها السافرة في شؤون دول وشعوب خلعت حكامها وأعلنت خروجها وتحررها من عباءة الوصاية .
وبالرغم من تظاهر النظام السعودي بالوفاء لأدواته المتساقطة بين مطرقة العمالة وسندان الفساد من فئرانها الفارين إليها وتصنعها توفير الملجأ الآمن لهم، إلا أن فاقد الشيء لا يعطيه، وما مشاهد المخلوعين داخلياً في أجنحة وأروقة فندق الريتز وخلف قضبان وزنازين سجن الحائر وبين تناوير ودواليب القنصليات إلا القليل النزير من انكشاف سوءة نظام المناشير والفرامات.
مآلات مخلوعي الرياض تكشف أيضاً قذارة ذلك النظام ووساخة مناديله التي يرمي بها في مزابل الإهانة والمهانة، وما صفعات حرس ابن سلمان وملاطيمهم على وجوه سعد الحريري وعبد ربه منصور هادي وعلي محسن الأحمر ببعيد.