تغطية: غازي المفلحي / لا ميديا -
ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى 41 شهيداً بينهم 15 طفلا و4 سيدات و311 جريحا على الأقل.
ولليوم الثالث على التوالي، واصل طيران جيش الاحتلال الصهيوني شن غارات إجرامية على المناطق السكنية والمدنية بقطاع غزة، كان آخرها، قيام طائرات الاحتلال الصهيوني أمس باستهداف مجموعة مواطنين في مقبرة الفالوجا شمالي قطاع غزة ما خلف 10 شهداء على الأقل بينهم 5 أطفال، بالإضافة إلى 3 شهداء وعدد من الإصابات إثر غارة صهيونية استهدفت منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وقال الدفاع المدني في قطاع غزة، إنه نفذ 71 مهمة إطفاء وإنقاذ وانتشال ضحايا منذ بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، ما يشير إلى أن مسرح عملياته هو المناطق المدنية المأهولة.
وأوضح الدفاع المدني أيضا أن مجزرة رفح مساء أمس الأول السبت كانت الأكثر وحشية وخلفت 7 شهداء بينهم سيدتان وعشرات الإصابات موضحاً أن المباني المستهدفة سويت بالأرض، وأن طواقمه أخرجت الكثير من أشلاء المواطنين العزل من تحت الأنقاض.

حضور الرد المقاوم
في المقابل، واصلت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إمطار المواقع الصهيونية المحاذية لقطاع غزة والمدن الفلسطينية المحتلة برشقات صاروخية، ومئات قذائف الهاون.
واعترفت الإذاعة العبرية، أمس، بإنزال مسافرين من طائرات على مدرج مطار “بن غوريون” الصهيوني، بالتزامن مع إطلاق صواريخ نحو “تل أبيب”، بالإضافة إلى سقوط شظية صاروخ على ما يسمى “المجلس الإقليمي” في النقب مما أدى لإصابة شخص.
كما تم استهداف مبنى في عسقلان بقذيفة صاروخية أطلقت من غزة وإصابة شخص بجروح.
وزعمت هيئة البث الصهيوني أن عدد الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة نحو الأراضي والمدن التي يحتلها الكيان الصهيوني بلغ 950 صاروخاً.
وأعلنت سرايا القدس، وفي إطار ردها الأولي على جريمة اغتيال القائد الكبير خالد منصور، قصف مساحات واسعة من “تل أبيب” ومدن المركز وغلاف غزة برشقات صاروخية كبيرة قدرت بـ160 صاروخا.
كما أكدت سرايا القدس استهداف “أنظمة المراقبة والرؤية داخل موقع (ناحل عوز) برشقات صاروخية وعشرات قذائف الهاون”.
وقالت السرايا في بلاغ عسكري: “كرد أولي على جريمة اغتيال القائد الكبير خالد منصور وإخوانه الشهداء، مساحات واسعة من تل أبيب ومدن المركز وغلاف غزة، تحت نيران مقاتلي سرايا القدس”.
وأضافت: “ضمن عملية «وحدة الساحات»، سرايا القدس توجه ضربات صاروخية كبيرة باتجاه تل أبيب وقاعدة بلماحيم وأسدود وبئر السبع وعسقلان ونتيفوت ومفلاسيم ومفتاحيم وجميع مغتصبات غلاف غزة”.
ونعت الجهاد الإسلامي أمس كوكبة الشّهداء الأبرار الّذين ارتقوا في العدوان الصهيوني الغاشم، استهدف منطقةً سكنيّةً في مخيم “الشعوت” بمدينة رفحR03;، وعلى رأسهم عضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الجنوبيّة في “R03;سرايا القدسR03;” خالد سعيد منصور “أبو الراغب”، زياد R03;أحمد المدللR03;، ورأفت صالح شيخ العيد.
ويشترك كل من سرايا القدس وكتائب المقاومة الوطنية وكتائب المجاهدين وكتائب شهداء الأقصى في المعركة القائمة منذ 3 أيام ضد العدو الصهيوني الذي بدأ العدوان على قطاع غزة.
من جهته أكد المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، أن حركة حماس وكتائب القسام مشاركة بطريقتها الخاصة في عملية الرد على العدوان الصهيوني.
وفي تصريح صحفي قال حازم إنّ رد المقاومة على العدوان الصهيوني على غزة يأتي في إطار توافق وطني كامل شاركت في الاتفاق عليه شخصيات من كتائب القسام ضمن غرفة العمليات المشتركة.
وأشار إلى أن حضور حركة حماس في قلب المعادلة بطريقتها الخاصة وبالتكتيكات والإسناد.

الكيان يرضخ لشروط الجهاد الإسلامي
وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي، ليلة الأمس، التوصل إلى إتفاق لــــــوقف 
العـــــــدوان والدخول فـــي هدنـــة اعتبارا مـــن الساعة الحادية عشرة والنصـــــــف ليلا, بعد رضوخ الكيان الصهيوني لجميع شروطها, وبعد ضغوطات ووساطات قالت الجهاد إنها غير مسبوقة لقبول الهدنة.
وكان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، محمد شلح، قال قبل إعلان الهدنة، إن الاحتلال الصهيوني مشغول باستجداء التهدئة، والجهاد الإسلامي مشغولة بضرب الاحتلال حتى الوجع.
وقال محمد شلح، في تصريحات صحفية، بأنه أول مرة تتعرض الجهاد الإسلامي لاتصالات بهذه الكم واستجداء بهذه الطريقة، وأنه أكثر مما كان خلال معركة “سيف القدس” و2014.
وأضاف أن السبب الرئيسي هو أن العدو الصهيوني كان يراهن على اغتيال تيسير الجعبري، ثم إيقاف المعركة، أو اغتيال خالــــــــــــد منصور، بحيث تصبح الجهـــــاد الإسلامي غير قادرة على الوقوف على قدميها.
وشدد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي على أنهم مشغولون الآن بإعطاء درس للاحتلال أكبر من الدرس الذي لقنه لهم تيسير الجعبري بعدما أغلق مستوطنات الغلاف دون إطلاق رصاصة واحدة.
واعتبر شلح أن غباء رئيس وزراء الكيان الصهيوني، يائير لابيد، جعل الكيان يصرخ للوسطاء حتى يوقفوا هذه الحرب؛ لكن الجهاد أعلنت، حسب شلح، عن طريق سرايا القدس، أن المعركة معركة استنزاف، وأنها جاهزة أن تطلق كل يوم 10 صواريخ فقط من أجل استنزاف العدو الصهيوني.
وبالتزامن، عرض الإعلام الحربي التابع لسرايا القدس مشاهد لترسانة ضخمة من صواريخ المقاومة وعمليات إطلاقها.
وقال الناطق العسكري باسم سرايا القدس، أبو حمزة، إنّ السرايا تتعهد “بجعل ما يُسمّى غلاف غزة، بما يحويه من مدن ومغتصبات محتلة، مكاناً غير قابل للحياة”، مشيراً إلى أنّها “ستذهب إلى مدى أبعد وأبعد”.
وأكد أبو حمزة أنّ ما ظهر من قدرات صاروخية للمقاومة هو جزء يسير مما أعدته المقاومة، وأنها تحتفظ بالكثير مما يؤلم العدو، ويسُرّ أبناء الشعب الفلسطيني وجمهور سرايا القدس والمقاومة.
وكشفت سرايا القدس، أمس، عن صواريخ أرض- جو دخلت المعركة لأول مرة, وأعلنت أنها استهدفت إحدى الطائرات المعادية التابعة للكيان الصهيوني في أجواء جنوب قطاع غزة.

العدوان الصهيوني الآخر
من جهة أخرى يشن كيان الاحتلال الصهيوني عدواناً لا يقل بشاعة عن العدوان العسكري، من خلال تشديد حصاره الإجرامي على قطاع غزة ومنع الوقود والأدوية من دخول القطاع المعزول عن العالم.
وحذرت وزارة الصحة من عدم قدرتها على تقديم خدماتها في ظل عدم إدخال المواد الطبية والوقود اللازم لها.
وحسب المصادر الفلسطينية فإن المعابر المؤدية إلى قطاع غزة مغلقة منذ يوم الثلاثاء الماضي، وهنالك منع للبضائع والمستهلكات الطبية الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها في قطاع غزة، لاسيما الوقود اللازم لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة التي لا تعمل بطاقتها الكاملة في القطاع.
وتحدق بقطاع غزة كارثة إنسانية تطال كافة الجوانب الإنسانية والحياتية، خاصة القطاع الصحي بما فيه المستشفيات والعيادات، كما أن هنالك نقصا في الأدوية والمستهلكات الطبية ونقصا في العديد من المواد اللازمة من أجل المرضى، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي. وأعلنت سلطة الطاقة في قطاع غزة، أمس الأول السبت، توقّف عمل محطة توليد الكهرباء بصورة كاملة، لعدم التمكن من تزويدها بالوقود اللازم، جرّاء مواصلة إغلاق الكيان الصهيوني معبر كرم أبو سالم.
وحسب وزارة الصحة الفلسطينية فإن اشتداد وتيرة العدوان الصهيوني على قطاع غزة يؤثر على عمل الطواقم الطبية والمنظومة الصحية، خاصة بعد إعلان محطة توليد الكهرباء الوحيدة بغزة التوقف تماماً خلال الساعات الماضية، وهذا ما سيؤدي إلى شلل في المنظومة الصحية والإنسانية في قطاع غزة، الذي تفصله عن توقف الخدمات الصحية 72 ساعة حسب الوزارة.