صلاح الدكاك
قُدِ الأنصارَ حَرْباً أو سَلامَا
كَريمٌ للعُلا يَحْدُو كِرَامَا
بَلَغْتَ وشعبُنا بَأساً ورُحْمَى
مَدَىً وَسِعَ الصَّواعقَ والغَمَاما
قضاءُ الله شَاءَكَما قَضاءً
بمَوْثِقِه وسَلَّكُما حُسَاما
فليس لأُمَّةِ المليارِ فَادٍ
خَلَاكَ يَحُثُّ مَسْرَاها أَمَاما
ولا مِثْلَ اليمانِيِّيْنَ شَعبٌ
يُعِزُّ لِواءَها يَمَناً وشَامَا
لقد جَاوَزْتَ لَوْلَاْ الحِلْمُ «نَجْداً»
وحَطَّ رِكَابُ خَيلِك «أرضَ رَامَا»
وما أبْطَأتَ لكنَّ المَطَايا
هَلَكْنَ لفَرْطِ ما صُلْتَ اقْتِحَامَا
حَمَلْنَ قُرُوْمَ قَوْمٍ لو تَدَاعَتْ
لِبَأْسِهِمُ الرَّوَاسِي لن تُلامَا
إذا «شِبْهُ الجزيرةِ» أرْجَأَتْها
يَدَاك فَقَدْ طَوَيْتَ  الشَّرْقَ  هَامَا
وبات «الغَرْب»ُ في يُمْناك وَعْداً
ضَفَرْتَ من الوعِيْدِ له خِطَاما
مَلَكْتَ شُعوبَ أمَّتِنَا قُلُوباً
ووَدُّوا لَوْ مَلِكْتَهُمُ «نِظَاما»
ولَوْ أوْمَأتَ للأنحاءِ ثُوْرِي
ضُحَىً، أمسَتْ مَمَالِكُها حُطَاما
وهَبَّ الكادحون بكُلِّ قُطْرٍ
ولَبَّاك الحَزَانَى واليَتامَى
يُصِيْبُ وَمِيْضُ بَرْقِكَ حيثُ تَرْمِي
ويُصْمِي سَهْمُ قَوْسِكَ حيثُ رَاما
تَنَفَّسَ فيك «قدْسُ الله» فَتْحاً
به احْتَضَرَتْ «بعارينُ الحَخَامَا»
«مُنَوَّرَةُ» بِبَدْرِكَ «أرضُ سَامٍ»
و«مَكَّةُ» بَعْدُ تَشْكُوْك الظَّلامَا
ستعلمُ «نَجْدُ» أنَّ سَعِيْرَ أمْسٍ
إذا اسْتَعَرَتْ غداً، كان احْتِجَاما
وأنّ هَلاكَها كان احْتِمَالاً
وباتَ بِلَوْحِنَا حَتْماً لِزَاما