«لا» 21 السياسي -
تزامناً مع الذكرى 29 لتوقيع اتفاقية أوسلو الخيانية الاستسلامية بين قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والصهاينة، ومع فضيحة الدور القذر المناط بمن سمته الاتفاقية «السلطة الفلسطينية»، ومع فشل تحول تلك السلطة (مجازا - ليس لدولة ولا حتى شبه دولة، بل مجرد وكر جواسيس للصهاينة بحق المقاومة الفلسطينية) جاء قرار بابا الفاتيكان فرنسيس بحل قيادة ما يعرف باسم «دولة فرسان مالطا» ليكشف بعضاً من حقائق إدارة العالم الخفية، وليفضح صهيونية تلك الإدارة، كما وليلقي الضوء على ما تسمى دولة فرسان مالطا.
فرسان مالطا هي دولة بلا أرض، اشتهرت بمذابحها ضد المسلمين خلال الحروب الصليبية وتاريخها السري وقيادتها الغامضة شبه المستقلة.
ولدى فرسان مالطا علاقات مع العديد من الدول كدولة، وهي عضو مراقب في الأمم المتحدة وتوظِّف أكثر من 45 ألف شخص في جميع أنحاء العالم، علاوة على ما يناهز 100 ألف متطوع. وتبلغ كلفة أعمالها الخيرية نحو 2.3 مليار دولار.
تعتبر الجماعة دولةً ذات سيادة منذ القرن التاسع عشر، إذ يحق لها إصدار جوازات سفر خاصة لأعضائها ولديها سفارات في نحو 110 دول.
كما أنها تسك عملاتها الخاصة. ورغم عدم وجود أرض ثابتة باستثناء مبنى المقر الرئيسي في روما (والذي يتمتع بحدود إقليمية) وقلعة في مالطا، تعتبر مجموعة فرسان مالطا كياناً ذا سيادة بموجب القانون الدولي.
يرى كثيرون أن فرسان مالطا تمثل حكومة خفية تحكم العالم، فيما ربطت تقارير غربية بينها وبين شركات تجنيد المرتزقة الأمريكية، وخاصة شركة «بلاك ووتر» سيئة الصيت.
في عام 2011 قال الصحفي المخضرم سيمور هيرش، الذي يعد واحداً من أشهر صحفيي التحقيقات الأمريكيين، إن قيادة العمليات الخاصة المشتركة للجيش الأمريكي (JSOC) قد اخترقها متعصبون مسيحيون يعتبرون أنفسهم صليبيين في العصر الحديث ويهدفون إلى «تحويل المساجد إلى كاتدرائيات»، حسب تعبيره.
وزعم أن رئيس قيادة العمليات الخاصة المشتركة السابق، الجنرال ستانلي ماكريستال، القائد الأمريكي لاحقاً في أفغانستان، وخليفته نائب الأدميرال ويليام ماكرافين، بالإضافة إلى العديد من كبار القادة الآخرين في قيادة الجيش الأمريكي، «جميعهم أعضاء، أو على الأقل من أنصار فرسان مالطا».
من بين الأعضاء المزعومين مديرا وكالة المخابرات المركزية السابقان، ويليام كيسي وجون ماكون، ورئيس شركة «كرايسلر»، لي إياكوكا، وبات بوكانان، السياسي المهم في الحزب الجمهوري.
ووفقاً لكتاب «بلاك ووتر» للصحفي الأمريكي جيريمي سكاهيل، فقد تباهى جوزيف شميتز، المدير التنفيذي السابق في الاستخبارات المركزية الأمريكية والذي شغل أيضاً منصب المفتش العام لوزارة الدفاع الأمريكية، بعضوية الفرسان في سيرته الذاتية الرسمية.
ويقال إن مقاول الدفاع الأمريكي المعروف إريك برنس (رئيس شركة مرتزقة)، اعتنق معتقدات تفوق المسيحية، واستخدم أعضاء شركته في العراق رموزاً وشارات تستند إلى أبناء هذه الجماعة في العصور الوسطى، وفرسان الهيكل (جماعة مشابهة يفترض أنها اختفت).
وتزعم بعض هذه التقارير أنه مثل شركة «بلاك ووتر»، فإن منظمة فرسان مالطا «لا يمكن المساس بها»؛ لأنها تقع في قلب الطبقة الأرستقراطية الغربية النخبوية.
وربطت نظريات مختلفة الفرسان بعدد من الجرائم، منها اغتيال كينيدي وانتشار فيروس الإيدز عبر عياداتها في أفريقيا.
ويعود تاريخ ولادة فرسان مالطا إلى ما يعرف بفرسان الاسبتارية أو فرسان القديس يوحنا، الذين نشؤوا في عام 1048، وعندما بدأت الحملات الصليبية وأسس الصليبيون مملكة القدس في فلسطين بعد احتلالهم المدينة وارتكابهم مذبحة بشعة في المسجد الأقصى، تحولت المنظمة من كيان يراعي الحجاج إلى تنظيم قتالي، وكلفت من قبل بابا روما بوظيفة عسكرية إضافية تتمثل في الدفاع عن المحتلين الصليبيين.
للمفارقة أزّمت العلاقة بين قادتها -مما دفع بابا الفاتيكان لحل تلك القيادة- شُحنةُ «واقيات ذكرية» وزعها أحد مشاريعها في ميانمار، في مخالفة صارخة للتعاليم الكاثوليكية. هل من الممكن أن يكون لرجل الصهاينة في رام الله علم أو علاقة بتلك الشحنة أم لا؟! أم أنه «كندم» من نوع مختلف وخاص بالفرسان وقد جاء ضمن شحنة واقيات أخرى وزعها فرسان مالطا على كانتونات المنطقة العربية سراً ويستخدمونها في العلن؟!!