«لا» 21 السياسي -
في عام 1980 قرر الأمريكي دينيس هوب تعيين نفسه سفيراً لدى القمر والحصول على ملكيته بشكل كامل، مستغلاً عدم وجود أي قانون يمنع الحصول على ملكية أي شيء خارج كوكب الأرض.
قرر هوب إنشاء شركته الخاصة، لبيع قطع أرضية على سطح القمر، ومجموعة كواكب أخرى، من بينها المريخ، والزهرة، وعطارد.
أسس هوب موقع سفارته على الإنترنت، والتي اختار لها اسم (Lunar Embassy)، مشيراً إلى أنه الموقع الرسمي والوحيد لبيع بقع «أرضية» على القمر، وأنه سيقدم للزبائن وثائق رسمية تثبت ملكيتهم للأراضي.
اختار دينيس هوب الترويج لمشروعه هذا بمنشور على موقعه الرسمي كتب فيه: «شراء أراضٍ على سطح القمر. يا لها من هدية فريدة ورائعة! هدية سيتحدثون عنها لسنوات قادمة! هل هديتك لمناسبة خاصة؟ أخبرنا في ملاحظات طلبك عند الدفع وسنقوم بتضمين رسالة لطيفة مع المستندات الخاصة بعملية البيع».
وأشار إلى أن كل من يريد امتلاك جزء من القمر، أو أحد الكواكب الأخرى، عليه فقط إتمام عملية الشراء من الموقع، وتحديد المساحة التي يريدها، والتي حدد لها مبلغ 20 دولاراً للفدان (4200 متر مربع) بدون ضرائب، و24 دولاراً مع احتساب الضرائب القمرية والفضائية، حيث يتم تخزين إحداثيات الأرض في سجل السفارة القمرية، لتأكيد الملكية.
هوب، الذي قدم لزبائنه فكرة غريبة لم يسبقه إليها أحد، لقي إقبالاً من عدد كبير من الأمريكيين وآخرين حول العالم، قرروا شراء قطعة من القمر، رغم استحالة الوصول إليه.
أصبح عدد الحاصلين على ملك خاص في كواكب مختلفة أكثر من 5 ملايين شخص، بينهم رجال أعمال معروفون، وثلاثة رؤساء سابقين للولايات المتحدة الأمريكية، وهم جيمي كارتر، ورونالد ريغان، وجورج بوش.
إذ قام ببيع 611 مليون فدان من الأراضي على سطح القمر، و325 مليون فدان على المريخ، و125 مليون فدان مجتمعة على الزهرة وآيو وعطارد. يشار إلى هذه الأراضي عن طريق علامات حمراء موضوعة على صور القمر وبقية الكواكب في السفارة.
وفي حوار أجرته معه مجلة (vice) عام 2013، قال هوب إن أصغر بقعة أرضية يمكن شراؤها من شركته هي فدان واحد، وأكبر بقعة بحجم القارة، تبلغ مساحتها 5.332.740 فدانا، وتكلف أكثر من 13 مليون دولار، لكن لم يتم بيعها حتى الآن.
في المقابل تم بيع الكثير من الأراضي التي تبلغ مساحتها ما بين 1800 و2000 فدان، والتي اشترتها شركات كبرى، وصل عددها إلى 1800 شركة، من بينها سلسلة فنادق هيلتون وماريوت.
بعد تواصله مع زبائنه بالعديد من الرسائل عبر البريد الإلكتروني سنة 2001، حول كيفية حماية ممتلكاتهم على سطح القمر، قرر هوب إنشاء جمهورية خاصة بالقمر، تحمل اسم «جمهورية القمر»، وكتب دستورها الخاص بها رفقة فريق عمله، ثم أصدره بشكل رسمي عام 2004، لزبائنه الذين كان عددهم في ذلك الوقت 3.7 مليون شخص.
وقال هوب في ذلك الحوار: «نحن الآن دولة ذات سيادة مصادق عليها دستورياً بالكامل، ولدينا حالياً علاقات دبلوماسية مع 30 دولة على كوكب الأرض، ونحاول أن نجعل أكبر عدد ممكن من الحكومات تعترف بنا، لأن نيتنا هي الانضمام إلى صندوق النقد الدولي».
وأضاف: «رغم أننا لسنا موجودين على كوكب الأرض، إلا أن لدينا عملة خاصة بنا، وهي احتياطيات «الهيليوم-3R43; على سطح القمر، ولدينا احتياطيات من الهيليوم بقيمة 6 كوادريليون دولار في خزينتنا في الوقت الحالي».
وأشار إلى أنه كان يأمل إنشاء أول مدينة على سطح القمر ابتداء من عام 2020، لكن الأمر لم يتحقق إلى الآن.
وقد أشارت بعض التقارير إلى أن ثروة هوب تجاوزت 11 مليون دولار، وحصل عليها من بيع قطع أرض من الصعب الوصول إليها.