مواجهات طاحنة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة شهدتها محافظة لحج المحتلة مساء أمس ، بين مسلحين قبليين ومرتزقة الاحتلال الإماراتي، في منطقة صبر بمديرية تبن.
وأكدت مصادر محلية أن قياديا رفيعا في فصائل ما يسمى «المجلس الانتقالي»، الموالي للاحتلال الإماراتي، لقي مصرعه، مع عناصر أخرى، فيما أصيب آخرون، خلال المواجهات التي استمرت ساعات مع مسلحي القبائل في لحج.
وأفادت المصادر بأن المرتزق أحمد اللحجي الأعور، قائد فصيل ما يسمى «التدخل السريع»، التابع لانتقالي الإمارات، لقي مصرعه خلال محاولته قيادة حملة لاقتحام مناطق القبائل في منطقة صبر التابعة لمديرية تبن.
وأضافت أن طائرة استطلاعية لما تسمى «قوات الطوارئ» التابعة للانتقالي كانت ترصد منزل الشيخ علي عبيد العزيبي في منطقة صبر بمديرية تبن، قبل أن يتمكن حراسته من إسقاطها، ليهاجم المنزل بعد ذلك طقمان تابعان للأعور وتندلع اشتباكات عنيفة.
وأوضحت المصادر أن الاشتباكات، التي اندلعت على خلفية محاولة الأعور نهب أراضٍ تابعة للعزيبي، بإيعاز من المرتزق مصلح الذرحاني، قائد ما يسمى «الحزام الأمني» في مديرية دار سعد بمدينة عدن، أدت إلى مصرع الأعور وإصابة آخرين قبل أن ينسحب الطقمان التابعان له، مشيرة إلى طلب الأعور تعزيزات تضم عربات ومدرعة لاقتحام منزل العزيبي، لتتجدد الاشتباكات بصورة أقوى.
وأكدت المصادر وقوع جرحى من الطرفين وآخرين مدنيين نقلوا إلى مستشفى ابن خلدون بمدينة الحوطة مركز المحافظة.
وكانت وسائل إعلام الانتقالي أكدت سقوط قتلى وجرحى من الطرفين خلال المواجهات التي اندلعت مساء أمس  واستمرت حتى صباح اليوم التالي.
وبحسب المصادر، فإن مصرع قائد حملة الانتقالي يعد انتصارا لمسلحي قبيلة العزيبة، التي تصدت للحملة وأجبرت مرتزقة الانتقالي على الانسحاب صوب مدينة الحوطة، بعد اشتباكات استخدمت فيها أسلحة متوسطة وخفيفة، كما سمع دوي انفجارات متقطعة، فيما تم قطع الطريق الرئيسي «عدن- لحج» عند منطقة صبر المحاذية لمديرية دار سعد، والتي انطلقت منها الحملة بحجة البحث عن مطلوب أمنيا.
مصادر قبلية أكدت أن خلافات سابقة حول أراض في منطقة صبر دفعت بالمرتزق مصلح الذرحاني، القيادي في «الانتقالي»، لتحريك قوة تابعة له إلى محافظة لحج بهدف اعتقال خصمه الشيخ علي عبيد ثابت العزيبي، إلا أن الأخير واجهه بحشد قبلي موالٍ له، لتندلع على إثر ذلك اشتباكات عنيفة دخلت فيها أسلحة ثقيلة منها مدرعة (بي إم بي) ورشاشات 23.
وأكدت المصادر أن رجال قبائل العزيبة تمكنوا من السيطرة على مركز منطقة صبر بعد اقتحامه وإحراق عدد من أطقم انتقالي الإمارات، مشيرة إلى أن الاشتباكات توسعت إلى مدخل مدينة الحوطة.
في المقابل، دفع انتقالي الإمارات، اليوم، بتعزيزات كبيرة من عدن، بينها دبابات، إلى مركز محافظة لحج، في خطوة تعكس مخاوفه من سقوط المدينة، وهو ما يعني سقوط المحافظة، التي ترفض انتشار فصائله عليها.
وتوقفت حركة التنقل من وإلى مدينة الحوطة، عاصمة المحافظة، ساعات طويلة أثناء الاشتباكات، فيما انتشرت تعزيزات إضافية لانتقالي الإمارات على الطريق الرئيسي بين لحج وعدن.
وبحسب مراقبين، فإن قبائل لحج خلال المواجهات الأخيرة تكون قد وجهت ضربة قوية لانتقالي الإمارات، في أول مواجهة عسكرية بين الطرفين. كما أن قبيلة العزيبة تعد من أبرز مناهضي فصائل الاحتلال الإماراتي.
يشار إلى أن فصائل الاحتلال الإماراتي اعتقلت، خلال الربع الأول من العام الجاري، عددا من الزعماء القبليين المعارضين لتواجدها في مناطقهم، ووجهت لهم تهماً عديدة في قضايا النزاعات على مساحات واسعة من الأراضي في مناطق: الفيوش، صبر، جعولة، وبئر ناصر، جنوب مديرية تبن بمحافظة لحج المحتلة.