كشفت وسائل إعلام أمريكية عن تحركات مكثفة بين واشنطن وتل أبيب والرياض، ضمن خطوات لعقد اتفاق السلام والتطبيع الرسمي بين السعودية و"إسرائيل".
وقال موقع “أكسيوس” الأمريكي، الأربعاء، إن مسؤولين صهيونيين سيتوجهان إلى واشنطن "لبحث التطبيع مع السعودية، وملف إيران النووي".
وأفاد الموقع أن وزير الشؤون الاستراتيجية رون درمير ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، من المتوقع أن يصلا إلى واشنطن نهاية الأسبوع الجاري "للقاء مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، ومسؤولين كبار آخرين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية".
ونقل الموقع عن مسؤولين أمريكيين القول إن البيت الأبيض يريد تكثيف الجهود الدبلوماسية لدفع السعودية و"إسرائيل" لعقد اتفاق سلام قبل نهاية العام الجاري.
وأشار إلى أن اتفاقية كهذه من شأنها دفع مزيد من الدول العربية والأغلبية المسلمة لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني وإعادة العلاقات الأمريكية السعودية إلى "مسارها الصحيح".
وتزامنت هذه التصريحات مع تقرير حديث صادر عن معهد "مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي" (IMPACT-se)، أن السعودية أزالت “كل المواد التي تشوه صورة الكيان الصهيوني وتمثل معاداة للسامية” من كتبها المدرسية.
وذكر التقرير أن إزالة تلك المواد جرت وفق معايير حددتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو”، وفقا لما أورده موقع “جيويش نيوز”، المعني بأخبار اليهود حول العالم، لافتاً إلى أنه تم حذف المواد التي تشير إلى أن اليهود هم أعداء الإسلام، وكذلك تفسيرات الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تتهم اليهود والمسيحيين بالتآمر ضد الإسلام.
وفي ما يتعلق بالمواد ذات الصلة بالكيان الصهيوني، أشار التقرير إلى وجود “اتجاه إيجابي للتحسن”، إذ تمت إزالة المواد المعادية للكيان من الكتب المدرسية لهذا العام، بما فيها مسؤولية الكيان عن إحراق المسجد الأقصى عام 1969، وشنه حرب 1967 لتوسيع حدوده، ووصف الكيان بأنها “ديمقراطية مزيفة”.
كما أزالت السعودية وصف الهيكل اليهودي المدعى في القدس بأنه “تلفيق له دوافع سياسية”.
وكانت صحيفة معاريف الصهيونية كشفت في خبر بتاريخ 19 مايو/ أيار الجاري، عن تقارب إسرائيلي سعودي جديد ضمن الخطوات غير المُعلنة والمُمهدة لتطبيع العلاقة بشكل رسمي بين البلدين.
وذكرت الصحيفة أن "الرياض" وافقت بشكل مبدئي على تسيير رحلات جوية مباشرة مع "تل أبيب" لنقل الحُجاج المُسلمين المُقيمين في إسرائيل، إلى مكة المكرمة، مشيرة إلى أن المفاوضات التي بدأت قبل عام، في هذا الشأن، أفضت مؤخرا إلى انفراجة، وأن الرحلات المباشرة ستقلع من مطار "بن غوريون" أو مطار "رامون"، وستكون مباشرة إلى المملكة السعودية.
وسبق أن قررت السعودية فتح أجوائها "لجميع الناقلات الجوّية الإسرائيلية" المستوفية متطلبات العبور، وهو ما يعني رفع قيود تحليق الطائرات من إسرائيل وإليها.
ووصف الرئيس الأمريكي بايدن ذلك القرار بـ"التاريخي" فيما اعتبرته تل أبيب "خطوة مهمة" لتعزيز العلاقات الصهيونية مع دول المنطقة.