تقرير / لا ميديا -
يتراكم الخَبَثُ بعضه فوق بعض في فنادق الرياض، حتى إذا لم يعد في طاقة تلك الفنادق استيعاب المزيد قذفت بالبعص عند أول مقلب للنفايات، واستبقت البعض الآخر إلى حين. ذاك هو حال المرتزقة وهم يبحثون عن أزمتهم الوجودية المتلخصة في كونهم مرتزقة. رئيس حكومة يأتي صاغراً ليشهد اجتماعاً ما، فيغادر صاغراً أكثـر ومطروداً بلا أسف. معادلة يقبلها معين عبد الملك بـ«روح رياضية» معتادة ونفس دنيئة أكثـر اعتياداً. ومؤتمِرون يتقدمهم عقال بقشان يهندسون مستقبل حضرموت كما يريد المحتل.

شهدت قاعة الاجتماعات في فندق فوكو بالرياض، أمس، معركة كلامية حامية بين أدوات الاحتلال انتهت بطرد المرتزق معين عبد الملك، رئيس حكومة الفنادق، ومغادرته الاجتماع صاغراً.
وقالت مصادر مطلعة إن المرتزق معين طُرد من اجتماع فندقي لما تسمى القوى الحضرمية، التي جلبتها سلطات ابن سلمان مؤخرا إلى الرياض، لرسم سياسة إعلان حضرموت «دولة مستقلة» تمهيداً لتفكيك اليمن، بحسب مراقبين.
وقالت المصادر إن معين كان قد جهز خطاباً استجدائياً يشيد فيه بمحافظة حضرموت وأبنائها؛ لكن الاجتماع تحول إلى مشادة كلامية واتهامات لمعين بالفساد ونهب عائدات حضرموت، ما اضطره للمغادرة غاضباً.
وبحسب المصادر، فإن طرد معين من «قاعة الحضارم» يأتي بالتزامن مع تصدير سفير الاحتلال السعودي للمرتزق خالد بحاح، الرئيس السابق لحكومة الارتزاق من أصل حضرمي، ما يعد مؤشراً إلى تخلي الرياض عن معين والترتيب لاستبداله.
وكان معين، الذي وصل الرياض قبل أيام على وقع أزمة مالية تعصف بحكومته الفندقية، التقى وفد حضرموت المشارك في مفاوضات الرياض في محاولة لإقناعهم بإبقاء عائدات النفط في حسابه، وهو ما رفضه المجتمعون رفضاً تاماً، فتحول اللقاء إلى فوضى كلامية.
وعقب انفضاض اللقاء، نشرت سلطات الارتزاق في حضرموت، بقيادة المؤتمري جناح الإمارات العميل مبخوت بن ماضي، والذي يشارك هو أيضاً في اجتماعات القوى الحضرمية بفندق فوكو، بياناً أكدت فيه رفضها ما وصفته بـ«اطراء معين»، مشيرة إلى أنها أبلغت «معين» برفع سقفها وتمسكها بحقوقها السياسية والاقتصادية في إعلان وقف توريد العائدات إلى حساب الحكومة في «مركزي عدن».
وأفاد مكتب ما تسمى السلطة المحلية بحضرموت، في منشور على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي، بأن «وفد حضرموت الذي يقوده المحافظ مبخوت بن ماضي أبلغ معين بوقف توريد العائدات إلى المركزي في عدن».
وأوضح المكتب أن «ابن ماضي وبمعية وفد حضرموت أكد لمعين خلال لقاء في العاصمة السعودية احتفاظ حضرموت بحقوقها  السياسية والاقتصادية وأن سقفها أصبح مرتفعاً ولا تراجع عنه ولا مجال للإطراء»، في إشارة إلى قرار المحافظة النفطية الانفصال عن  حكومة الفنادق.
يذكر أن ابن ماضي كان استبق مؤتمر حضرموت في الرياض بالدعوة إلى اصطفاف لوقف استيلاء حكومة الفنادق على عائدات النفط وانتظار تكرمهــــا بإرسال 20% لصالـــح حضرموت.
ويأتي قرار حضرموت «فك ارتباطها» مالياً بحكومة الفنادق ضمن ترتيبات لـ«استقلال» المحافظة الثرية بالنفط تجرى ترتيباته في الرياض وبدعم قوي من الاحتلال السعودي ومباركة دول أوروبية بينها بريطانيا وفرنسا.
ويشارك في اجتماعات فوكو الرياض عدد من الشخصيات الحضرمية المجنسة سعودياً، يتقدمهم رجل الأعمال الشهير عبد الله بقشان.
وأثار ظهور بقشان خلال المناقشات الفندقية للقوى الحضرمية جدلاً واسعاً؛ كونه يعد أحد أبرز الشخصيات النافذة في حضرموت رغم قضاء معظم وقته في السعودية.
وظهر بقشان لأول مرة منذ انطلاق لقاءات الوفد الحضرمي في الرياض خلال اجتماع ضم، أمس الأول، المؤتمري جناح الإمارات مبخوت بن ماضي بسفير الاحتلال السعودي لدى حكومة الفنادق، محمد آل جابر.
ويعد بقشان، الذي تربطه مصالح كبيرة بالشركات النفطية في حضرموت، من أبرز مهندسي انفصال حضرموت، ويحظى بدعم كبير من قبل سلطات الرياض لإدارة ملف المحافظة النفطية مستقبلا.
وظهور بقشان المفاجئ يشير إلى نجاح الاحتلال السعودي في دفع القيادات الحضرمية التي تحمل الجنسية السعودية إلــى صدارة المشهد، بغية تسهيل عملية إدارة محافظة حضرموت عبرها.