استطلاع:طلال سفيان / لا ميديا -
بما يقارب مليون طالب وطالبة ضمتهم المراكز الصيفية في 16 محافظة من عموم الجمهورية، اشتعلت الأنشطة برياضات وألعاب ومسابقات مختلفة في مراكز حملت شعار "علم وجهاد".
في المقابل اشتعلت النيران في طرف حلف الشيطان، فكان الرد عليه بالإقبال والتفاعل والإيمان.
من وحي مراكز صيفية وناشطيها وقصة مكان، كان هذا الطواف لصحيفة "لا" في صيف أرعب العدوان.
 في البداية يؤكد الكابتن خالد الناظري، عضو اللجنة الفنية للمراكز الصيفية مسؤول النشاط الرياضي بالعاصمة صنعاء: "هذا العام كان فيه نقلة غير عادية، على عكس الدورات الصيفية في السنوات السابقة، وذلك من منطلق رؤية واضحة".
ويضيف: "صحيح أن الخطة الصيفية لم تكتمل؛ لكن يمكن أن نقول إنها فاقت رؤية اتحاد كرة القدم أو أي اتحاد رياضي، وهذا ما يوضحه عدد المراكز الصيفية الكبير وكثافة المشاركين ومدى الإمكانيات. وفي هذا العام كان التصميم برؤية رائعة تبدأ من المركز ثم الفريق حتى الدوري في المديريات، يليه تشكيل منتخب المديرية وصولا إلى منتخب المحافظة، وهذا ليس بالسهل، ونتمنى مستقبلا أن نرتقي من الأفضل إلى الأفضل، بحيث تكون أنشطة المراكز الصيفية مرتبطة بعضها ببعض في الجوانب التعليمية والدينية والفنية والثقافية والرياضية".
وعن الحملة التي تشنها قنوات العدوان ومرتزقته تجاه الدورات الصيفية، يقول نجم الكرة اليمنية السابق: "أنظر إلى هذه البطولات الرياضية للمدارس الصيفية وكمية المشاركين، هذا ردنا ومن الملاعب على هذه الأبواق الكاذبة الحاقدة. هم يحاولون أن يحاربوا كل شيء، كل إنجاز يحاربونه. ماذا نتوقع من ناس باعوا أرضهم وعرضهم، إلا كل شيء سيئ وحقير وتافه؟! فقد دمروا وحاصروا اليمن، فهل تتوقع أن يتكلموا بشكل صحيح عن المراكز الصيفية؟! بالعكس، هم يعلمون ما هي مراكز أبنائنا الصيفية، ويدركون أن هذا الجيل هو من سيرتقي باليمن والأمتين العربية والإسلامية، ولهذا هم خائفون ويعملون على محاربة هذه الدورات الصيفية".
 عبدالحميد فايع، عضو اللجنة الفنية للأنشطة الرياضية للمراكز الصيفية: "النشاط في المراكز الصيفية هو موسمي، وبفضل الله خضنا تجربة كبيرة من الإعداد والتهيئة وتوفير المستلزمات  وأماكن الدورات وإعداد الكوادر التربوية القائمة على الدورات وطباعة المنهج وإعداد الأنشطة النوعية التي سيتم استهدافها في المراكز الصيفية".
ويضيف: "كل عام تعودنا أن يكون إقبال الطلبة أوسع في الالتحاق بالمراكز الصيفية. وهذا العام ونتيجة اقتناع المجتمع بجدوى وأهمية وثمرة المراكز الصيفية، الثمرة التعليمية وثمرة الأنشطة كان الإقبال كبيراً، حتى أن بعض المراكز فتح التسجيل وفي نصف ساعة كان عدد الطلاب المسجلين أكثر من 300".
ويتابع: "بعد توجيه قائد الثورة، السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، حفظه الله، في كلمته للشعب بالاهتمام بالمراكز، كان الالتحاق بشكل لا يتصور، حتى أن بعض الجهات الرسمية كوزارة الدفاع والدائرة الجهادية، اعتمدت مراكز نوعية مغلقة بعيدا عن الإدارة العامة للدورات الصيفية. ونحن الآن والحمد لله ما بعد نصف الدورة الصيفية ونقترب من ختامها، والثمار بشكل لا يصدق, فقد اكتشفنا مواهب بين الطلاب في شتى أنواع الأنشطة، ومنها المعرفي والابتكارات العلمية ومنها الأنشطة الرياضية المتنوعة، وفي مجال الإحسان، والزراعة والاكتفاء الذاتي... وهذا المجال الأخير كان وسط تجاوب الإخوة في وزارة الزراعة ومؤسسة بنيان. وبالنسبة للنشاط الرياضي نحن اليوم في ختام الدور الرياضي، المرحلة الثانية على مستوى المحافظات، وإن شاء الله الأسبوع القادم سيكون هناك بطولة الجمهورية لأبطال المحافظات، وهذا شيء جديد على الأنشطة الرياضية للمراكز الصيفية، وربما اتحاد القدم عاجز عن أن يقيم نشاطاً بلعبة يديره على مستوى عدد من أندية درجة واحدة، فما بالك بأنشطة صيفية تجمع أكثر من 729 ألف طالب وطالبة؟!".
ويكمل: "الحمد لله، نحن واثقون كل الثقة أن المراكز الصيفية أشبعت رغبات وميول الطلاب وأرضت أولياء الأمور في اكتساب أبنائهم الأخلاق الفاضلة والوعي والبصيرة وإتقان القرآن الكريم، حتى في المجال السياسي طلابنا اليوم يعرفون من هم ومن هو العدو، يعرفون من يكيد لهذا الشعب وحجم المؤامرة، وأيضا يعدون العدة حتى يكونوا نموذجاً لشعب متقدم وحضاري. وهذا الكلام لا نقوله جزافا، بل وفق مؤشرات ووعي وبصيرة من خلال مناهجنا القرآنية. ونسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى، وإن شاء الله نعيش فرحة قطف ثمار هذه المراكز. وشكرا لتواصلكم الإعلامي الذي يعد جبهة مصاحبة للمراكز الصيفية".
 خالد بن عميسان، مدير مكتب الشباب والرياضة بمديرية مجزر محافظة مارب: "في البداية أتقدم بالشكر للجنة العليا للدورات الصيفية ووزارة الشباب والرياضة، لاهتمامهما بتفعيل أنشطة المدارس الصيفية بمديرية مجزر هذا العام؛ كونها تأتي في وقت هام وحساس بالنسبة لمديرية مجزر بعد تحريرها من قوات تحالف العدوان وأدواتهم الارتزاقية والذين عملوا خلال احتلالهم لمديريتنا وغيرها من مديريات محافظة مارب بتشويه صورة المنهج الدراسي والمراكز الصيفية بهدف بث الرعب والتنفير في أوساط الناس من طلبة وأولياء أمور منها، بكلام مضلل وكاذب ولا يمت للحقيقة".
"خلال زيارتنا ضمن لجنة مكلفة من قبل وزارة الشباب والرياضة لمتابعة الأنشطة الرياضية بمحافظة مارب، كان استهلالنا بمعية مدير شباب ورياضة مديرية مجزر لمدرسة صيفية في بادية المودن – الحذقين. وفي أحد الفصول طلاب وطالبات صغار السن يدرسهم أحد الشباب المجاهدين بشكل تطوعي، إضافة لزيارة مدرسة الشهيد الصماد الصيفية ببادية الحصون والمكونة من غرفة طينية مليئة بالصغار وتقوم عليها مُدرّستان، وطلبة يدرسون تحت شجرة ويطالبون مدير رياضة مجزر بتكوين فريق كروي باسم مدرستهم الصيفية (الشهيد الصماد).
ويتابع بن عميسان: "نتمنى أن تمدنا الوزارة بالأدوات والمستلزمات الخاصة بأنشطة المراكز الصيفية حتى نلبي هذه الحماسة والرغبة في نفوس الطلاب".
 حسن عبدالله السلامي، مدير مكتب الشباب والرياضة بمحافظة الجوف، يشير إلى أن هناك وعياً مجتمعياً كبيراً لدى أبناء الجوف تجاه دور المراكز الصيفية في تعزيز العملية التعليمية والإيمانية والوطنية بالشكل الصحيح، مضيفا أن مكتب الشباب والرياضة بالجوف يتمنى الاهتمام والنظر إليه من حيث الاحتياجات من قبل وزارة الشباب والرياضة.
 الأستاذ محمد أحمد، مدير مركز الشهيد إبراهيم بن الحمزة الصيفي المغلق بمديرية الزاهر محافظة الجوف: "أولا: الأنشطة الرياضية في المراكز الصيفية خففت لدينا الكثير من المشاكل لدى أبناء مجتمع الزاهر، وأصبح لديهم ثقافة الندية والاحترام بما يتعلق بالرياضة. ثانيا: ما يقوم به مركزنا الصيفي المغلق هو ترجمة لما طرحه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي عن أننا في مرحلة تأسيسية للتعليم وتغيير الأفكار الهدامة الضالة التي غزا بها أعداء الله والوطن بعض النفوس. وهذا المركز كغيره من المراكز يسعى لتصحيح المسار ومسح الثقافات المغلوطة وتعويضها بثقافة القرآن والهوية الإيمانية وبناء جيل وطني متسم بجسم سليم وعقل سليم".
الكابتن هلال الشامي، مدرب ومدير أنشطة مدرسة الشهيد غالب الطيري الصيفية المغلقة بمديرية حيدان محافظة صعدة: "أصبحت المراكز الصيفية في حيدان منجماً لاكتشاف المواهب في كافة الأنشطة، رياضية وفنية وإنشاد ومسرح وخطابة وغيرها من الإبداعات الأخرى".
ويضيف الشامي، الذي يعمل أيضا مديرا لمكتب الشباب والرياضة بمديرية حيدان ورئيسا لنادي الحرية الرياضي: "هذا ما يميز طلاب مراكز مديرية حيدان الصيفية، سواء في حيدان المدينة أو عزل مران وجمعة بن فاضل وبني بحر، حتى كذلك في مديرية ساقين وبقية مديريات صعدة، التي قدمت قوافل كبيرة من الشهداء دفاعا عن الدين وسيادة الوطن".
 ختاماً يتحدث الكابتن حميد حنيش، رئيس اللجنة المكلفة من قبل وزارة الشباب والرياضة بالنزول الميداني للمراكز الصيفية بمحافظات مارب والجوف وعمران وصعدة: "أولا: أود توجيه الشكر لوزير الشباب والرياضة محمد حسين المؤيدي، وللأستاذ يحيى حسين المؤيدي، والوكيل عبدالله الرازحي، على اهتمامهم الكبير بمتابعة أنشطة المراكز الصيفية الرياضية".
ويضيف: "حقيقة وجدنا خلال نزولنا الميداني للمحافظات الأربع إقبالاً منقطع النظير على المراكز والمدارس الصيفية، ونموذجية في العملية التدريسية، من قرآن وهوية إيمانية وثقافيات، مرورا بالأنشطة المصاحبة كالرياضة والإنشاد والخطابة وغيرها من الفنون، وتفاعلاً ملموساً من المجتمع تجاهها، وهذا أكثر ما يزعج العدوان الإجرامي على بلدنا وأبواقه المأفونة. نعم، كانت زيارتنا لهذه المراكز والعديد منها استهدفها هذا العدوان في السابق، وكان الإقبال في الحاضر والتفاعل النشاطي أكبر رد على هذا العدوان. وإن شاء الله اليمن من نصر إلى نصر".


جريمة حافلة أطفال ضحيان.. أبو طلال في المشهد
في صبيحة يوم الخميس 27 ذي القعدة 1439 هجرية، الموافق 9 آب/ أغسطس 2018، ارتكب طيران العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي مجزرة أطفال ضحيان. الجريمة هزت الضمير العالمي وراح ضحيتها أكثر من 55 طفلاً من طلبة علوم القرآن بالمركز الصيفي في منطقة ضحيان بمديرية مجز محافظة صعدة، كانوا يستقلون حافلة مدرسية للقيام برحلة صوب عاصمة المحافظة صعدة.
صباح الأحد قبل الماضي الموافق 8 ذي القعدة 1444 هجرية، ومع أيام قليلة تقترب من الذكرى الخامسة لهذه المجزرة، وقفنا في الشارع العام لمنطقة ضحيان تحت عقد يحمل صور أطفال الحافلة.(وهوا ذات المكان الذي استهدفت فيه الحافلة من قبل طيران العدوان) هدوء في الحركة وكأن كل شيء جامد حزناً على هؤلاء الأطفال. ثم نذهب إلى مدرسة الفلاح حيث المركز الصيفي المغلق. هناك التقينا بشاب صغير يقارب الـ17 عاما مليء بالحياة هو عبدالمجيد عبدالله يحيى فليتة (أبو طلال). يخبرنا مدرب الأنشطة في مركز المصطفى الكابتن محمد عبدالسلام دبيس، أن "أبو طلال" كان من الناجين من المجزرة.
يدور الحديث مع "أبو طلال"، يقول: "كنت في الحافلة وعندما توقفت في السوق شعرت بالجوع ونزلت للأكل في مطعم مجاور. كان شقيقي محمد، الذي يصغرني بعام، هو وبقية الطلبة يمرحون وينشدون، وفجأة دوى انفجار كبير، أصبت بجروح طفيفة وكنت كأني أغمي عليّ، ولم أستفق إلا والنيران تشتعل والأدخنة تتصاعد. ركضت وقمت مع الناس بعملية الإنقاذ والبحث عن الأشلاء. كان يوماً مأسوياً، وكان أخي محمد شهيدا مع العشرات من الطلاب".
نذهب مع "أبو طلال" وبقية رفاقه في مركز المصطفى الصيفي لزيارة روضة (مقبرة) شهداء حافلة ضحيان. على البوابة يرتفع ما بقي من هيكل الحافلة المدمرة، وتنتشر قبور الشهداء الأطفال، ويجثو أبو طلال أمام ضريح شقيقه الشهيد لقراءة الفاتحة على روحه ويقبّل صورته.
الخلود في جنات عرضها السموات والأرض لمن دفن من أطفال وأبطال ضحيان. واللعنة على أيدي العدوان الآثمة التي ارتكبت جريمة بحق 55 طفلاً من رواد المراكز الصيفية.