تقرير / لا ميديا -
انفجر الموقف بين أدوات الاحتلال في شبوة ضمن معركة جديدة تم إعداد السيناريو المناسب لها مسبقا. يحاول البعض ربط المستجدات بمقتل الخونجي الباني قبل نحو شهرين على يد مرتزقة الإمارات، لكن الاحتلال له وجهة نظر أكثـر جدوى، خصوصا أن الأحداث جاءت بالتزامن مع مساعيه الحثيثة لتحويل اليمن إلى مكب نووي.

لم تكد تمضي أيام على إعلان سلطات الرياض توقيع شراكة نووية مع حكومة الفنادق تقضي بتحويل البلاد إلى مكب للنفايات الإشعاعية، وما أحدثته تلك الشراكة من ضجة شعبية واسعة، حتى سارع الاحتلال إلى إلهاء الرأي العام اليمني بتفجير الموقف بين أدواته، بدءا بمحافظة شبوة.
حيث شهدت المحافظة النفطية، اليوم، يوما داميا بين أدوات الاحتلال سقط فيه أكثر من ثمانية قتلى وجرحى بهجوم على نقطة تابعة لمرتزقة الإمارات في منطقة المصينعة بمديرية الصعيد.
مصادر قالت إن مسلحين شنوا هجوما عنيفا على قطاع تابع لما تسمى قوات «دفاع شبوة» الموالية للاحتلال الإماراتي، واشتبكوا مع عناصرها موقعين قتيلين وثلاثة جرحى وتدمير ثلاثة أطقم ومخزن ذخيرة، بالإضافة إلى مصرع أحد المهاجمين وإصابة اثنين.
كما شن المسلحون هجوما بالآر بي جي والرشاشات والقاذفات على معسكر تابع لذات الفصائل وتمكنوا من السيطرة على المعسكر الذي انسحبت منه فصائل الإمارات.
حدث الهجوم بعد يوم من تشييع جثمان القيادي في خونج التحالف عبدالله الباني، الذي قتل في كمين لـ«قوات دفاع شبوة» صبيحة يوم العيد في مديرية بيحان، ما دفع انتقالي الإمارات إلى تحميل الخونج مسؤولية الهجوم، فيما زعمت «دفاع شبوة» أن الهجوم يحمل بصمات «القاعدة».
وقالت قناة «عدن المستقلة»، الناطقة باسم انتقالي الإمارات، تعليقاً على الهجوم، إن «مليشيات الإخوان هي المستفيدة الأولى من الاعتداء على فصائل الانتقالي»، في اتهام صريح بتورط الخونج في الهجوم الأخير.
ونقلت القناة عن قيادات مرتزقة في انتقالي الإمارات تهديداتهم بالانتقام وشن حرب واسعة ضد ما وصفوها بـ«الاعتداءات الإخوانية».
من جهته، اتهم المرتزق محمد العولقي، القيادي في الدائرة الإعلامية للانتقالي، في تدوينة على منصة تويتر، خونج التحالف باستهداف فصائل مجلسه بالتنسيق مع تنظيم القاعدة.
وتأتي الاتهامات، في ظل احتدام الصراعات بين الفصائل الإماراتية والسعودية في شبوة، وسط استعدادات لمعركة فاصلة في المحافظة الغنية بالنفط والغاز.
وسريعا جاء بيان فصائل الإمارات بانسحابها من منطقة المصينعة، باعتبار المنطقة، حسب البيان، أهم معاقل تنظيم «القاعدة» التكفيري الذي قام بتنفيذ الهجوم على نقطة تابعة لتلك الفصائل والسيطرة على أحد معسكراتها.
وشوهدت أرتال عسكرية لفصائل ما تعرف بـ»دفاع شبوة»، التي يقودها نجل المؤتمري جناح الإمارات المرتزق عوض بن الوزير، وهي تنسحب من المصينعة باتجاه مدينة عتق، المركز الإداري لشبوة.
ناشطون في شبوة شككوا في رواية فصائل الإمارات من كون الانسحاب جاء بناء على الهجوم، مشيرين إلى أن الانسحاب يعكس خلافات داخل منظومة الفصائل الموالية للاحتلال الإماراتي والصراع المحتدم بين ما يسمى «اللواء الأول» الذي يقوده نجل ابن الوزير و»اللواء الثاني» المحسوب على الانتقالي والذي يقوده باعوم، واللذين خاضا معارك شرسة في عتق مؤخرا.
ويأتي انسحاب فصائل الإمارات إيذانا بسقوط مديرية الصعيد في يد الخونج، حيث سيطرت مجاميع مسلحة على أبرز معسكرات «دفاع شبوة» في منطقة المصينعة، بعد اشتباكات استمرت لساعات وامتدت لتشمل معظم مديرية الصعيد.
كما شهدت مديرية نصاب هي الأخرى معارك بين أدوات الاحتلال، استخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة، بحسب مصادر قبلية.
المصادر أكدت أنه في حال سقوط نصاب، وهي مسقط رأس المؤتمري جناح الإمارات عوض بن الوزير، المعين من قبل الاحتلال محافظا لشبوة، تكون فصائل الخونج قد وجهت ضربة موجعة لفصائل الإمارات في شبوة، والتي كانت قد طردتها من المحافظة النفطية العام الماضي إثر معارك طاحنة.
وفي مديرية عرماء، تتواصل تحشيدات الخونج عسكريا إلى المديرية الواقعة أقصى شمال شبوة، تمهيدا لإسقاطها.
مراقبون أكدوا أن ضوءا أخضر من قبل الاحتلال السعودي أعطي للخونج بتفجير الموقف في المحافظة النفطية بعد حصولهم على كافة التسهيلات وأشكال الدعم، مشيرين إلى أن المحافظة ستشهد في الأيام القادمة حروبا طاحنة بين أدوات الاحتلال يذهب ضحيتها المدنيون والمواطنون.
ويرى المراقبون أن الاحتلال اختار توقيت انفجار الموقف بين مرتزقته لكي يخلو له الجو في تنفيذ مشروعه بتحويل عدد من المناطق في كل من شبوة وحضرموت إلى مكب للنفايات الإشعاعية، بعد توقيعه مع حكومة الفنادق ما تسمى شراكة نووية.