«لا» 21 السياسي -
في الخمسين، شارع المولات والفلل والقاعات والبنوك، دلفت إلى مسلخه الأشهر، منتظراً طبيب المسالك، ولدي توصية من ابن عمه الذي نصحني به متمتماً لي في أذني: لقد كان طبيب العميد في 48!
ومن 45 إلى 48 انتقلت الجثة بحثاً عن القبر. وبعد دفع مبلغ ستة آلاف ريال رسوم معاينة لسكرتيرة ريسيبشن الأنتريشن وألف لسكرتيرة السكسكة جلست منتظراً. بعد ساعة مر أمامي رجل ضخم للغاية يرتدي فانيلة نص وبنطلون جينز ويحرك بين أصابع كفه الهائلة مجموعة من المفاتيح الكثيرة. تذكرت مصارع الـ(WWC) جون سينا؛ لكنني حين نظرت إلى رقبته من الخلف تذكرت زميل سينا وغريمه دوني جونسون الملقب بالصخرة. ما علينا! دخل الرجل الضخم غرفة الطبيب دون استئذان، فاستغربت وأشرت للسكرتيرة، فضحكت وقالت: هذا هو الد (و. ج)!
صُعقت لا من شكل الرجل فقط، بل ومن تجهمه في المشي وفي الوصول، كما وتذكرت إصبع صاحب البلاد الوسطى وتأوهت. المهم، دخلت، وبعد أخذ ورد كالعادة حولني للكشافة التلفزيونية، وكالعادة أيضاً وبعد ساعات من الانتظار على كراسي المحسوبية، دخلت على فني السونار وخرجت بالنتيجة وعدت للطبيب لتخبرني السكرتيرة أنه في غرفة العمليات، فغضبت وبدأت في التبرم، لتضحك مجدداً وتشير علي بأن أنزل إليه.
نزلت وضغطت الجرس، وكان بجانبي الكثير من المتابعين له، فخرج بعدة الشغل ونظر إلى النتيجة وقال: مش ممكن! رددت: خير؟!
أجاب: ما فيش شي، أنا باوفي الثلاثة آلاف دولار من عندي!
تعجبت وهززت رأسي، فابتسم وقال لمن يحدثه في سماعة البلوتوث: أوكيه! خذه بالعشرة آلاف وعلى ضمانتي... مع السلامة!
ثم نظر إليّ وأخرج قلمه وكتب في ظهر ورقة الفحص اسم علاج ودفع لي بالورقة لأتمتم وأنا أغادر: سبحان من جعلك تجمع بين دولارات الأنتريشن وريالات السكسكة!