«لا» 21 السياسي -
 بدايةً، ومن (باب) إقامة الحُجّة عليهم، وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال»، فإن العدوان على اليمن كلف السعودية 35. مليار دولار = تريليون و3 مليارات ريال سعودي على الأقل. وعليه، ومن (نافذة) براءة الذمة لهم ومنهم، يتوجب على الرياض الالتزام بدفع ضعف هذا الرقم التريليوني على الأقل من (شاقوص) حسن النية كعربون من فاتورة إعادة الإعمار والتعويضات.
 في 14 أيلول/ سبتمبر 2019 أرسلت صنعاء وفدها الصاروخي المقاوم مستهدفة مصفاتي بقيق وخريص، التابعتين لشركة أرامكو السعودية، متسببة في إخراج المصفاتين من الخدمة ووقف 50٪ من إنتاج النفط السعودي و5٪ من الإنتاج العالمي.
وفي مثل هذا اليوم، أي 14 أيلول/ سبتمبر ولكن من العام 2023، وبعد أشهر من استقبالها وفدا دبلوماسيا سعوديا رفيع المستوى، أرسلت صنعاء وفدها الوطني المفاوض إلى الرياض، متسببة بإخراج منظومة الارتزاق السياسي والإعلامي من الخدمة، ومذكرةً السعودية بالمثل اليمني الشعبي الذي يقول: «معزية بعد شهرين مذكرة كل الاحزان»!
 «شارع وفي يدك حجر» مثل يمني شعبي آخر ويعني تقاضى/ تفاوض وإصبعك على الزناد.
 ذهب الوفد اليمني الوطني المفاوض للجلوس على طاولة محادثات مع السعوديين الند للند، ومن باب الآية «اذهب إلى فرعون إنه طغى». وأن يعايرك مرتزق بأنك تقف في خندق ندية وتهتف مزوملاً: «صنعاء بعيدة قولوا له الرياض أقرب»، فيما هو يرتجف في فندق أبو مية ويهرف مخذولاً: «شكراً سلمان»، فتلك لعمري جينات «أبي رغال» وكرموسومات «البابكي»، التي تجعل هؤلاء يفقدون الإحساس بأن لا قيم ولا قيمة لهم إلا إن كان الميزان هو إيجار الغرفة وسعر البوست وثمن التغريدة وبدل الظهور على شاشة الحدث، فذلك قرف العدم.
 بما أن قرار بدء واستمرار العدوان على اليمن كان أمريكياً بامتياز، فإن قرار إيقاف هذا العدوان يظل أمريكيا أيضاً. وتتحدث المصادر بأن الحلحلة كانت قد بدأت مع زيارة الموفد الأميركي تيم ليندركينغ الأخيرة لسلطنة عمان، حيث سمع العمانيون منه للمرة الأولى أن واشنطن لم تعد ترفض معالجة مشكلة الرواتب.
 قبيل إعلان توجه الوفد الوطني المفاوض إلى الرياض أبدت السعودية مجدداً رغبتها في إنهاء حالة اللاحرب واللاسلم السائدة في اليمن منذ التوصل إلى هدنة قبل أكثر من عام، واستدعت المملكة الوساطة العمانية بنفسها مبديةً استعدادها لتنفيذ بعض بنود تفاهمات رمضان. ويدرك السعوديون جيداً أن السلام في اليمن هو الممر الإجباري لأيّ طموح اقتصاديّ، وأنه لا يمكنه بناء سكك حديدية ومشاريع تنمية واستثمارية وشراكات إقليمية وعالمية من دون ذلك.
 استوعب السعوديون جيداً ما حذر منه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطاب الخامس والعشرين من محرّم بذكرى استشهاد الإمام زيد، بأنه لا يمكن السكوت والقبول ببقاء المرحلة وتفعيل الخطة «ب»، وأدركوا أن ذلك التحذير في تلك الذكرى سيدركه حسم للموقف في خطاب الثاني عشر من ربيع الاول بذكرى المولد النبوي الشريف.
 ثمّة عناصر ضغط سبقت الاتفاق تشمل تحذير صنعاء من أن مهلة الهدنة تنتهي آخر هذا الشهر، وتحديداً بعد احتفالات ذكرى المولد النبوي، وأنها جاهزة لضرب منشآت سعودية حساسة، ومنها ما يجري العمل عليه في نيوم، وأنها ستعمد إلى خطوات تعرقل الملاحة في البحر الأحمر والقيام أيضاً بعمليات مباشرة ضد كل السفن التي تحمل النفط والغاز من الجنوب.
 المواضيع التي سيتم مناقشتها مع السعوديين تتصدرها الملفات الإنسانية، كصرف المرتبات وفتح المطارات والموانئ والإفراج عن كافة الأسرى، بالإضافة إلى خروج القوات الأجنبية وإعادة الإعمار، وصولاً إلى الحل السياسي الشامل.
 وافقت السعودية على إنجاز عملية تبادل شاملة تقفل ملف الأسرى بين الجانبين وبين الشمال والجنوب؛ إذ ثمّة حديث عُماني عن ضمانات مباشرة قدّمها ابن سلمان بهذا الخصوص.
 يُنتظر أن يتمّ التوقيع على تسليم الموظفين الرواتب بالإضافة إلى تسليم ميزانيات كاملة لكل المؤسسات الحكومية في صنعاء والمناطق المحررة وتسليم صنعاء جزءاً من إيرادات النفط والموانئ والغاز.
 السعودية قبلت بضرورة دفع المرتبات من البند الأول الذي يعتمد على الواردات المالية الوطنية وعدم إلحاقه بالبند الرابع الذي يعتمد الهبات والمساعدات الإقليمية كمصادر للإيراد.
 تلقى مجلس قيادة المرتزقة طلباً سعودياً عاجلاً بسرعة تشكيل وفد مفاوض للقاء وفد صنعاء بهدف الاتفاق حول آليات صرف المرتبات وفتح الطرقات وتوسيع رحلات مطار صنعاء إلى خمس وجهات بدلاً من وجهة واحدة، فضلاً عن الرفع الكلي للحصار عن مطار العاصمة.
 بيان وكالة الأنباء السعودية الذي أشار إلى أن جولة المفاوضات الجارية تتكئ على مبادرة الرياض للعام 2021 ليس أكثر من محاولة لذر الرماد على العيون، مثله مثل التسريبات التي ترمي لحفظ ماء وجه حكام المملكة، والتي تتحدث بأن أساس هذه المفاوضات هو ما تضمنته اتفاقية ظهران الجنوب التي تمت في 4 نيسان/ أبريل 2016.
إنها محادثات الفرصة الأخيرة للسعوديين، ومفاوضات إقامة الحجة وبراءة الذمة من قبل اليمنيين، كما نقل علي ناصر قرشة على لسان السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي.