تقرير / لا ميديا -
بين محتل قديم جديد يتناغم الموقف في جنوب اليمن تزامنا مع الذكرى الـ56 ليوم الجلاء في الـ30 من تشرين الثاني/ نوفمبر 1976. تأتي كل من بريطانيا والولايات المتحدة إلى خليج عدن لتدافعا عن ربيبتهما الأولى ("إسرائيل")، وقد أوجعتها ضربات القوات المسلحة اليمنية في "إيلات" والبحر الأحمر. وثمة أجير بحجم دويلة اسمها الإمارات يستنفر هو أيضا، وقد وجد أمعاءه تتقلص هلعا مما يحدث، آملاً من الأمريكي والبريطاني والصهيوني بعض حماية من تلك الضربات التي ستطال قواعده عاجلا أم آجلا.

لم تكد مسرحية السفينة "سنترال بارك" تنقضي بتلك الطريقة الهزلية من قبل الولايات المتحدة، حتى بادرت بريطانيا إلى تصعيد تحركاتها في خليج عدن، دفاعاً عن سفن الكيان الصهيوني المحظور عبورها من البحر الأحمر بعد أن أعلنت قوات صنعاء استهدافها في أي مكان.
وزارة الدفاع البريطانية أعلنت، الخميس الماضي، على لسان وزيرها غرانت شابس، أن "المدمرة البحرية دايموند التابعة للبحرية الملكية البريطانية في طريقها للانضمام إلى العمليات البريطانية في خليج عدن والمحيط الهندي".
وأصدرت الوزارة بياناً أوضحت فيه أن "تلك الخطوة تأتي كدليل قوي على التزام المملكة المتحدة بالأمن الإقليمي، حيث ستعمل المدمرة على تعزيز الوجود البحري للمملكة المتحدة في الخليج"، والعمل على "ردع التصعيد من جانب الجهات الخبيثة والمعادية التي تسعى إلى تعطيل الأمن البحري"، على حد تعبير البيان.
واختارت بريطانيا تاريخ الثلاثين من نوفمبر لإعلان بيانها ذاك، تزامناً مع احتفال اليمنيين بذكرى 30 تشرين الثاني/ نوفمبر، عيد الاستقلال وجلاء آخر جندي بريطاني من اليمن، لترد قوات صنعاء على التصعيد البريطاني بجواب مفاده أن "قرارنا إغلاق البحر الأحمر في وجه العدو مازال قائما".
بالإضافة إلى ذلك، يأتي التصعيد البريطاني استكمالاً للمسرحية الأمريكية المتعلقة بسفينة "سنترال بارك"، وسط مساعٍ أمريكية غربية لإعادة التموضع في السواحل الجنوبية المحتلة لليمن، وحرصا على عدم فتح جبهة معادية للكيان الصهيوني في اليمن، بالتعاون مع الاحتلال الإماراتي ومرتزقته مما يسمى "المجلس الانتقالي" وحكومة الفنادق، اللذين أعلنا موقفهما من استهداف قوات صنعاء للسفن الصهيونية في البحر الأحمر بوصفها بـ"عمليات إرهابية".
وفي سياق التصعيد الأمريكي البريطاني ينفذ سفير الولايات المتحدة لدى حكومة الفنادق، ستيفن فاغن، عددا من المهام في الجنوب المحتل كحاكم فعلي، حيث التقى وزير دفاع حكومة الفنادق في لقاء حميمي له دلالاته التآمرية، بالتزامن مع جرائم الكيان الصهيوني في غزة، والتي هي نتاج قنابل وصواريخ أمريكية وتنفيذ طيارين أمريكيين وصهاينة.
في المقابل، دفع الاحتلال الإماراتي بتعزيزات وتجهيزات عسكرية متقدمة في عدد من المحافظات المحتلة، ومنها محافظة شبوة، بمشاركة بريطانية و"إسرائيلية" وأمريكية، بما في ذلك تأسيس قاعدة عسكرية وإنشاء مهبط للطائرات العسكرية داخل معسكر مرة، في خطوة يهدف من خلالها إلى تعزيز قدراته العسكرية وتوفير منصة لتنفيذ عملياته في المنطقة.
الخطوة جاءت هي أيضا بالتزامن مع احتفالات اليمنيين بعيد الاستقلال وطرد آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن.
وبحسب مراقبين، فإن الاحتلال الإماراتي اتجه منذ تموز/ يوليو الماضي لإنشاء مدرج للطائرات داخل معسكر مرة غرب مدينة عتق، الذي حوله لقاعدة عسكرية عقب طرد عناصر ما يسمى "اللواء 21 ميكا" التابع لخونج التحالف في آب/ أغسطس 2022، وسيطرت عليه فصائل تابعة له مما تسمى قوات العمالقة.
وتظهر صور جوية عبر الأقمار الاصطناعية أن الاحتلال الإماراتي استحدث مخازن كبيرة أسفل معسكر مرة، وهي منطقة ذات تضاريس صحراوية وجبلية، الأمر الذي يفسر الانفجارات الأرضية التي كانت تهز عتق خلال العام الماضي، لإنشاء مخازن ومخازن أرضية للأسلحة.
كما بدأ الاحتلال الإماراتي إنشاء قاعدة عسكرية جوية في جزء من مطار محافظة أرخبيل سقطرى المحتل.
مصادر مطلعة أفادت بأن كتيبة عسكرية في المطار من مرتزقة الاحتلال أخلت مواقعها لصالح أعمال إنشائية في المطار تقوم بها قوات الاحتلال الإماراتي، والتي تملك حوامات صغيرة وطائرة مروحية في المطار بالإضافة إلى طائرة نقل ركاب صغيرة تقوم بتسيير رحلات مباشرة بين الجزيرة اليمنية المحتلة ومطارات الإمارات والكيان الصهيوني.