مارش الحسام / لا ميديا -
إعلام ومسؤولو وخبراء كيان العدوان الصهيوني يجددون إقرارهم بالفشل في مواجهة المعادلة اليمنية ضد السفن «الإسرائيلية»، وهذا ما تصرخ به بيانات العدوان ووسائل إعلامه.

إغلاق أهم موانئ الكيان
أقر الاحتلال الصهيوني، الأحد، بإغلاق الجيش اليمني أحد أهم وأبرز الموانئ التابعة للكيان.
وأكد مدير ميناء «إيلات»، دعون غلبار، لموقع «جلوبس» الاقتصادي العبري أن «تهديدات الحوثيين أثرت على جميع السفن، بما فيها تلك التي تمر إلى البحر الأبيض المتوسط وميناء إيلات».
وأشار غلبار إلى توقف حركة السفن بشكل كامل من وإلى «إيلات» بعد تصاعد العمليات اليمنية ضد الميناء، وكذلك إغلاق البحر الأحمر في وجه السفن الصهيونية.
وأكد مدير ميناء «إيلات» أن إدارة الميناء تستعد لتسريح العمال وإغلاق بوابات الميناء، نتيجة قلة العمل وتحويل الاستيراد إلى ميناء حيفا.

تكلفة باهظة
وفي وقت سابق أقر «مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي» بأن المخاوف بشأن سلامة أي سفينة لها أي صلة بالكيان تبحر في البحر الأحمر زادت بعد الهجمات الأخيرة من قبل القوات المسلحة اليمنية.
وذكر يجال ماور، الباحث في المركز، أنه «في أعقاب الهجمات البحرية الخطيرة التي وقعت مؤخراً في البحر الأحمر، بما في ذلك اختطاف السفينة جالاكسي ليدر، نشأت مخاوف بشأن سلامة أي سفينة تبحر ولها صلة بإسرائيل على هذا الطريق».
ومن بين شركات الشحن التي تعمل في خدمة الكيان الصهيوني، قررت شركة «زيم» تغيير مسارات سفنها وتجنب عبور البحر الأحمر، حيث يتم تشغيل هذا الخط من الشركة عبر 12 سفينة ترفع جميعها أعلاماً أجنبية.
ويضيف: «بعد إعلان شركة زيم الإسرائيلية تحويل مسارها عن قناة السويس بسبب ما قالت إنه وضع خطير ببحر العرب والبحر الأحمر، سارعت شركة MSC، ثاني أكبر عملاق شحن في العالم، وواحدة من أبرز الشركات الناقلة للبضائع الإسرائيلية، بتوقيف نقل البضائع عبر قناة السويس، خوفاً من تعرضها للهجوم بالقرب من اليمن، ما يرفع من تكلفة الشحن وأسعار البضائع».
ومعنى هذا القرار المتعلق بالخط الرابط بين آسيا وموانئ تركيا و«إسرائيل»، والناشئ من الخوف على سلامة السفن في هذا الخط وأطقمها، تطويل مسار الإبحار، وتأخير وصول الحاويات إلى عملاء الشركة من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، في كل اتجاه، مقارنةً بمتوسط مدة الإبحار عبر قناة السويس المصرية.
ويتابع: «وبسبب ذلك سيكون هناك تدهور كبير في الخدمة المقدمة لعملاء الشركة، وأيضاً في نتائجها المالية، مقابل زيادة في نفقاتها الثابتة، دون التعويض الملائم في أجور الشحن الموجودة في هذه التجارة».

عبء اقتصادي كبير
 يوضح ماور أن تغيير مسار هذا الخط يعني عبئاً اقتصادياً كبيراً، فالتكلفة الإضافية لنحو 30 يوماً من الإبحار والاستهلاك الإضافي للوقود للرحلة حول أفريقيا والعودة، بدلاً من المرور عبر قناة السويس، تعتبر كبيرة للغاية.
ويضيف: «ثمة نفقات أعلى بكثير من توفير عدم المرور في قناة السويس، والذي قد يصل إلى نصف مليون دولار أو أكثر للسفينة الواحدة في الرحلة الواحدة، وعدم دفع التأمين الحربي بسبب عدم المرور في البحر الأحمر».
وأفاد المركز العبري بأن قوات اليمن البحرية نجحت باحتجاز سفينة صهيونية في أعماق البحر الأحمر، كما أكد الإعلام العبري استهداف سفن صهيونية أخرى بواسطة المسيرات خلال الأسبوع الماضي، ما مثّل خطراً على التجارة البحرية «الإسرائيلية» وخطوط الإمداد التي تمر عبر البحر الأحمر وقناة السويس.
وكانت قناة «كان» العبرية ذكرت في وقت سابق أن ميناء حيفا أُفرغ من السفن الأجنبية، وقالت: «انتبهوا إلى ما يحصل في ميناء حيفا. الميناء مغلق. كل السفن التي وصلت من دول أخرى، وليست سفناً إسرائيلية، موجودة خارج المرفأ ولا تدخل أيّ واحدة».
وأكدت أيضاً أنه في كل مرة تعمل السلطات البحرية «الإسرائيلية» دوريات، كما تقوم سفن سلاح البحر بدوريات بين السفن المختلفة.

إقرار بالعجز
إلى ذلك نشرت صحيفة «هآرتس» العبرية مقالاً للصحفي الصهيوني يوسي ملمان، تحدث فيه عن خطورة العمليات اليمنية على ما وصفها بـ»المصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر».
وأشار المقال إلى أن «إسرائيل» تبحث عن حلول لمواجهة التحدي اليمني، مؤكداً أنها تدفع لتصدير هذا التحدي على أنه تهديد عالمي.
وأضاف نقلاً عن ضابط رفيع سابق: «الرأي السائد هو أنه لا ينبغي أن نعدّ هذا تهديداً على إسرائيل فقط وإنما مشكلة دولية».

عجز أمريكي
منذ اغلاق البحر الأحمر أمام السفن الصهيونية، جن جنون أمريكا أيضاً من المعادلة اليمنية وباتت في حالة استنفار وهستيريا غير مسبوقة، ما دفعها لاختراع المسرحية الهزيلة باتهام القوات المسلحة اليمنية باستهداف سفينة «سنترال بارك» في خليج عدن، قبل أن تتراجع عن اتهامها بعد ساعات قليلة.
وهو ما اعتبره الإعلام العبري عجزاً أمريكياً عن مواجهة المعادلة اليمنية، مشيراً إلى أن القوات الأمريكية فشلت في حماية «إسرائيل» من الضربات اليمنية.