تقرير: عادل عبده بشر / لا ميديا -
يواصل الإعلام العبري والأمريكي التركيز على  الموقف اليمني المُساند للشعب الفلسطيني ضد حرب الإبادة  التي ينفذها الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية بحق الفلسطينيين.
وفي هذا الصدد وصفت صحيفة «دافار هيوم» العبرية، اليمنيين بأنهم «أصبحوا أبطال العالم العربي والإسلامي بعد دعم فلسطين».. مشيرة إلى أن دولاً مثل السعودية والإمارات ومصر تتعرض لموجة سخط في العالم الإسلامي بسبب عدم تقديم أي مساعدات أو إبداء أي مواقف قوية لدعم الشعب الفلسطيني.
وقالت الصحيفة إن هجمات الجيش اليمني على السفن الذاهبة أو القادمة من وإلى «إسرائيل» تسببت في وقف بعض أكبر شركات التجارة في العالم عن استخدام ممر البحر الأحمر.
وقللت من مسألة تشكيل أمريكا تحالفاً بحرياً في البحر الأحمر لحماية السفن المرتبطة بـ«إسرائيل» أثناء مرورها من البحر الأحمر بعد حظر عبورها بقرار من البحرية اليمنية تضامناً مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وقالت الصحيفة إنه و«مع تشكيل أمريكا تحالفاً دولياً تحت قيادتها يهدف إلى تأمين البحر الأحمر ومضيق باب المندب إلا أن السنوات القليلة الماضية أثبتت أن هزيمة الحوثيين مهمة صعبة للغاية».
ونقلت الصحيفة عن «عنبال نسيم لوفتون»، وهي باحثة في منتدى التفكير الإقليمي والتي تتابع هذه القضية في السنوات الأخيرة، القول إنها «تجد صعوبة في تصديق أن الغارات الجوية أو القصف عن بعد أو حتى تسلل وحدات النخبة إلى الأراضي اليمنية سيوقف الحوثيين»، موضحة أنه يمكن التعلم من التحالف الذي قادته السعودية للحرب على اليمن كونه لم يؤد إلى نتائج لصالحها ولم تحرز أي تقدم.
وأشارت الباحثة إلى فشل الأمريكيين في شراء قادة «أنصار الله»، لافتة  إلى أن الولايات المتحدة عرضت عليهم دفع رواتب للمسؤولين في اليمن مقابل إيقاف الهجمات على السفن «الإسرائيلية» في البحر الأحمر، في حين رفض «الحوثيون» رفضا قاطعا وصعدوا من هجماتها بعد ذلك على سفن الاحتلال.
ومن بين الأوراق التي تمتلكها الولايات المتحدة الأمريكية للضغط على الحكومة في صنعاء، وفقاً للباحثة الصهيونية، هي ورقة المساعدات الإنسانية التي تم استخدامها بالفعل وإيقاف المساعدات رغم مخالفة ذلك للقانون الدولي والإنساني، وورقة أخرى قالت الباحثة إن أمريكا تستطيع من خلالها إضعاف «الحوثيين» وتتمثل في دعم الفصائل الموالية للعدوان على اليمن.
وبخصوص غض السعودية الطرف عن الهجمات ورفضها الانخراط في تحالف واشنطن في البحر الأحمر، قالت الباحث بأن السعودية لا ترغب بانهيار الاتفاق مع «الحوثيين» بعد أن وصل إلى مراحله النهائية بشأن إنهاء الحرب على اليمن،  وذلك بعد أن فشلت الرياض في تحقيق أي نصر عسكري منذ بدء الحرب على اليمن في أواخر مارس 2015.

«ابن سلمان» يتجنب الصراع في البحر الأحمر
في السياق نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، عن مسؤولين سعوديين وأميركيين تأكيدهم أنّ ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، غير مهتم بالانجرار مرةً أخرى إلى صراع مع اليمن.
وأوردت الصحيفة أنّ «الحرب في غزة دفعت اليمنيين، الذين تحرك أيديولوجيتهم العداء تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل ودعم القضية الفلسطينية، إلى دائرة الضوء العالمية غير المتوقعة».
ونقلت عن مسؤولين ومحللين سعوديين، القول إنّ «عودة صواريخ اليمنيين إلى التحليق فوق الرياض أو ضرب بلدات جنوب السعودية، هي آخر ما يحتاجه ابن سلمان، وهو يسعى لإقناع السياح والمستثمرين بأنّ المملكة مفتوحة للأعمال التجارية».
واعتبرت الصحيفة أنّ «الاستراتيجية السعودية الجديدة في اليمن، التي تبتعد عن العمل العسكري المباشر وتتجه نحو تنمية العلاقات مع الفصائل اليمنية، مدفوعة بحقيقة أنه بعد ثماني سنوات من الحرب، انتصر اليمنيون فعلياً».
وأردفت بالقول: «بينما يواجهون احتمال الصراع مع الولايات المتحدة بفرحة علنية، يعتمد اليمنيون على قدراتهم العسكرية الموسعة وشجاعتهم الواضحة، التي تم شحذها في اشتباكاتهم مع التحالف الذي تقوده السعودية».
وقال مسؤولان أميركيان، إنّ المخططين العسكريين الأميركيين، أعدّوا أهدافاً أولية لليمن، إذ أمر كبار المسؤولين في إدارة بايدن بتوجيه ضربات انتقامية، لكن المسؤولين العسكريين يقولون إنّ البيت الأبيض لم يظهر أي رغبة في الرد عسكرياً على اليمنيين والمخاطرة بحرب إقليمية أوسع نطاقاً.