صـلاح الدكاك / لا ميديا -

هان الحِمى فتطرَّفي يا ضادُ
فأذلُّ مِن هذا الهوانِ حيادُ
نادت فلسطينٌ فإمّا قائدٌ
لبّى نداءَ العرضِ، أو قوّادُ
لم يبقَ بين الضفّتين لضاربٍ
وَدَعٌ، ولا لمحايدين مزادُ
فَرَزَ الترابُ بنيه مِن أصلابهِ
وتمايزَ اللُّقطاءُ والأجيادُ
والنارُ محّصت المعادنَ، واصطفَتْ
فوق اللظى فلذاتِها الأكبادُ
وتبخّرَ الجمعُ الغثاءُ فما استوى
في الأرض إلا الخُلَّصُ الآحادُ
لم يبقَ فحلٌ في الحياضِ لغزَّةٍ
بالتْ على زمنِ الفحولِ «سعادُ»
لولا «ابنُ بدرٍ» بين قومي أو «أبو
الهادي» لقُلْتُ: قضى الرجالُ وبادوا
لولا رجالُ اللهِ مِن يَمَنٍ ومِن
شامٍ فلا سندٌ ولا إسنادُ
لولا عراقُ الحشدِ ما احتشدتْ على
صرخاتِ غزَّةَ في الحِمى أجنادُ
هبّتْ لها صنعاءُ واحتزمتْ لها
بيروتُ وانتصرت لها بغدادُ
***
سقطتْ خرائطنا، وغزَّةُ خيمةٌ
تحمي السماءَ ورَدمُها أوتادُ
ماذا عسى الراوي غداً يروي ولا
عرَبٌ؟! وعن ماذا ولا أمجادُ؟!
عشرون مملكةً وجمهوريةً
زعماؤها الخصيانُ والأوغادُ
فشَخوا لأمريكا الحِمى وتألَّهوا
فيه، وهُم لحذائها عُبَّادُ
يتجشؤون على الشعوبِ سيادةً
وعلى خدورِ حريمهم ما سادوا
جحشٌ يشخُّ على الكنانةِ فاشخاً
والجيشُ بين الحافرَين زنادُ
فالنِّيلُ مِن شخّاتهِ يجري، وفي
كَرَمِ الزّحار لضَفَّتيه سمادُ
والشعبُ في غُرَزِ الغيابةِ مؤمنٌ
بالخبزِ، يقتله ويحيي الزادُ
و«الأزهر النجدي» بردعةٌ لمن
رَكِبوا، وباسم نهيقهم غَرَّادُ
إن أخطأ السفّاحُ غزَّةَ رَميةً
فبكفٌّ مصرٍ نصلُه سدَّادُ
وله على «رَفَحٍ» كلابُ حراسةٍ
نبّاحةٌ ومفارزٌ وعتادُ
والمغرب العربيُّ شعبٌ عاقرٌ
وخليفةٌ في خصيتيه بلادُ
***
رَكِبَ المحيطَ مع الخليجِ وراضَه
للغاصبين، مطيةٌ، جلَّادُ
عشرون مملكةً وجمهوريةً
عربيةً عرّابُها الموسادُ
ما أجدر الطوفان أن يجتثها
ويجوس فيها «البدرُ» و«الصمّادُ»!