تقرير/عادل بشر / لا ميديا -
تزامناً مع استمرار التصعيد الأميركي البريطاني في البحر الأحمر، والاعتداءات المتواصلة بالقصف الجوي على عدد من المحافظات في خارطة السيادة اليمنية، يؤكد مسؤولون سابقون ووسائل إعلام غربية أن الحرب التي تقودها «واشنطن» و»لندن» على صنعاء مصيرها الفشل.
وعاود العدوان الأمريكي البريطاني، اليوم، استهداف محافظة الحديدة بغارات جوية على مناطق متفرقة في مديرية التحيتا بالمحافظة.
وخلال الأيام القليلة الماضية ركز الأمريكي والبريطاني عدوانهما على محافظة الحديدة، بعد وقت قصير من تأكيد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن الهجمات الأمريكية البريطانية على اليمن ليس لها أي تأثير في الحد من قدرات القوات المسلحة اليمنية.
وتُعدّ هذه الاعتداءات على اليمن، دعماً للكيان الصهيوني في عدوانه على قطاع غزة، وذلك بعد القرار الذي اتخذته القيادة اليمنية في مواجهة السفن الصهيونية وتلك المتجهة إلى موانئ الكيان في فلسطين المحتلة، حتى يتوقف عدوانه على الشعب الفلسطيني ويرفع حصاره على قطاع غزة.
وبعد العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن في 12 كانون الثاني/ يناير الماضي، أدرجت القوات المسلحة اليمنية السفن الأمريكية والبريطانية ضمن بنك أهدافها المشروعة في البحرين الأحمر والعربي، مؤكدة سلامة الملاحة الدولية لجميع السفن عدا المشمولة بالقرار المساند لغزة أو المدافع عن السيادة اليمنية.

شرعية «أنصار الله»
ورغم مزاعم الولايات المتحدة مراراً بأن الضربات الجوية المتوالية على عدد من المحافظات اليمنية، نجحت في الحد بشكل كبير من قدرات من تصفهم بـ»الحوثيين»، إلا أن خبراء أمريكيين ووسائل إعلام غربية تؤكد غير ذلك، حيث ذكرت مجلة «جاكوبين» الأمريكية في تقرير حديث لها، أن الحرب التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا على اليمن ستنتهي بالفشل، مؤكدة أنه «من الصعب جدًا هزيمة اليمنيين في ساحة المعركة».
وفي تقرير بعنوان «الحرب الأمريكية غير المعلنة على اليمن ستنتهي بالفشل» قال كاتب التقرير، جوناس إيكي: «واصلت الحكومة الأمريكية ضرباتها الجوية ضد الحوثيين في اليمن بينما زعمت أنها ليست في حالة حرب. لكن من غير المرجح أن يتم ردع الحوثيين، فحتى اليمنيون الذين حملوا السلاح ضدهم في السابق أصبحوا يدعمون الآن الهجمات على السفن المتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر».
وأوضح إيكي وهو باحث في مجال المساعدات الإنسانية وسبق أن عمل في محافظة عدن، أنه «رداً على الهجوم الإسرائيلي على غزة، أطلقت حركة أنصار الله اليمنية، المعروفة باسم الحوثيين، طائرات محملة بالمتفجرات وصواريخ باليستية على السفن المتجهة إلى إسرائيل أو التابعة لها، بهدف فرض تكلفة اقتصادية على الفظائع المرتكبة في غزة»، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا ردتا على ذلك بضربات جوية واسعة النطاق، على مواقع «الحوثيين» وتعهدتا بالاستمرار حتى ينهي «الحوثيون» حملتهم في البحر الأحمر، الأمر الذي دفع بكاتب التقرير إلى استطلاع آراء مجموعة من المواطنين اليمنيين في محافظة عدن التي يسيطر عليها مرتزقة التحالف السعودي الإماراتي، حول خوض «أنصار الله» الحرب ضد الكيان الصهيوني دعماً وإسناداً للشعب الفلسطيني.
وقال إن المقابلات التي أجراها مع مواطنيين يمنيين عاديين، تشير إلى أن «تضامنهم مع الفلسطينيين قد بدأ بالفعل في تغيير ولاءاتهم السياسية».
وأوضح أن العديد من «اليمنيين الجنوبيين» الذين شاركوا في حرب مكثفة ضد «أنصار الله» منذ العام 2015م، يدعمون الآن الأعمال العسكرية لقوات صنعاء في البحر الأحمر.
ونقل كاتب التقرير عن أحد الشباب العاملين في قطاع الخدمات في عدن إعجابه بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، قائلاً: «ألف مبروك هذه العملية البطولية، ولتفويض قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بالمضي قدماً في اتخاذ الإجراءات اللازمة لدعم الشعب الفلسطيني. في حين لم يجرؤ أحد من أصحاب السعادة والسمو على أن يقول للعدو الصهيوني لا للعدوان على غزة أو حتى إدانة جرائم وانتهاكات بني صهيون»، وأضاف الشاب: «السيد عبدالملك بدر الدين  رجل القول والفعل، لقد انتفض الحوثي بموقفه المشرف والشجاع».
وأكد معد التقرير أنه من غير المرجح أن تتمكن الولايات المتحدة من خفض القدرات العسكرية لأنصار الله، وقال: «يكتسب الحوثيون الشرعية في جميع أنحاء اليمن، حتى في المناطق التي لا يحكمونها».
وأضاف: «يواجه كل من اليمن وفلسطين حظراً تفرضه قوى خارجية، مع الحد الأدنى من المساعدات المخصصة لتخفيف المعاناة وتوفير الخدمات المنقذة للحياة»، مشيراً إلى أنه «لا يحتاج اليمنيون في عدن أو صنعاء إلى النظر أبعد من نوافذهم لمشاهدة أنقاض المباني التي قصفت بالأسلحة الغربية. وهذا بمثابة تذكير صارخ ومنتظم بالصدمة التي يعاني منها الفلسطينيون حاليًا».
وأكد أن «محاولات الولايات المتحدة لتشكيل تحالف ضد الحوثيين مليئة بالتعقيدات بالفعل. ولا تبدو حليفتاها في الخليج، الإمارات والسعودية، حريصتين على دعم الحملة الأمريكية علناً. لسبب واحد، فإن خوض حرب نيابة عن إسرائيل هو اقتراح غير جذاب على الإطلاق. لقد تعلموا أيضًا ما تعلمه العثمانيون والبريطانيون والمصريون من قبل وهو أن من الصعب جدًا هزيمة اليمنيين في ساحة المعركة».

تعزيز الموقف اليمني
في سياق مشابه، قالت مساعدة وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الأمن الدولي سابقاً، ماري بيث لونج، إن «النزاعات الحالية في البحر الأحمر عززت موقف الحوثيين دولياً».
وأوضحت في تقرير نشرته مجلة «ناشونال إنتريست» الأمريكية أن الهجمات على السفن أدت إلى إجبار شركات شحن على التحول لطرق بديلة، وبعض المنتجين إلى تعليق الإنتاج لتجنب تعليق البضائع في البحر الأحمر أو تكبد تكاليف الوقود والتأمين الإضافية المرتفعة، مشيرة إلى أن «الحوثيين يطلقون، بالإضافة إلى ذلك، هجمات يومية بواسطة طائرات مسيرة وصواريخ ضد بعض أكثر الأصول العسكرية تطورا من تحالف يضم الدول الغربية والإقليمية» مؤكدة: «ورغم نشر بعض الأسلحة البحرية الأكثر تقدما في العالم، يبدو أن هناك القليل جدا الذي يمكن للغرب وغيره القيام به حيال حملة الحوثيين، الذين أمامهم الكثير من المكاسب التي يمكن تحقيقها، وقليل من الخسائر».