اليمن بالحبر العبري -
 أثبتت السنوات القليلة الماضية أن هزيمة الحوثيين مهمة صعبة للغاية. وتقول عنبال نسيم لوفطون، الباحثة في منتدى التفكير الإقليمي، والتي تراقب عن كثب هذه القضية في السنوات الأخيرة، إنها تجد صعوبة في تصديق أن الهجمات الجوية أو القصف عن بُعد، أو حتى تسلل وحدات النخبة إلى الأراضي اليمنية، سيردع الحوثيين. تقول نسيم لوفطون: «ما يمكن تعلمه من عمليات التحالف الذي تقوده السعودية لمواجهة الحوثيين هو أن العمليات الجوية والبرية لم تمكن الطرفين من حسم المعركة».
وأضافت: «إنه نظام يدير الأمور كما لو أنه ليس لديه ما يخسره، ومن هذا المنطلق فهو يذكرنا إلى حد ما بحركة حماس في غزة. اليمن هي أحد أفقر الدول وأكثرها فشلاً في العالم، وقد تبوأ الحوثيون السلطة بفضل تفوقهم في حرب العصابات، ولديهم أيديولوجية متطرفة وشعور بالضيم منذ فترة طويلة في النظام اليمني الداخلي. لا أرى أن القصف من الجو أو البحر سيؤدي إلى تغيير سياساتهم. حتى لو كان هناك اجتياح بري لليمن، فإن الظروف هناك فظيعة وستكون لديهم ميزة كبيرة».
قالت لوفطون إن أول رد فعل على الهجمات كان من الشركات التجارية. كان رد فعل السوق أسرع من الدبلوماسية. بعد ذلك، استخدمت أمريكا الدبلوماسية الناعمة: عرضت تحويل الأموال لدفع رواتب الموظفين في اليمن إذا أوقف الحوثيون الهجمات. رفض الحوثيون نهائياً وصعدوا الهجمات، ويجاهرون بأنهم لا يخافون أحداً.
«إن هجماتهم على السفن يعد مكسباً؛ لأنهم يستعرضون قوتهم، ويحاولون تطوير قدراتهم، واكتسبوا بهذه الطريقة قدراً كبيراً من التعاطف داخل اليمن وفي العالم العربي والإسلامي. إن نضالهم من أجل فلسطين يسلط ضوءً سلبياً على السعودية ومصر والإمارات، وغيرها من الدول العربية، التي لا تفعل ما يكفي للفلسطينيين في نظر المسلمين في العالم. لقد أصبح الحوثيون أبطال العالم الإسلامي الجدد، وهذا يمنحهم كثيراً من القوة والدافع. وحتى هذه الأثناء، لم يدفعوا ثمن هجماتهم. ولا يكترثون بنظرة الغرب إليهم».
وتضيف: «على المدى القصير، لا أرى أي خطوة قد تعيد الأمن على الفور إلى الممرات الملاحية، كما لا أرى طريقة يمكن من خلالها تكبيد الحوثيين ثمناً باهظاً. ما يمكن فعله هو زيادة التأمين البحري إلى حد يجعل من الصعب على الحوثيين شن الهجمات. لكن إذا أردتم إلحاق الأذى بالحوثيين، فما يمكن فعله هو دعم الجماعات الأخرى التي تعارضهم في اليمن. ويجب أن نتذكر أن الحوثيين لا يسيطرون على كل اليمن، وهم في صراع مستمر من أجل السيطرة ضد الحكومة الرسمية في اليمن ومختلف المنظمات المتمردة. وربما تكون هذه هي نقطة ضعفهم».

صحيفة (Davar) الصهيونية