شهركم مبارك، وبعد:
لا يخفاكم بالتأكيد حكاية الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري مع الحكام، آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر، ومعاناته جراء ذلك، والتي انتهت بنفيه إلى «الربذة» وموته وحيداً كما أنبأ بذلك من قبل الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وما يكتبه -على سبيل المثال لا الحصر- الأخ والصديق شرف حجر، وما ينشره أيضاً الأخ والزميل خالد العراسي، وآخرون، من نصائح للبعض وفضائح للبعض الآخر، يذكر بالرجل نفسه وبالحكاية ذاتها، ولا نزكي على الله أحدا، وإن كان الأمل ألا تتكرر تلك القصة بالنهاية ذاتها. فما يفعله الزميلان يستحق الثناء لا العقاب، ويستوجب الشكر لا الكفر، ويستلزم التحقيق لا الملاحقة، ويتطلب التصويب لا التغييب، ويُحتم الإنصاف لا الاستخفاف، ويستدعي المبادرة لا المكابرة.
«يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم أن لا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى، واتقوا الله، إن الله خبير بما تعملون». وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ودمتم.