اليمن بالحبر العبري -
إن الضربات التي يشنها الحوثيون بدأت في الآونة الأخيرة تتحول إلى ضربات ممنهجة، وتصيب معظم الأهداف، وهذا بلا شك خسارة كبيرة على الصعيدين المالي وسمعة القوات البحرية الأمريكية والبريطانية. ويبدو أن ثقة أمريكا والمملكة المتحدة في أن الحوثيين لن يركزوا الهجمات على السفن الحربية خوفاً من الانتقام ليست عالية كما كانت من قبل.
إذا لم يكن كل ما يحدث قبالة سواحل شبه الجزيرة العربية خطة شيطانية من النخب الأنجلوساكسونية نفسها، فمن المنطقي أن مقاطع فيديو أخرى ستطير قريباً حول العالم، وهذه المرة لمشاهد غرق السفن الحربية التابعة للبحرية البريطانية والأمريكية.
حسناً، ماذا يمكنني أن أقول؟! إذا استمر الغرب في التصرف بالطريقة نفسها، فإن اليمن -بعد كوريا الشمالية- سيكون لديه برنامجه الفضائي الخاص به، ولا تستطيع الولايات المتحدة وحلفاؤها فعل أي شيء حيال اليمنيين، وبامتلاك عشرات الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت وعالية الدقة فإن هؤلاء الأشخاص المتخبطين الذين عادة ما يكونون موضع سخرية في المجتمع الغربي يمكن أن يصبحوا القشة التي تكسر لعبة الغرب بأكملها في الشرق الأوسط.
وستكون العواقب هائلة، وسيتعين تعزيز نظام الدفاع الصاروخي لحلفاء الولايات المتحدة؛ ولكن لن يكون هناك ما يكفي من «الوطنيين» للجميع، وسيكون تصنيعها مكلفاً ويستغرق وقتاً طويلاً، لهذا سيتعين على الأمريكيين السير في البحر الأحمر والمناطق القريبة منه بحذر شديد، وستواجه أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية تهديداً نوعياً جديداً.

إيلينا بانينا - مديرة معهد روسترات للاستراتيجيات السياسية والاقتصادية الدولية، صحيفة «إزفيستيا» الروسية