حاوره:طلال سفيان / لا ميديا -
أحد أبرز الوجوه الرياضية في مدينة تعز. تألق في نادي الصحة، ومثل منتخب المحافظة والأول على منصة كرة الطاولة داخل مجمع تعز التربوي. نجم لا ينازع. رفيق دربه خليل قائد علي.
لعب مع أصحاء وتفوق عليهم، وسجل علامة فارقة لصالح اللعبة على مستوى المنتخب الوطني للمعاقين في كرة الطاولة.
منذ فترة يرأس فرع الاتحاد بمحافظة تعز. وأيضا مازال أبو عبدالله ومحمد وبسملة يعاني في ملاحقة تحفظ ماء وجه اتحاد اللعبة العام مع صندوق ومؤسسات لا تأبه لأي مشاركات أو تحقيق إنجازات لهم وللوطن. المهندس والكابتن رمزي الشرعبي في حوار شيّق مع صحيفة "لا".
نجم كرة الطاولة بنادي الصحة ومنتخب تعز رمزي محمد حمود الشرعبي لـ"لا الرياضي":

 لماذا اخترت لعبة كرة الطاولة؟
- بحكم وقوع منزلنا جوار نادي الصحة الرياضي، كنت أذهب خلال طفولتي وأشاهد لاعبي كرة الطاولة بالنادي، وبالذات ابن القاضي منير الآنسي ورائد ونجيب الشرعبي ونبيل غسان، وهم يلعبون، ثم أذهب لصالة طاولة الصحة الأخرى التي هي بفلوس وألعب مع مختلف لاعبي مدرسة مجمع تعز التربوي الذين كانوا يأتون للعب وأفوز عليهم دائما. لم أكن وقتها قد شاركت مع الصحة في بطولات الجمهورية، كانت مشاركاتي معهم داخلية فقط على مستوى تعز، بعدها شاركت ضمن منتخب المجمع أيام الأستاذ المرحوم محمد سعيد صالح، وحققت المركز الأول داخل المدرسة أمام خطاب الجرادي وخالد الأسد، وكنا دائما أنا وصديقي خليل قائد علي، شقيق بطل التايكواندو طارق قائد علي، الذي يدرب ويحكم حاليا في دبي، نأخذ عليهم البطولة.
 ظهرت كرة طاولة الصحة بعد هبوط فريقهم لكرة القدم إلى الدرجات الدنيا...؟
- في السبعينيات لعب عمالقة الصحة كالشاوش وغيره، وكانوا أقوياء ويحرزون مراكز متقدمة في الستينيات والسبعينيات، ومنذ الثمانينيات حقق لاعبونا الكبار مراكز ما بين الثاني والثالث، وحتى التسعينيات جئنا نحن الأشبال لمواصلة المجد وكنا نحرز ما بين المركزين الأول والثاني على مستوى الجمهورية، حتى أني فزت على لاعبي أندية كنادي أهلي صنعاء ضمن فئة الأسوياء. طبعا لم يكونوا في الأسرة يسمحون لي بالسفر؛ لأني كنت صغيراً، فقط مرة واحدة سافرت إلى إب؛ لكن أنتظر مباريات الإياب في تعز، وشكلت مع زميلي خليل ثنائيا متفاهما، وإذا خسرنا بالفردي نفوز بالزوجي، وأيضا كنت أحقق المركز الثالث المتحرك في الفردي. لعبنا مع فرق قوية كأهلي صنعاء والوحدة والزهرة وشعب صنعاء... والحمد لله كنا نفوز عليهم.
 هل شاركت مع المنتخبات الوطنية؟
- لا. أثناء زيارتي لشقيقي الذي يدرس في سورية، شاهدت لاعبي منتخبنا هناك ولعبت أمامهم في التمارين وكنت أفوز عليهم، حتى أن الصيني مدرب منتخب طاولة تعز كان يسأل ويقول: لماذا لا يشارك هذا؟ ويأخذ بيدي ونذهب لاتحاد اللعبة، وذات مرة قالوا لي في الاتحاد: ستشارك في الدراجات. فأجبت: أي دراجات؟! أنا لاعب تنس طاولة وأفوز على فلان وفلان وفلان! فقال مسؤول الاتحاد: "طيب خلاص بانشوف"! تعشمت أن أذهب إلى الصين، وكنت أقول لأبي: لم تسمح لي أسافر إلى صنعاء، كيف ستسمح لي بالذهاب إلى الصين؟! فرد الوالد رحمه الله: عادي، سأسمح لك تسافر الصين. لكن لم يتح لي وقتها الذهاب إلى الصين، بسبب عدم توفر الإمكانيات المادية. كما شاركت في الأولمبياد الخاص الـ11 في القاهرة عام 2007 وحققنا المركز الرابع، وهي أول بطولة لنا ولم نستعد أو نتدرب لها في معسكر، فقط تدربنا قبلها بثلاثة أيام. وفي بطولة الأردن للمعاقين عام 2008 حققنا المركز نفسه. وفي بطولة الأردن 2009 حققنا المركز الثالث فرقي، وفي 2012 و2013 حققت المركز الثالث. وكانت مشاركتنا في الأردن على حساب صندوق المعاقين.
 ما هي المباراة الأقوى الخالدة في ذاكرتك؟
- في بطولة الأردن عام 2012 أقصينا منتخبهم الأول من المنافسات، بعد أن أخبرنا مدربنا عبدالله المطري لاعب شعب صنعاء، أن لاعباً من منتخب الأردن لم يحضر، فذهب وسجلنا عليهم الفوز بانسحابهم، ودخلنا للعب أمام منتخبهم الثاني، وكان أقوى من الأول، ودخلنا الصالة نتدرب معهم بشكل قوي وحماسي، ولم يكونوا فاهمين ما الموضوع، ولعبنا معهم بعدها بأسبوع وهزمناهم 3-0.
 هل لديكم مشاركة خارجية قادمة؟
- نعم، وهي بطولة غرب آسيا بالأردن في 14 نيسان/ أبريل القادم، ويجب أن نسافر قبلها بيومين على أقل تقدير؛ لكن السفر مازال معرقلاً من ناحية صندوق المعاقين، عدة مرات نذهب إلى الحسابات والشؤون المالية لقطع الشيك وحين نصل إليهم يقولون: ليس لدينا ميزانية، وستأتي بعد يومين، أي بعد يومين من انطلاق البطولة، لأنهم يعرفون موعد انطلاقها، رغم أن لدينا توجيها صريحا من مدير الصندوق بإنجاز المعاملة؛ لكن قالوا: ستأتي الموازنة في الأول من آذار/ مارس الحالي، وذهبنا وقدمنا الأوراق، وحتى اليوم لم يقطعوا التذاكر. كما أن الأردنيين قد أرسلوا لنا تأشيرات الدخول.
 كم عددكم كمشاركين في هذه البطولة؟
- 5 لاعبين ومدرب وإداري. ومنذ 2013 لم نشارك في أي بطولة خارجية، فقط شاركنا في دورة تحكيم تنس الريشة وكرة الطاولة التي أقيمت قبل 3 أشهر في نادي أهلي صنعاء، وهي أول دورة تحكيم لي. كلما يكون هناك دورات تحكيمية في الجزائر يختارون أشخاصا من الاتحاد؛ لأنهم لا يريدون لنا كلاعبين أن نحصل على دورات تحكيم.
 وأين دور اتحادكم؟
- اتحادنا عاجز عن أن يشارك في أي مكان، هو يعمل لنا المذكرات إلى صندوق المعاقين، والصندوق "ما فيش"، وزارة الشباب أيضا "ما فيش"، رغم أني تكلمت مع الوزير حول ما إذا كان يمكنهم أن يمولوا مشاركتنا في الأردن، فسأل: كم أنتم؟ تعالوا وسنحاول؛ لكن لم نذهب إليه لأجل المحاولة، واحتمال إذا عرقلنا صندوق المعاقين سنذهب إلى وزير الشباب والرياضة.
 ما هي درجة لعبك في كرة الطاولة؟
- أنا حائز على كلاس 9 الدولية، وطبعا كلما كبر عمرك تتناقص درجاتك، بسبب آلام وتقوس العظام واحتكاك المفاصل، تبدأ تنقص درجاتك وتعمل فحوصات من جديد للرقبة وأشياء كثيرة عبر الرنين المغناطيسي.
 هل أثرت إعاقتك في مسيرتك مع اللعبة؟
- نهائيا، لم تؤثر. منذ طفولتي كنت أهزم لاعبين أكبر مني وسليمين، وتمركز لعبي في يد واحدة ساعد على تمركز كل القوة في هذه اليد، وتميزت بها بالإرساليات القوية، حتى أن المدرب الصيني كان يخبر مدربنا منير الآنسي أن مفصلي قوي جدا، وأن هذا هو المطلوب لأي لاعب كرة طاولة، وأنني أفضل من لاعبين كثر كبار وسليمين. لم أكن أتدرب كثيرا، فقط وقت المغرب وأعود سريعا للبيت، لأن والدي كان يمنعني من الذهاب للتمرن أو اللعب. لعبت إلى جانب المرحوم خالد الشيبة. كان مستوى خالد قوياً؛ لكنه يخسر بسبب عصبيته الزائدة، رغم أنه كان يشارك فقط في تمارين الصحة، ونذهب أنا وخليل وأيضا المرحوم عبده المزعقي والذي كانت مشاركاته معنا في البطولات قليلة، أعتقد نصف موسم. كان المزعقي قوي الضربات، لكنه يخسر أي مباراة يلعبها ولا نعرف لماذا! أيضا لعب معنا أحمد صالح العميس وصادق حمادي، شاركا معنا موسما واحدا وخرجا من نادي الصحة.
 نجوم في الطاولة اليمنية شاركت لاعبا ضدهم ومعهم...؟
- مرة جاءني زميلي المرحوم الشيبة إلى معهد الاتصالات، وأعادني للعب، رغم أني كنت منقطعا فترة طويلة، ونزلت للعب ضد هاني الحاشدي وهاني الحمادي، وشاركت أنا مع المعاقين، والكابتن وائل القرشي كان مع الأسوياء في البطولة الدولية 11، أصحابنا عادوا لليمن وأنا بقيت في القاهرة لمشاهدة منتخبنا للأسوياء. كان يعجبني لعب مجد ومنير الذبحاني والحاشدي وطه المحاقري ووائل القرشي... كما شجعني المرحوم العماد ويبرزني أمام اللاعبين حتى أنه كان يقول للمدرب سعيد القدامي: هذا رمزي هزم فلانا وفلانا في الأهلي ووحدة صنعاء، وعندما كنت أشارك أمام الأصحاء لم أخسر أي مباراة، وكل مبارياتي حققت فيه الفوز.
 بماذا كان يتميز لعب رمزي؟
- بالرجوع سريعا بعد خوض المباريات والمعاناة خلالها من أوجاع العضلات وآلام المفاصل. تحتاج وقتا طويلا للعودة؛ لكني كنت أقوم بتمارين خفيفة وأعود رويدا بقوة وضربات الإرسال.
 هل لديكم أنشطة في رمضان؟
- الاتحاد لم ينظم أي نشاط، سواء في رمضان الحالي أو في أي رمضان سابق. معنا الكابتن القدير خالد الدرم يقوم بتدريب لاعبي جرحى الحرب ولاعبين من الاتحاد، لكن كل اللاعبين الذين يتدربون اليوم مع خالد الدرم في بداية مشاركتهم في كرة الطاولة.
 وذكرياتك الرمضانية مع الصحة...؟
- أووووه! كان لديهم أنشطة رياضية، خصوصا في الطاولة، المباريات في المساء والصعود بالقرعة. بالنسبة لي شاركت في شهر واحد رمضاني، وبعدها ذهبت للدراسة في مجال الاتصالات. بصراحة أيام لا تنسى.
 رسالة، ماذا ستكتب فيها؟
- نتمنى أن يعيدوا الدعم لاتحاد المعاقين. كرة الطاولة هي في اتحاد واحد، ونتمنى أن نحظى بدعم الدكتور عصام السنيني، رئيس الاتحاد العام لكرة الطاولة، وأيضا دعم اللجنة الأولمبية ولجنة البارأولمبي. نحتاج دعم الكل بالمعسكرات، بصراحة نحن كلاعبين واتحاد للمعاقين نحصل على دعم من الدكتور عصام السنيني ولا يقصر معنا نهائيا، وفي إحدى المرات قال لنا الدكتور عصام إذا احتجتم أي شيء تعالوا إليّ؛ لككنا نخجل أن نبادر بالذهاب إليه؛ لأننا لسنا تحت مظلة الاتحاد العام الذي يترأسه الدكتور عصام.
 ودعم صندوق المعاقين...؟
- مرة ذهبت إلى الاتصالات لطلب دعم للاتحاد بطابعة وشاشة، قالوا: نحن ندعم صندوق المعاقين بمبالغ كبيرة، "هيا أمشي"! وعندما تأتي جمعية أخرى يدعمونها فورا.
 كلمة أخيرة...؟
- أشكر رئيس الاتحاد، عبد ربه ناصر حميد، والأستاذ خالد الحيمي، الأمين العام، وأشكر الدكتور عصام السنيني على وقوفه معنا.
وأشكر صديقي وأخي طلال وأيضا شقيقك جلال على الأيام الجميلة التي أمضيناها معكما، وشكر خاص لزميلي في الدراسة القلم الصحفي والشاعر الكبير صلاح الدكاك، رئيس تحرير صحيفة "لا". كنت في مجمع تعز التربوي أجلس مع الأستاذ صلاح الدكاك وخالد عبدالعزيز وصلاح قعشة في مقعد واحد. كلم الأستاذ صلاح وهو سيخبرك بالكثير من قفشات الدراسة، وتواصلنا بعد التخرج. محبتي وذكرياتي حاضرة على الدوام مع هذا الإنسان الرائع.