تقرير - عادل بشر / لا ميديا -
أكدت صحيفة "جيروزاليم بوست" الصهيونية أن الهجمات اليمنية على السفن الصهيونية أو المتجهة إلى كيان الاحتلال في البحرين الأحمر والعربي، أدت إلى توقف الأنشطة التجارية لميناء أم الرشراش "إيلات" بشكل كامل.
وفي تقرير موسع لها حول ميناء أم الرشراش جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة، أفادت الصحيفة بأن ميناء "إيلات" يستخدم البوابة البحرية الجنوبية لـ"إسرائيل" للتجارة مع الشرق الأقصى وأستراليا، ومع ذلك منذ أن أدت الضربات الصاروخية اليمنية على السفن المتجهة نحو الكيان الصهيوني إلى تحويل مسارها من باب المندب، وجد الميناء نفسه معزولاً عن العالم وكانت النتيجة وقف جميع أنشطة الاستيراد والتصدير.
ونقلت "جيروزاليم بوست" عن الرئيس التنفيذي للميناء، جدعون غولبر، القول إن حركة السفن في الميناء توقفت تماماً منذ بدء هجمات "الحوثيين"، موضحاً: "في كل شهر، كان لدينا ما بين 12 و13 سفينة تأتي وتذهب، والآن ليس لدينا أي سفينة".
وشدد غولبر على أن الواردات الأساسية للميناء هي السيارات، مشيراً إلى أن 50% إلى 60% من السيارات المستوردة إلى "إيلات" تأتي من الشرق الأقصى. ومع ذلك، ونظراً لتوقف وصول السيارات الجديدة، انخفض عدد السيارات الموجودة في مستودعات الميناء بسرعة.
وقال: "في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، كان لدينا 50 ألف سيارة مخزنة في الميناء. الآن لدينا 10 آلاف فقط. مستوردو السيارات يأخذون السيارات كل يوم ولكن لم تعد هناك سيارات تأتي عبر إيلات".
وفيما يتعلق بصادرات الكيان الغاصب إلى الخارج، أوضح غولبر أن "إسرائيل تصدر شهريا عبر ميناء إيلات ما بين 1.8 مليونا إلى 2 مليون طن من البوتاسيوم وأشياء أخرى من البحر الميت إلى الشرق الأقصى، وعادة ما تكون موجهة إلى الهند والصين، عبر البحر الأحمر وباب المندب"، مشيراً إلى أنه بعد إغلاق باب المندب في وجه الملاحة الصهيونية، توقفت عملية التصدير، وفي حال تم تصدير أي من هذه المنتجات، فسيكون عبر البحر الأبيض المتوسط ورأس الرجاء الصالح، وهو طريق أطول بكثير من البحر الأحمر، وفاتورة الشحن مضاعفة.
وقال رئيس ميناء أم الرشراش المحتل: "في بداية الحرب، كان من المعتقد أنه سيتم إعادة فتح باب المندب خلال شهر أو شهرين. لكن ما نراه هو ألا أحد يفعل أي شيء سوى حماية السفن من الهجمات الصاروخية. لذلك، ربما سيستغرق الأمر وقتاً أطول مما كنا نعتقد"، مؤكداً أن الميناء "يواجه حالياً عبئاً كبيراً من النفقات. ما زلنا ندفع الرواتب، وندفع الضرائب، وندفع ثمن الكهرباء، وندفع الكثير من الأشياء، ونفقات الميناء تتراوح بين 6 ملايين إلى 10 ملايين شيكل (1.6 مليونا إلى 2.7 مليون دولار) شهرياً، بينما الدخل صفر".
ووصف غولبر الحصار اليمني البحري على الكيان المؤقت بـ"العدوان" وقال: "أغلق الحوثيون باب المندب منذ أربعة أشهر، نحن بحاجة إلى تحرك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل"، مضيفاً: "على أحد أن يفعل شيئا ضد الحوثيين لوقف هذا العدوان".
وفي التقرير ذاته نقلت الصحيفة الصهيونية عن البروفيسور حسن خليلية، وهو محاضر في برنامج الأمن الدولي والاستراتيجية البحرية في جامعة حيفا، أن حكومة الفنادق الموالية للسعودية والإمارات، والجهات التابعة لها، في إشارة إلى فصائل المرتزقة، لا يمثلون أي خطورة للكيان الصهيوني، ولم يجرؤوا حتى على التهديد بإغلاق باب المندب، بينما "الحوثيون" نفذوا ذلك وعطلوا الملاحة إلى كيان الاحتلال.

فصل نصف الموظفين
والأربعاء الماضي أكّد اتحاد العمال الرئيس في "إسرائيل" أنّ نصف العمال في ميناء "إيلات"، جنوبي فلسطين المحتلة، معرّضون لخطر فقدان وظائفهم، وذلك بعد أن تعرّض الميناء لضربة مالية كبيرة بسبب استمرار القوات المسلحة اليمنية في استهداف السفن المرتبطة بـ"إسرائيل" في البحر الأحمر.
وقال اتحاد عمال "الهستدروت"، وهو المنظمة الجامعة لمئات الآلاف من "الإسرائيليين" العاملين في القطاع العام، إن إدارة الميناء أعلنت أنها تعتزم فصل نصف الموظفين.
في السياق نفسه، نشر الصحفي والناشط السياسي اليوناني - الكندي، ديميتري لاسكاريس، مقطع فيديو عبر قناته في "يوتيوب"، من مرفأ "إيلات"، يُظهر "الأضرار الفادحة" التي لحقت بالتجارة "الإسرائيلية" في هذا الميناء، من جراء هجمات اليمن ضد السفن المرتبطة بالاحتلال.
وأضاف الصحفي أن الاستهدافات اليمنية استمرت في إحداث تأثيرات دراماتيكية في المنشأة، التي تُستخدم، بصورة أساسية، لاستيراد المركبات من آسيا، ولإيصال النفط وتخزينه موقتاً، بسبب قدرتها الكبيرة على تخزينه.
وجال الصحفي في محيط المرفأ، الذي بدا خالياً، كما بدت المحال والمستودعات مغلقةً، وغابت تماماً أي حركة للعمال أو المستوطنين.
وأكد لاسكاريس أن "التأثير في الاقتصاد الإسرائيلي كان دراماتيكياً، إذ تقلص الاقتصاد نحو 20% في الأشهر الأولى من الحرب، وعلى الأغلب تقلص بصورة أكبر منذ ذلك الحين إلى اليوم".
وإلى جانب الحصار البحري، تنفذ القوات المسلحة اليمنية ضربات بالصواريخ والطائرات المسيّرة على أهداف حساسة صهيونية في مدينة أم الرشراش المحتلة، ضمن عمليات الدعم والإسناد لشعبنا الفلسطيني في قطاع غزة.
ويؤكد اليمن أن عملياته البحرية ضد السفن الصهيونية والمتجهة إلى كيان الاحتلال أو العمليات بعيدة المدى التي تستهدف العمق الصهيوني، ستتوقف بمجرد أن يوقف العدو "الإسرائيلي" الحرب والحصار على غزة.