اليمن بالحبر العبري -
لقد فقدت البحرية الأمريكية فعلياً الهيمنة المطلقة على البحر الأحمر في مواجهة الحوثيين. هكذا وصف تقرير لموقع (the Defense Post) شكل المعركة بين أمريكا واليمنيين في الوقت الحالي.
الموقع المتخصص في الشؤون الدفاعية فسر ذلك بأن الطريقة الأمريكية الحالية في الحرب، تنطوي على إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار من مواقع بعيدة لها حدودها، حيث يرى كاتب التقرير، غاري أندرسون، الذي شغل منصب رئيس الخطط (G-5) لقوة مشاة البحرية الأمريكية المسؤولة عن منطقة المحيطين الهندي والهادئ، أن الهجمات الجوية ليست كافية للقضاء على قوة مرنة مثل الحوثيين تخفي أصولها العسكرية بشكل جيد، وهو نفسه الخطأ الذي حدث للقوات الأمريكية في فيتنام. ويرى أنه لا يمكن الانتصار في هذه المعارك دون تدخل بري؛ ولكن هل أمريكا قادرة على تنفيذ ذلك ضد اليمن؟!
يطالب البعض في الولايات المتحدة بالتصعيد، وهو ما قد يغير شكل المعركة بين أمريكا والحوثيين إلى حرب برية.
ولكن احتمالات توسيع المعركة بين أمريكا والحوثيين تمثل إشكالية لواشنطن، خاصةً خيار شن هجوم بري عليهم، والإشكالية لا تنبع فقط من الطابع المرن لـ«قوات الحوثيين العسكرية» التي نجت من حملة قصف استمرت لسنوات من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، ولكن أيضاً من الجغرافيا اليمنية.
إذ يعد اليمن واحداً من أكبر بلدان العالم وعورة، وتتحصن قوة الحوثيين العسكرية بمواقع جبلية وعرة، وأخفق التحالف العربي خلال أكثر من خمس سنوات في إضعاف قوة الحوثيين العسكرية، رغم أن لديه مجموعة من أفضل المقاتلات الغربية، وكانت الولايات المتحدة تزوده بالذخيرة والوقود، وفي الأغلب بالمعلومات.
وفي حال تحوُّل المعركة بين أمريكا والحوثيين إلى تدخل بري أمريكي، ستواجه البحرية الأمريكية صعوبة شديدة لإنزال لواء مشاة بحرية واحد؛ حيث لم يعد سلاح مشاة البحرية يمتلك الدبابات أو الجسور الهجومية والقدرة على الاختراق لتنفيذ العمليات العسكرية والحفاظ عليها بعيداً عن رأس الجسر الضيق، حسبما قال غاري أندرسون في موقع (the Defense Post)، والذي يؤيد فيه من حيث المبدأ مثل هذه التدخلات البرية؛ ولكن يلمح إلى أن قدرات البحرية الأمريكية لم تعد مؤهلة لها حالياً، بينما تقاعست عن فعل ذلك خلال حرب فيتنام رغم أنها كانت قادرة على القيام بغزو بري لفيتنام الشمالية، الأمر الذي أدى في النهاية للهزيمة الأمريكية.
ورغم ما يتعرض له الحوثيون من هجمات تكاد تكون يومية على قواعدهم، فقد حظيت الجماعة اليمنية باهتمام عالمي، وتصدرت الصفوف الأمامية للمقاومة العربية في مواجهة الحرب «الإسرائيلية» على غزة؛ وارتفع شأنها لدى الرعاة في طهران، حسب وصف التقرير.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الحوثيين أجروا هذا الشهر مناورة عسكرية يُحاكون فيها التصدي لقوات أمريكية وبريطانية برية، وتعهَّد قادة الجماعة بالتصدي لأي هجوم.
ومع ذلك، قالت وكالة «بلومبرغ» إن الهجمات من هذا النوع مستبعدة، إذ تأبى الولايات المتحدة وحلفاؤها الحديث عن أي عمليات إنزال عسكرية في اليمن حتى الآن.
ومع ذلك، نقلت الوكالة الأمريكية عن مسؤولين غربيين قولهم إن الولايات المتحدة ستضطر إلى الرد بقوة إذا أسفر عن هجمة للحوثيين مقتل قوات أجنبية، وقد يكون المستوى التالي من التصعيد هو اغتيال قادة حوثيين.
موقع (the Defense Post)