خمس دقائق ثورة
في فبراير 2011 قاد شبان فقراء -لساعاتٍ معدودة ربما- هبّة شعبية ضد النظام بكل سلاطينه وأساطينه، قبل أن يهبها -بمنتهى الحماقة- بعض أولئك لبعض هؤلاء، ليتبناها الأخيرون -بمنتهى الحذاقة- «ثورة» سقطت تاؤها المربوطة بين أقدام طويلي العمر، وأسقط قرناها أحلام الشباب قرابين تجديد صكوك عبيد للسفير الأمريكي.
ما حدث في سبتمبر 2014 كان مختلفاً نوعاً ما مع ما حصل في فبراير 2011، ونجح المستضعفون في قطع أقدام طويلي العمر أولئك، وطرد السفير ذاك من شيراتون. لم تكن العشر السنوات الماضية هي ما يقلق؛ بل ما يؤرق الذهن هي الخمس الدقائق القادمة!

الآن وليس غداً
إن لم يحدث التغيير الجذري الآن فسيستمر اللصوص في سحق العُشب والشعب، وسرقة البذور والجذور، وقطع الجذوع والضروع، واصطياد العصافير والشحارير، ثم سيحرقون ما تبقى من الغابة لتستطل الرياض من رائحة شواء لحومنا، وترقص فوق بقايا الرماد بغايا دبي وغلمان أبوظبي، ولن يتبقى من يقرأ على أرواحنا آية من كتاب الله... ولنلقى الله بعدها نشكوكم إليه وحده!

بين كونوا وكانوا
بين دلالات «كونوا أنصار الله» وبين خيبات «كانوا أنصار الله» صلوات خلف «علي» أو موائد عند معاوية. فاحذروا أن يلهيكم قضم الكافيار عن مداومة الاستغفار، وأن تغركم «تفاحيط» سيارات الـ»إكس إل» في «السبعين» عن خشونة «بوادي» شاصات «وادي أبو جبارة»، وأن تنسيكم السكرة الفكرة، ويسلمكم نسيان «كونوا» إلى ذكرى «كانوا»!

يُحكى أن...
عندما أسس الإمام يحيى حميد الدين دولته عيّن لإدارتها مسؤولين غير الذين جاهد بهم الاحتلال التركي، كي لا يمُنّوا عليه بجهادهم ولا يتجرؤوا في اتخاذ قرارات غير سليمة معتمدين على العلاقة التي كانت تربطهم بالإمام أيام الجبهات والكهوف، وقد قبل أصحابه منه هذا التحييد؛ لأنهم كانوا مؤمنين صادقين.

غانتس وأشقــــاؤه
ما أشبه يوم الكيان الصهيوني بأمس الكيانات الإعرابية! ففي رده على الهجوم الإيراني يتحدث المجرم وشريك نتنياهو في مجلس الحرب، بيني غانتس، عن «هجوم دبلوماسي» ضد طهران، وهي نفسها اللغة التي كانت وما تزال تتحدث بها الدويلات العربية كلما لحقت بها هزيمة ساحقة من قبل كيان الاحتلال، والذي صرح وزير حربه يواف غالانت تعليقاً على الأمر ذاته -بلهجة غانتس ذاتها- بأن «تل أبيب» سترد على طهران في المكان والزمان المناسبين. بالفعل للنصر أبٌ، أما الهزيمة فمجهولة النسب، وكذلك هم هؤلاء.

صدق وهو كذوب
من النوادر التي خان فيها لسان المجرم نتنياهو الذرب والمعتقد الكذب والمعتاد على التكاذب ما صرّح به يوم 3 تموز/ يوليو 2017 وهو على متن حاملة الطائرات الأمريكية (USS George H.W. Bush)، بأنّ كيان الاحتلال أقرب إلى حاملة طائرات أمريكية هي الأضخم على الإطلاق. ما لم ولن يقوله نتنياهو جهراً أن حاملة الطائرات الأمريكية تلك «إسرائيل» إن أُغرقت فقد هُزمت أمريكا، وإن كُسرت هيبتها فلن يعيد لها جنود المارينز ذلك، بل سيعيدون إليها ويعودون منها مجرد جثث.

تخيـــــــــــــــــــــــــــــــــــل...!
إذا كُنتَ لا تزال مستاءً من قيام إيران بتهريب أسلحة خفيفة إلى فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزَّة، فاسأل نفسك كيف سيكون شعورك لو كان الوضع معكوساً! تخيل، مثلاً، أن مصر والأردن وسورية فازت في «حرب الأيام الستة» عام 1967، وأن ملايين «الإسرائيليين» اضطروا للفرار! تخيل أن الدول العربية المنتصرة ساعدت اللاجئين الفلسطينيين في ممارسة «حق العودة» وإقامة دولتهم المستقلة على بعض أو كل أراضي فلسطين! ولنفترض أيضاً أن مليون يهودي «إسرائيلي»، أو أكثر، انتهى بهم المطاف كلاجئين عديمي الجنسية محاصرين في جيب ضيق مثل قطاع غزة! ثم تخيل أن مجموعة من مسلحي منظمة «أرغون»* ومتشددين آخرين نظموا «حركة مقاومة»، وسيطروا على ذلك الجيب، ورفضوا الاعتراف بالدولة الفلسطينية المفترضة، وشرعوا في حشد الدعم والتأييد والتعاطف من مختلف أنحاء العالم، وبدؤوا في تهريب الأسلحة إلى الجيب لاستخدامها في مهاجمة المستوطنات والبلدات في «الدولة الفلسطينية» التي تأسست مؤخراً، ثم لنفترض أن «الدولة الفلسطينية» ردَّت بحصار الجيب وتنفيذ اعتداءات عسكرية متكررة على المدنيين «هناك»!... في مثل هذه الظروف المتخيلة، مع أي جانب تعتقد أن الحكومة الأمريكية ستقف وتدعم؟! وهل كانت لتسمح بنشوء وضع كهذا من الأساس؟! الإجابات واضحة، وتتحدث بإسهاب عن الانحياز المطلق الذي تتبعه واشنطن في إدارة الصراع «الإسرائيلي»-الفلسطيني.

ستيف م. والت، كاتب في مجلة «فورين بوليسي» وأستاذ العلاقات الدولية في 
جامعة هارفارد.

كذابون
في كانون الثاني/ يناير 1991 زعم الجنرال نورمان شوارزكوف، قائد العمليّات وقوى التحالف في الحرب على العراق، أن نسبة نجاح صواريخ الباتريوت في صدّ الصواريخ العراقيّة كانت «100٪ حتى الآن». هذا الرقم تمّ تخفيضه باستمرار عبر السنوات إلى أن قرّرت الحكومة أنه كان بنسبة 80٪ فوق السعودية و40٪ فوق فلسطين المحتلّة. لكن دراسة دقيقة لمكتب المحاسبة الحكومي الأمريكي بعد سنوات من الحرب قرّرَ رسميّاً أن نسبة نجاح الباتريوت كانت نحو 9٪. لم يقتنع بروفيسور ثيودور بوستول، في جامعة (إم آي تي) بالرقم، فأجرى دراسة خاصة به، وتوصّل إلى خلاصة مفادها: إن نسبة النجاح لم تتعدّ العشرة في المئة، مع أنه رجّح أن تكون نسبة صدّ الصواريخ صفر في المئة.
ماذا عن الحديث الصهيوني الأمريكي عن إسقاط 99٪ من الصواريخ والمسيرات الإيرانية؟! إذا أدركت نسبة الحقيقة فيما يقوله هؤلاء الكذابون ويردده عنهم الأعراب المتصهينون ستعرف كم هي الصواريخ والمسيرات التي أرعبتهم.

مسرحيات باهظـــــــــة!
زيادة على التخسير الاستراتيجي للصهاينة فالعمليّة الإيرانيّة كلّفت الكيان «الإسرائيلي» نحو 1.3 مليار دولار، بحسب الجنرال الاحتياطي رام أميتاخ، المستشار المالي السابق لرئيس الأركان «الإسرائيلي»، فيما أنفقت أمريكا نحو مليار دولار على صدّ صواريخ اليمنيين، باعتراف كارلوس ديل تورو، وزير البحريّة الأمريكيّ. يا بلاشاه واشاه!

سيناتور صهيوني يتسلم دية خاشقجي
السيناتور الجمهوري الصهيوني الأمريكي لنزي غراهام كان قد قطع مع محمد بن سلمان بعد اغتيال جمال خاشقجي وحلف أغلظ الإيمان أنه لا يمكن التفاهم مع ابن سلمان، ودعا إلى استبداله. مؤخراً التقت سفيرة الرياض في واشنطن، ريما بنت بندر، السيناتور غراهام، وبشّرته بصفقة طائرات بوينغ تصل قيمتها إلى 37 مليار دولار، على أن يُجمّع الطائرات عمّال من ولاية جنوب كارولينا، أي ولاية السيناتور غراهام. على الفور وعلى عجل طارَ غراهام إلى الرياض، حيث استقبله محمد بن سلمان نفسه، وتلقّى الأخير شكراً وتبريكاً من السيناتور المبدئي على صفقة الطائرات.