حاوره: أنـور عـون / لا ميديا -
في 23 رمضان الموافق 2 نيسان/ أبريل الماضي، تم تعيين لجنة مؤقتة لتسيير أعمال نادي 22 مايو، عبر حضور جمعية عمومية لا تتجاوز الرقم خمسين من أعضاء النادي، ولجنة وزارية مكلفة بالإشراف على هذا الأمر، للإطاحة بإدارة منتخبة للنادي الرياضي الأكبر على مستوى اليمن بمنشآته الرياضية والاستثمارية.
منذ اندماج 3 أندية في العاصمة صنعاء، هي الزهرة والمجد وشباب حمير، في العام 2001، ضمن بوتقة واحدة أطلق عليها "نادي 22 مايو الرياضي الثقافي الاجتماعي"، تبوأ علي البروي منصب رئاسة القلعة الرياضية حتى نيسان/ أبريل 2024. 
لتحتل اليوم إقالة البروي وإدارته وتنصيب لجنة مؤقتة أعضاؤها من أبناء النادي القدامى، الكثير من الاهتمام. وهنا قامت صحيفة "لا" بمحاورة علي البروي لتوضيح ما حصل والحديث عن خلافات قادته مع وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال محمد المؤيدي...
 كيف بدأت قصة المشكلة بينك وبين وزارة الشباب والرياضة؟
- القصة بدأت من قناة "الهوية" عندما تطرقت عبرها للاختلالات في الأندية، وبعض الموتورين من أعضاء نادينا كان بينهم مشاكل مع الإدارة، ودعونا الوكلاء ومن يثيرون المشاكل في النادي فحللناها وقلنا لا داعي لها. طبعا الوزارة فيها اختلال كامل، صراعات موجودة، وناس تحصل وناس لا تحصل... وسأختصر لك مسافة القصة. الأخ وزير الشباب والرياضة شكل لجنة للنزول للأندية من حوالى 15 أو 16 عضوا، جاؤوا إلى نادي 22 مايو فاستقبلتهم، وكان كافة أعضاء الهيئة الإدارية موجودين. رحبت بهم وطلبت منهم التكليف، فقالوا: عفوا لم نأت معنا بالتكليف! فقلت لهم: كيف لم تأتوا بالتكليف معكم، وهذا حقنا حتى نجعلكم تقومون بالإجراءات؟! فمن الممكن أن يأتينا في أي يوم من يقول إنه لجنة ويقومون بالعبث بملفات النادي! وقلت لمدير مكتب الشباب والرياضة بالعاصمة: يا عبدالله عبيد، أنا أعرفك؛ لكن هؤلاء الوكلاء الجدد حق الوزارة لا أعرفهم! وقلت لعبيد: أين التكليف؟ فرد: إنه عند اللجنة. فطلبت منهم مرة أخرى التكليف، فقالوا: إن شاء الله نجيبه بكرة... وسمحنا لهم يقومون بعملهم. في اليوم الثاني جاؤوا بتكليف ورقي؛ لكن لم نستلمه في النادي أبدا، والدليل أنهم بعد يومين من عملهم في النادي لم يجدوا أي مخالفات، واتصل أحد أعضاء اللجنة في المساء بمراقب حسابات النادي، الدكتور علي البشير، وهدده قائلا: إذا لم تعطنا الوثائق سنجعل المخابرات تعتقلك.
 هل موضوع اللجنة هو أساس خلافك مع الوزارة؟
- أهم نقاط الخلاف مع الوزارة في الأساس هو موضوع مشاركتي في الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم الذي انعقد لتدشين المسابقات وسط مقاطعة بعض الأندية. اتفقنا مع الوزير المؤيدي، وأمين جمعان رئيس نادي وحدة صنعاء كان موجودا، وقلنا: كنا سنلعب الدوري والآن منعنا من اللعب! فقلت: نحن معكم؛ لكنهم سيحرموننا ويهبطوننا من البطولة، فأعملوا لنا حلاً! فقال الوزير: لا بد من الضغط على الاتحاد لإلغاء قرار هبوط الأندية التي لم تشارك في دوري الدرجة الثانية. فقلت: سأتفاهم مع العيسي حول هذا الموضوع. فوافق. تواصلت مع الاتحاد، ومعي عضوا إدارة الاتحاد عبدالوهاب الزرقة وأحمد الشرفي كوساطة لحل الإشكالية مع الاتحاد، واتفقنا أن يعملوا رسائل من الأندية التسعة المشمولة بقرار الهبوط للدرجة الثالثة، تطالب الاتحاد باجتماع الجمعية العمومية لمعالجة هذه الإشكالية. عملنا الرسائل فجاءت الموافقة من الاتحاد، وحددوا الموعد، ودعوا الجمعية العمومية، لأتفاجأ بعد موافقة الاتحاد أنهم شكلوا تكتلا من بعض الأشخاص في أندية الأمانة لمقاطعة الاتحاد وعدم اللعب في دوري الدرجة الأولى، وكتبوا بياناً ووقعوا عليه. نحن في نادي 22 مايو لم نحضر الاجتماع، فاتصل بي الوزير وقال: يا سبحان الله؛ لم تحضر الاجتماع؟! فرددت: أنا كنت في مهمة أنت كلفتني بها وتابعتها وأنهيت الموضوع! فقال: بيض الله وجهك وشكرا! بعدها طلب مني أن أوقع على بيان المقاطعة، فرفضت وسألت: لماذا تقاطعون؟! فقال: العيسي قال إننا مليشيات. فرددت: لم أسمع هذا الكلام أخي الوزير، بالعكس كان لدينا في الجمعية العمومية للاتحاد أربعة أشخاص ومنهم فضل مثنى رازح حق العروبة ورئيسي فرع الاتحاد في الجوف ومارب وصلوا المحفد والجماعة التابعة للعدوان فتشوا تلفوناتهم وقالوا إنهم مليشيات واحتجزوهم، فتواصلنا برئيس الاتحاد العام لكرة القدم وهو تواصل بأصحابه في أبين وأقنعهم أن هؤلاء يتبعون الجمعية العمومية للاتحاد وهم في طريقهم إلى القاهرة لحضور اجتماع عمومية الاتحاد، وتمت مخارجتهم. طبعا كلامي هذا لم يستوعبه الوزير المؤيدي بتاتاً. وقبل هذا اتفقت مع أمين جمعان وأبو علي الخولاني الوكيل المساعد في قطاع الرياضة لعقد اجتماع في نادي الوحدة، لكي نسعى للضغط على العيسي لإلغاء الهبوط، وأن تستضيف العاصمة صنعاء مجموعتي دوري الأولى. كما أني بعد ضغوط ومطالب من أبناء النادي لحضور اجتماع عمومية الاتحاد تواصلت مع مندوب المخابرات بوزارة الشباب وسألته إذا كان في مشكلة حول هذا الموضوع، فقال: لا يوجد مشكلة، فدخلت وشاركت باجتماع عمومية الاتحاد عبر الزوم ومن داخل العاصمة صنعاء، وأعطيت فرصة وتكلمت بكافة النقاط والإشكاليات ووقف معي الكثير من أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد، وتم التصويت على إلغاء قرار هبوط الأندية التسعة للدرجة الثالثة، وهذا سبب إقالتي من رئاسة نادي 22 مايو.
 يقال إن أحد أسباب إقالتك هو تعيينك لأحد الأشخاص غير المرغوب فيهم في النادي... هل هذا صحيح؟
- فيصل نجاد هو كان في نادي وحدة صنعاء. أنا لم أكن أعرفه من قبل، فأتى إلى نادينا وقال يريد أن يكون داعماً لنا، فقلنا نجربه ونشوف، وبعد أن سمعنا أنه يشتم بعض الإعلاميين المشاركين في الدوري استبعدناه.
 قبل هذا ظهر على السطح خلاف بينك وبين وزير الشباب والرياضة محمد حسين المؤيدي حول موضوع استثمارات الأندية؟
- بعد كأس العالم بيوم، وتحديدا في 21 كانون الأول/ ديسمبر 2022، طلب الوزير المؤيدي رؤساء الأندية للاجتماع في منزل أمين جمعان، وكنت حينها مريضاً واعتذرت عن الحضور، وكلفت أمين عام النادي بحضور الاجتماع. بعدها سألت أمين عام النادي ماذا حصل في الاجتماع وماذا كانت النتيجة، فأخبرني أن رؤساء الأندية لم يحضروا، وكان موجودا فقط أمين جمعان، رئيس نادي الوحدة، وأنهم كتبوا محضرا ولم يسمحوا لهم بأن يطلعوا عليه، وطلبوا منهم التوقيع على المحضر. طبعا لو حضرت الاجتماع كنت سأرفض التوقيع مهما كان؛ لأن المحضر تضمن أولا أن الأندية استثماراتها لا يحق أن تستثمرها إلا بالعودة للوزارة، وعقود الإيجارات لازم تكون موقعة في الوزارة، وثانيا: أن يتم تعيين مناصب الأمين العام والمسؤول المالي والمشرف الثقافي، سواء في الأندية أو الاتحادات، من قبل الوزارة، وهذا الأمر سأرفضه لأن هذه الكيانات مكتسبات الشباب.
 بعد تعيين لجنة مؤقتة لإدارة نادي 22 مايو اتجهت للقضاء. إلى أين وصلت في هذه القضية؟
- اتجهت للمحكمة الإدارية بأمانة العاصمة، ولم تحضر الوزارة، فأجل القاضي الجلسة الأسبوع الماضي. الوزير عاملنا بتعسف كبير ظلما وعدوانا وأصدر بحقنا قرارات مجحفة، ولجنة الوزارة التي أتت للنادي وفحصت كالتنا كيلا لا يعلم به إلا الله.
 تقرير لجنة وزارة الشباب والرياضة المكلفة بالنزول للأندية اتهمتك بالفساد. هل حسابات النادي المالية دقيقة؟
- حسابات نادينا 100% دقيقة، ونتعامل بكل شفافية ونقوم بنشرها سنويا في صحيفة "الثورة" وفي صحيفة "الرياضة" التابعة لمؤسسة "الثورة" للصحافة، حتى يطلع عليها القاصي والداني، وأبلغ الوزارة وأرسل لهم صورا منها، ومستعد للحساب إن كان بها شائبة، وأتحداهم أن يأتوا بدليل يثبت أن حساباتنا فيها أي شيء غلط أو مريب.
في نادي 22 مايو بنينا قلعة رياضية، وكل حسابتنا المالية نتعامل معها بحزم ووضوح كمكسب للشباب والرياضيين، وعندما قام مسؤول مالي قبل أربع سنوات بعملية اختلاس أحلته لنيابة الأموال العامة. لا أرضى بالفساد ولا أسمح لأحد بممارسته في النادي. كل فلس واحد يدخل إلى حساب النادي في البنك ولا يذهب لمكان آخر.
 من يسمح أو لا يسمح بإقالة إدارة نادٍ منتخبة؟ هل هي جمعيات عمومياتها أم لوائح الوزارة الحكومية؟ وما هو نوع وتدخل الاتحادين المحلي والدولي بهذا الخصوص؟
- لا أحد يسمح بهذا الأمر. السلطة العليا في الأندية هي جمعياتها العمومية، وهي التي يحق لها محاسبة الإدارات أو استبعادها بالدعوة للانتخابات. الوزارة تدخلت بشكل مباشر وأقالت إدارة نادي 22 مايو المنتخبة، وهذا الأمر قد يؤدي لحظر الكرة اليمنية، نتيجة سوء التصرف الحاصل من الوزارة.
 هل أنت واثق من عودتك مع إدارتك للنادي؟
- إذا كان القضاء عادلاً ويخدم المجتمع بشكل عام سينصفنا، والآن الفيصل بيننا وبين الوزارة في هذه القضية هو القضاء.
 هل الوزير بطريقته هذه كما تقول يسيء لموقعه ومسؤولياته تجاه الرياضة؟
- هو يسيء لمنصبه الذي عهد إليه ويسيء للحكومة وأنصار الله. أنصار الله صادقون ويرفعون رؤوسنا. عشرة أعوام في ظل حكم أنصار الله ولم نرَ منهم شيئاً يسيء لنا. الوزير المؤيدي جاء فجأة وتعامل مع الأندية على أساس أنها مدوخة! كان الأحرى به فهم العمل ويتعامل بمسؤولية، أما بعمله هذا سيكون فاشلا في إدارة الوزارة ومصدر خراب للأندية. الخلل في زارة الشباب والرياضة، وأقول لهم: ابدؤوا بمحاسبة أنفسكم قبل أن تحاسبوا الآخرين.
 وماذا عن قيادات الأندية بخصوص ما تعرضت له إدارتك؟
- أنا مستغرب لماذا هذا الجبن عند قيادات الأندية بشكل عام! وأقولها لهم بصراحة: هذه الأندية مكتسبات للتاريخ والوطن، وليست مكتسبات لعلي البروي أو غيره. كسبنا هذه المنجزات الرياضية والشبابية بعد جهد وصراع شديد، ولا بد من المحافظة عليها.
 رسالة لمن توجهها قبل ختام الحوار؟
- أوجهها إلى وزير الشباب والرياضة محمد حسين المؤيدي: سمعت عنك كل ما هو طيب، وأنك ابن عالم رباني؛ لكن للأسف الشديد، تعسفت ضد نادينا بشكل لا يحق لك إطلاقا، فبمجرد كشفنا لزيف لجنة الوزارة التي كذبت عليه ورددنا على ما جاء في تقريرهم عن نادينا حتى يعرف الصح من الغلط؛ إلا أنه تعسف ضدنا وطلب منا عدم الرد على اللجنة وقام بمعاقبتنا بشكل ظالم.
كما أوجه رسالة إلى القيادة العليا: نحن واثقون بأنكم قيادات وطنية وشريفة، وأثبتت السنوات التسع لكم في قيادة الوطن أنكم رجال مواقف وحررتم اليمن من الوصاية وأعطيتم السيادة والاستقرار للبلد... لكن هناك تصرفات تسيء لكم من خلال تعيينكم لمسؤولين كان الأحرى بهم أن يكونوا عند مستوى المسؤولية المناطة بهم.
 وفيت وكفيت، شكرا أستاذ علي!
- شكرا لك وشكرا لصحيفة "لا" لفتحها هذا الحوار بكل شجاعة كما عهدناها.