مدير الإعلام الحكومي بغزة لــ«لا»:صنعاء أحد أسباب الصمود الفلسطيني
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

تقرير/ عادل بشر / لا ميديا -
بحلول اليوم الاثنين 8 تموز/ يوليو 2024م، تكون حرب الإبادة الصهيونية على غزة قد دخلت شهرها العاشر، دون أن يحقق كيان الاحتلال أيا من أهدافه المعلنة بعد ملحمة طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، التي فضحت هشاشة الكيان الغاصب، وكان من أبرز نتائجها تفعيل وحدة الساحات في فلسطين ولبنان واليمن والعراق، والإثبات بأن استفراد العدو بالشعب والمقاومة الفلسطينية، لم يعد ممكناً، وأن ما بعد الطوفان، في فلسطين والمنطقة برمتها، ليس كما قبله.
تمخضت الأشهر التسعة الماضية منذ فجر 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عن مشهد إسرائيلي بالغ التعقيد جعل الاحتلال أكثر عريا أمام العالم وأظهر دمويتها دون قناع، حيث راهنت آلة الحرب الصهيونية على إخضاع غزة، شعباً ومقاومة، عبر ارتكاب أكبر وأطول مذبحة بحق المدنيين، نتج عنها حتى كتابة التقرير مساء أمس، أكثر من 48 ألف شهيد ومفقود، ولايزال عداد الموت متصاعداً وعقارب كل ساعة تأخذ معها 4 أطفال على الأقل، بشكل يومي، وفقاً للإحصائيات الفلسطينية.
معنويات عالية
يؤكد عام المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إسماعيل الثوابتة، أن مصير العدوان هو الفشل والزوال في ظل الصمود الأسطوري لأبناء غزة، مدنيين ومقاومة.
ووصف الثوابتة في تصريح لـ«لا»، معنويات أبناء غزة، بعد 275 يوماً من العدوان الصهيوني المتواصل، بأنها «عالية جداً وتناطح عنان السماء».. مضيفاً بالقول: «مهما بغى علينا هؤلاء المجرمون الصهاينة، ومهما ولغوا في دماء شعبنا الفلسطيني العظيم؛ إلا أنهم منهزمون وفاشلون في تحقيق أهدافهم».
وأضاف: «آلاف الجنود انمسحت سيرهم ودُفنت آثارهم من محافظات قطاع غزة، وضربات المقاومة أوجعتهم إلى حد لم يتوقعه هؤلاء المجرمون». لافتاً إلى أن وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت، اعترف صراحة بأن ما قوامه لواء كامل من الجنود والضباط «الإسرائيليين»، قتلوا في قطاع غزة، حيث يصل عدد أفراد اللواء من 5 آلاف إلى 7 آلاف ضابط وجندي، والحقيقة أن قتلى جيش الاحتلال يفوق ذلك بأضعاف، وفقاً للثوابتة.
وأكد أنه رغم المؤامرات، ورغم الاصطفافات، وشماتة من وصفهم بـ«بعض المنهزمين» ورغم صمت العالم العربي والإسلامي، وكذلك الدعم الدولي الرهيب والمفتوح للاحتلال؛ «إلا أن غزة ستبقى عصية على الانكسار، ولن يستطيع الكيان بمن معه من دول العالم، أن يهزم غزة، وسيكون مصيره الفشل الذريع، والتاريخ يجيب عن ذلك بالشواهد والبراهين، وسيُنفقون أموالهم جميعاً ثم ستكون عليهم حسرةً وندامةً وعارا».
إحصائيات المذبحة والدمار
مدير الإعلام الحكومي بغزة، وخلال تصريحه لـ»لا» استعرض بالأرقام أبرز إحصائيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة لليوم الـ275، حيث ارتكب كيان العدو 3,376 مجزرة، نتج عنها 48,153 شهيداً ومفقوداً، بينهم 38,153 شهيداً ممن وصلوا إلى المستشفيات، والبقية مفقودون. واحتل الأطفال والنساء نسبة 70% بعدد 15,983 شهيداً من الأطفال، و10,637 شهيدة من النساء، واستشهد من الطواقم الطبية 500 فرد، و75 شهيداً من الدفاع المدني، و158 شهيداً من الصحفيين.
كما أقام الاحتلال 7 مقابر جماعية داخل المستشفيات، انتُشل منها 520 شهيداً.
وبلغ عدد الجرحى والمصابين 87,828 شخصاً، وهناك 17,000 طفل يعيشون بدون والديهم أو بدون أحدهما، و3,500 طفل معرّضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء، و34 طفلا ماتوا جوعاً. وهناك أيضاً 12,000 جريح بحاجة للسفر للعلاج في الخارج، و10,000 مريض سرطان يواجهون الموت وبحاجة للعلاج، و3,000 مريض بأمراض مختلفة يحتاجون للعلاج في الخارج، و1,737,524 مصاباً بأمراض معدية نتيجة النزوح.
وقام جيش الاحتلال باعتقال 5 آلاف مواطن من قطاع غزة خلال التسعة أشهر الماضية، بينهم 310 كةادر صحية، و23 صحفياً، ممن تم التعرف على أسمائهم، وهناك مليونا نازح في القطاع.
وقال الثوابتة إن العدو الصهيوني دمر 196 مقراً حكومياً، وهناك 114 مدرسة وجامعة دُمرت بشكل كلي، و326 دُمرت جزئياً، و820 مسجداً دُمرت بشكل كلي وجزئي، بالإضافة إلى 3 كنائس، و150,000 وحدة سكنية دُمرت كلياً، و80,000 وحدة سكنية أصبحت غير صالحة للسكن، و200,000 وحدة سكنية دُمرت جزئياً.
وأوضح أن العدوان الصهيوني ألقى على قطاع غزة 80,000 طن متفجرات، وأخرج 98 مستشفى ومركزاً صحياً عن الخدمة، كما استهدف 161 مؤسسة صحية و131 سيارة إسعاف، ودمر 206 مواقع أثرية وتراثية، فيما بلغت التكلفة الأولية التقديرية للخسائر المباشرة لحرب الإبادة على غزة خلال تسعة أشهر 33 مليار دولار.
يمن العروبة والإسلام
وفي سياق حديثه مع «لا» أعرب مدير المكتب الإعلامي في غزة، إسماعيل الثوابتة، عن فخر واعتزاز أبناء غزة، باليمن قيادة وشعباً لموقفهم العروبي والأخلاقي والديني المساند لفلسطين، قائلاً: «نعبر عن فخرنا واعتزازنا بأهلنا وشعبنا في اليمن العظيم، هذا الشعب المعطاء الذي وقف شامخاً، متحدياً كل دول العالم الظالم، بموقفه الواضح والصريح أنه لن يتراجع عن إسناد غزة ولو سقطت السماء على الأرض».
وأوضح الثوابتة أن «الموقف الذي أعلنته القيادة اليمنية لم يكن حبراً على ورق، أو عبارة عن وعود زائفة تطلقها الحناجر عبر شاشات التلفزة وفي وسائل الإعلام، بل كانت لهيباً وناراً حارقة ضد المعتدين المجرمين الذين يمارسون جريمة الإبادة الجماعية في غزة».
وأضاف: «لم نتوقع يوماً أن يتم إغلاق البحر الأحمر بعظمته وتاريخه أمام حركة السفن من أجل الشعب الفلسطيني في غزة وكامل التراب الفلسطيني، بل إن الموقف اليمني تجاوز ذلك بالقصف والمواجهة بالحديد والنار، فجاء الموقف اليمني مدوّياً وقاصماً وعملياً دون أي حسابات لأي مخلوق على وجه هذه الأرض».
واستطرد بالقول: «اليمنيون لقنوا العالم درساً لن ينساه أبداً، تمثل ذلك في موقف الرجولة والشهامة والكبرياء أمام عظمة الدماء العربية والمسلمة التي تسيل في فلسطين، درساً مفاده أن لا حرام أمامنا مع شلال الدم المتدفق في فلسطين، سنبقى مع غزة حتى يتوقف العدوان».
كما وصف مدير الإعلام الحكومي في غزة، الإسناد اليمني لفلسطيني بأنه «إسناداً غير عادي»، تضمن كل معاني الانتماء الصادق للعروبة والإسلام، والدفاع الحقيقي عن القضية الفلسطينية.. مختتماً تصريحه لـ»لا» بالقول: «إننا في فلسطين الجريحة نشيد بالمواقف اليمنية العظيمة، وقيادة وشعب اليمن، ويتجلى ذلك بوضوح في المواقف البطولية بالبحر الأحمر الذي بات محرماً على العدو الصهيوني ومن يقف خلفه من دول الاستكبار العالمي، كما تظهر حقيقة ومصداقية الموقف المؤيد لفلسطين في الحشود المليونية لأبناء الشعب اليمني التي تمتلئ بها كل جمعة ساحات صنعاء ومحافظات يمنية أخرى، فتحية إجلال وإكبار وتعظيم نرسلها من قطاع غزة ومن القدس وجنين وفلسطين عامة لشعبنا اليمني العظيم، معدن الرجولة والعزة والشهامة، تحية مكللة بالنور والإيمان، وسلاماً على صنعاء البطولة والعنفوان والشموخ والأصالة، من كانت وستظل أحد أسباب صمود غزة».
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا