«لا» 21 السياسي -
بعد حادثة محاولة اغتيال ترامب بات الأمريكيون في حيرة الاختيار بين هذا التاجر ‏الذي لا يسمع، وبين بايدن الفاجر الذي لا يسمع ولا يرى ولا يشعر أيضاً. في آخر ‏حديثين لهما، يطالب ترامب تايوان بزيادة جزية الحماية، ويكشف بايدن عن طلب ‏السعودية التطبيع مع الكيان الصهيوني مقابل حمايتها من اليمنيين. بدا الأمر معكوساً ‏بين الاثنين، وفقاً لسجل خطاباتهما وأحاديثهما سابقاً؛ غير أن ذلك لا يهم الأمريكيين بقدر ‏ما يزيد الهمّ على الأعراب، الذين هم كذلك في حيرة مضاعفة بين الدفع لترامب الذي «سيدعمم» ولن يدافع عنهم، كما فعل في ضربة أرامكو في أيلول/ سبتمبر 2019، وبين ‏تقبيض بايدن الذي سينسى ولن يتذكر. لهذا فكر الأعراب في القفز من حفرة الحيرة ‏تلك إلى حضن الداشر الأكبر نتنياهو، وإرضاعه اللبن النفطي كما يشتهي ويشاء.
يستدعي الحديث عن ترامب وبايدن استحضار مقولة الزعيم السوفييتي نيكيتا ‏خروتشوف عند طلب تعليقه عن الفرق بين مرشحي الرئاسة الأمريكية وقتها. قال ‏خروتشوف: «إنهما فردتا حذاء واحد».
وعلى ذكر الحذاء فقد نقلت وسائل الإعلام الأمريكية عن ضباط الخدمة السرية أنه وفي ‏اللحظات الأولى لمحاولة اغتيال ترامب، وفيما كانوا يغطونه ويأمرونه بالانحناء أولاً ‏وبالصعود ثانياً، كان ترامب يبحث عن حذائه الذي فقده على المنصة، وكرر مطالبته ‏للخدمة السرية بأن: أريد حذائي‎!
لم تعطِ وسائل الإعلام تلك إجابةً عما إذا كان ترامب قد وجد حذاءه، وعن سبب ‏إصراره على استعادة الحذاء كتصميمه على العودة إلى البيت الأبيض، وهل كان يخشى ‏أن يكون بايدن قد حصل عليه؟‎!
وبرغم ذلك فمن المؤكد أن ترامب سيجد آثار حذائه على أقفية الحكام العرب‎.