يا خير من جاءَ الوجود تحية .. نور النبوة يرونق يمن الأنصار
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
بفارغ الشوق والانتظار يستقبل اليمنيون كل عام حلول شهر ربيع الأول لتزهر قلوبهم ربيعا متجددا بمولد سيد الكائنات وأشرف الخلق رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله. إنها المناسبة التي يترقبونها للتعبير عن هويتهم وانتمائهم الروحي والوجداني الأصيل للذات المحمدية المقدسة. كيف لا وهو الذي منح الإيمان والحكمة هويتهما اليمانية وقال في اليمنيين ما لم يقله في غيرهم، فكان لهم أن يلتصقوا به أشد الالتصاق حبا وولاء ونصرة، وكان لهم أن يجعلوا من مناسبة المولد النبوي مدرسة واسعة ومعطاءة ومحطة تربوية وتثقيفية يتسفيدون منها في الارتقاء الإيماني.
يطل قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ليشير إلى حقيقة مفادها أن الاهتمام المتميز بمناسبة المولد النبوي الشريف يعود أساسا إلى ما هو عليه الشعب اليمني من تجسيد لانتمائه الإيماني ومبادئ الإسلام على مر التاريخ، مؤكدا أن المسألة ليست مجرد احتفالات وإظهار الفرح والسرور، بل هو توجه ومسيرة عملية في كل المجالات.
وها هو ذا الشعب اليمني يحتفي كعادته بمولد رسول الله صلى الله عليه وآله، وتزدان محافظات ومناطق جغرافيا السيادة بحلل الاحتفاء وأضواء الابتهاج استعداداً للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف والتي تأتي هذا العام متوّجة بانتصارات ومكاسب نوعية تزيد من عظمة المناسبة.
إنه ربيع النور المحمّدي الذي تتجلى فيه النفحات فتمتلئ القلوب بهجةً، وتتعطر النفوس فرحًا وسرورًا، وتقبل الذكرى بغيثها المدرار الذي يتنزل بردًا وسلامًا وبأنوارها التي تنال من ثمارها القلوب وتتعمّق في تفاصيلها الحياة حباً وإجلالاً للنبي محمد صلى الله عليه وآله.
تتنوع مظاهر الاستعداد للاحتفال في شتى المحافظات حيث بدأت أعمال تزيين المنازل والشوارع ومباني المكاتب والمؤسسات الحكومية وتركيب لوحات قماشية وضوئية وكذا تزيين مداخل المدن والشوارع والجزر الوسطية بالأضواء واللافتات والشعارات المعبرة عن الابتهاج بهذه المناسبة الدينية، لتكتسي كل مراكز المحافظات والمديريات والقرى باللون الأخضر، فضلا عن توشح المآذن والمدارس والقلاع والمرافق الحكومية والخاصة والمحال التجارية والأحياء باللون الأخضر وأضواء الزينة مع اقتراب الثاني عشر من ربيع الأول.
كما تتواصل اللقاءات والاجتماعات لمناقشة التحضيرات لإحياء هذه المناسبة وتأمينها وإقامة الفعاليات الخطابية والثقافية، إلى جانب جهود الحشد والتهيئة لضمان نجاحها وإيصال رسالة للعالم بتمسك اليمنيين بمنهج الحبيب المصطفى والتحلي بأخلاقه وسلوكه واستلهام العبر والدروس من سيرته العطرة.
طابع ثقافي من خلال أناشيد مديحية في حبّ النبي -عليه الصلاة والسلام- في الأمسيات واللقاءات وحلقات الذِّكر في المساجد، وترديد موشّحات دِينية لاستقبال مولد الرسول، والتذكير بسيرته العطرة.
وبدأت مهرجانات المدائح النبوية على مسارح الهواء الطلق في شتى المحافظات هاتفة بها قلوب العاشقين ومالئة الأرجاء بأريج العطر الفائح موشحات وأناشيد وقصائد وفرق إنشاد، فرحا بمن أضاء الكون ببهائه، في مشهد يجسد الروح الإيمانية وعمق مشاعر المحبة وتعظيم مقام النبي صلى الله عليه وآله.
حيث حفل المهرجان الشعبي الثاني للمولد النبوي الشريف الذي نظمته مديرية التحرير بأمانة العاصمة، أمس، بمشاركة متعددة أحيت أمسية جماهيرية احتفاءً بقدوم ذكرى المولد.
وقدمت فرقة حبيب الله الإنشادية بقيادة عبدالعظيم عز الدين وصلات إنشادية في مدح وتعظيم رسول الله وأخلاقه واحتفاء بذكرى مولده الشريف. كما قدمت أوبريتا بعنوان "محمد" معبرا عن الاحتفاء العارم الذي يعم مختلف مناطق اليمن بقدوم ذكرى المولد، وتخلل فعاليات المهرجان قصائد وفقرات ومسابقات وتوزيع جوائز نقدية وعينية متنوعة للفائزين والمشاركين.
ومساء أمس الأول شهدت العاصمة صنعاء مسيرة ضوئية لمئات السيارات المزينة بالأضواء الخضراء تعبيرا عن الابتهاج بمناسبة المولد النبوي الشريف.
وفي عروس البحر الأحمر تألق مهرجان الموالد والمدائح النبوية بأولى أمسياته التي ازدانت بفضاء فسيح ومتنوع من جمال وروعة المديح والأناشيد الزاخرة التي انبثقت من معانيها تجليات النور المحمدي، واتسع لها ساحل مدينة الحديدة على واجهة شاطئ البحر الأحمر وتمايلت مع ترانيمها قلوب وأجساد الجموع.
المصدر لا ميديا