تقرير/ خالد مسعد / لا ميديا -
أبكى فريق نادي شباب عبس لكرة القدم جماهيره من مختلف مديريات محافظة حجة، وحبس أنفاسهم حتى اللحظات الأخيرة وهو يقاتل خارج دياره على بطاقة الصعود إلى الدرجة الثانية، قبل أن يحقق المطلوب بفوزٍ غالٍ في المباراة الفاصلة أمام المنافس الشرس "عروبة الحديدة"، ليصعد إلى الدرجة الثانية للمرة الرابعة في تاريخه ولعلها المرة الأصعب والأميز والأجمل عطفاً على الدلالات والمعاني الإنسانية والعاطفية التي صاحبت صعود الأزرق وهو يخوض مبارياته بعيداً عن الأرض والجمهور.
بإرادة قوية وقناعات شخصية وتحديات ذاتية حسمها أبطال عبس من موقعهم العلفي ومن الطريق الصعب. إنهم مقاتلون وأشاوس لا يقل عطاؤهم في المستطيل الأخضر عن عطاء البنادق في الجبهات والميادين والخنادق. لقد استقى شباب عبس قوتهم من عزيمة قائدهم الشهيد مالك ثواب سلام لله عليه، الذي قدم الغالي والنفيس فداءً للدين والوطن.
تتعدد التحديات التي واجهتها كتيبة أكرم قشمير، بدءاً من الأزمات المالية، إلى الإصابات المؤثرة والإيقافات، ومروراً بغياب المباريات الودية... ومع ذلك، يأتي الفوز ببطولة التجمع الثالث ليكون بمثابة شعاع من الأمل وسط الظلام، وليصبح هذا النجاح رمزاً للصمود والعزيمة، ويظهر أن الإرادة القوية والتخطيط المدروس يمكن أن تحقق المعجزات حتى في أصعب الظروف.
والحقيقة تقال عندما يحقق نادي شباب عبس إنجازاً كروياً يخلد في ذاكرة محافظته، يتحول الأمر إلى احتفالية استثنائية تشعل الحماس وتجمع الجماهير في لحظات من الفخر والانتماء. كيف لا وهو الأكثر شعبية في محافظته.
إنجاز الأزرق العبساوي لم يأتِ وليد اللحظة أو كما ردد البعض لضعف المجموعة. لقد جاء بعد مسيرة طويلة من العمل الجاد والتضحيات من الإدارة واللاعبين، كان آخرها المباراة الفاصلة الصعبة، التي نجح معها في العودة إلى الدرجة الثانية. إنجاز جاء في وقت كانت المحافظة بحاجة ملحة حتى تعود إلى الواجهة الرياضية من جديد.
شاهدنا جماهير رحبان حرض في العلفي وقبلها جماهير نصر حجة ومعهم مدير عام مكتب الشباب والرياضة مراد راجح شلي، شاهدنا قيادة اتحاد الكرة وفي مقدمتهم علي عبده شوقي، شاهدنا قيادة المحافظة وقيادة المديرية... كلهم تحرك إلى الحديدة من أجل زعيم محافظة حجة الأوحد. فرحة الصعود ليست مجرد نتيجة مباراة يا "أكرم" أو مجموعة من النقاط يا "زباع"، بل هي تجسيد لجهود اللاعبين والجهاز الفني والإدارة، وتحمل معها آمال وطموحات الجماهير.
شاهدنا الشوارع تتزين بالأعلام، والمقاهي تكتظ بالناس الذين يتبادلون الأحاديث حول المباراة التاريخية مع "العروبة" وصعوبتها وكيف حسمها الرجال، وهدف علي ياقوت الذي يعد من أغلى وأجمل أهداف نادي شباب عبس على مدى تاريخ النادي الذي يمشي على قدمين.
استقبال الفريق بعد عودته من الحديدة كان مشهداً رائعاً، حيث تجمعت الجماهير في الشوارع، مرتدية ألوان الفريق الزرقاء والبيضاء ومرددة الأهازيج. كانت السعادة تملأ الأجواء، وكانت فرحة كل فرد من الجماهير تعكس عمق الانتماء والولاء للفريق. لم يكن الاحتفال محصوراً فقط في الجماهير، بل امتد ليشمل الشخصيات العامة والرياضية، الذين حرصوا على مشاركة اللحظة التاريخية.
في قلب هذا الاحتفال، كانت هناك رسالة واضحة تعكس روح الوحدة والتضامن بين أبناء المحافظة، فالفوز لم يكن فقط إنجازاً رياضياً، بل رمزاً للأمل والطموح، ودليلاً على أن العمل الجماعي يُثمر دائماً، حتى في أصعب الظروف.
وفي الختام، لقد كان استقبال رفاق علي ياقوت بعد هذا الإنجاز الكروي بمثابة صفحة جديدة تُكتب في تاريخ رياضة المحافظة، وينبغي أن يتحرك رجال المال والأعمال لدعم هذا الكيان الكبير كما هو معمول في بقية أندية الجمهورية.
إن الاحتفال بلحظات النجاح والفخر يُظهر كيف يمكن للرياضة أن توحد الناس وتعزز روح الانتماء. إنجازكم يا أبطال لم يكن مجرد انتصار في لعبة، بل كان بداية لقصة ملهمة تُشجع الآلاف على متابعة أحلامهم والإيمان بإمكانياتهم.
مبروك لكم ولنا. مبروك للمدرج الفخم. مبروك للحبيب أكرم عبده قشمير. والتحية لكل الجنود المجهولين، وعلى رأسهم ذاك الشهم والسخي فيصل الشوكاني، الذي تستحق مبادراته الأخيرة بنقل جانب من الجماهير من عبس إلى الحديدة كل التقدير والثناء.