تقرير / لا ميديا -
اندلعت اشتباكات في شمال غزة، وفي رفح جنوبها، بين فصائل المقاومة الفلسطينية وبين قوات الاحتلال الصهيوني  فيما شنّ الأخير غارات وحشية شمالي القطاع، أمس.
وفي معارك التصدي المستمرة لقوات الاحتلال قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، إنها نفّذت «عملية مركبة فيها قنصت 4 جنود إسرائيليين، واستهدفت دبابة بمدينة رفح».
وفي التفاصيل أوضحت كتائب القسام في بيان: «تمكن مجاهدو القسام من تنفيذ عملية مركبة ضد جنود وآليات العدو قرب مفترق برج عوض بمدينة رفح قبل قليل.. حيث رصد مجاهدونا عدداً من جنود الاحتلال في المكان وتمكنوا من قنص 4 منهم ببندقية «الغول» القسامية وأكدوا مقتل جنديين بشكل مؤكد، وفور وصول دبابة «مركفاه» صهيونية لنجدتهم تم استهدافها بقذيفة «الياسين 105» واشتعلت النيران فيها، بعدها رصد مجاهدونا تقدم جرافة عسكرية لسحب الدبابة المحترقة واستهدفوها بقذيفة «الياسين 105» ورصد مجاهدونا هبوط الطيران المروحي للإخلاء».
كما أعلنت كتائب القسام عن استهداف قوة صهيونية تحصنت داخل منزل وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح في شارع الصفطاوي غرب مدينة جباليا.
من جانبها قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أمس، إن مجاهديها «يخوضون اشتباكات ضارية بأسلحة رشاشة ومضادة للدروع مع العدو الصهيوني في بيت لاهيا شمال قطاع غزة».
بدوره العدو الصهيوني أفصح عن جزء بسيط من خسائره وقال أمس إن ضابطا من لواء «ناحل» أصيب بجروح خطيرة خلال معركة في جنوب قطاع غزة.

غزة مسرح جريمة كبرى
بينما يتكبد العدو الصهيوني الفشل العسكري، شنّت طائراته خلال الـ24 ساعة الماضية غارات واسعة على مناطق متفرقة بغزة خلفت عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين.
وقصفت مقاتلات الاحتلال بسلسلة من الغارات مخيم جباليا في وقت أحرقت قوات الاحتلال منازل الأهالي، في محيط ميدان بلدة بيت لاهيا.
ووفق الإعلام الفلسطيني فقد استشهد 38 شخصا في غارات صهيونية على قطاع غزّة خلال أقل من 20 ساعة.
كما تحدثت وسائل إعلام فلسطينية عن إصابة طبيب ومراجعين بعد إلقاء مسيرات قنابل على مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة.
كذلك أطلقت الطائرات المسيرة النار باتجاه مدارس أبو تمام التي تؤوي آلاف النازحين في بيت لاهيا شمال غزة.

نتنياهو مسجون في «إسرائيل»
وصفت الصحف الصهيونية الصادرة أمس، رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن السابق، يوآف غالانت، بأنهما تحولا إلى «سجينين» في «إسرائيل»، وأن نتنياهو أصبح زعيما «منبوذا»، في أعقاب قرار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، أمس الأول، بإصدار مذكرتي اعتقال دوليتين ضدهما بتهمة مسؤوليتهما عن ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في العدوان على غزة.
وعبر مسؤولون صهاينة عن «وجود تخوف من صدور مذكرات اعتقال أخرى بشكل سري ضد أشخاص تعتقد المحكمة الجنائية الدولية أنهم جزء من ممارسات التجويع وجرائم الحرب» خلال العدوان المستمر على غزة، حسبما نقلت عنهم صحيفة «يديعوت أحرونوت».
ولفت الخبير القانوني في الاحتلال، بروفيسور مردخاي كرمنيتسر، في تحليل نشرته صحيفة «هآرتس»، إلى أن القرار بإصدار مذكرات الاعتقال صدر في توقيت بالغ الأهمية. «ليس واضحا ماذا يحدث في شمال قطاع غزة، لكن ليس مستبعدا أن إسرائيل تنفذ هناك (جرائم تتراوح ما بين) التطهير العرقي والإبادة الجماعية. وسيف الاستيطان اليهودي الجاري التخطيط له في غزة من شأنه أن يؤدي إلى موت فلسطينيين كثيرين. ولذلك ينبغي النظر إلى أوامر الاعتقال الصادرة على أنها تحذير خطير».
ورأى أنه «من الجائز أن الكثير من اليهود يعتقدون أن إمكانية أن الشعب اليهودي الذي كان ضحية إبادة جماعية ينفذ إبادة جماعية ضد شعب آخر هي خيالية. وللأسف الشديد، هذه الإمكانية تبدو حقيقية، والصورة واضحة. وإذا حدث أمر كهذا، لا قدر الله، فسيكون هذا تدنيسا رهيبا لذكرى المحرقة وضحاياها. ولن نتمكن من الادعاء بنظافة أيدينا».
كما نقلت «هآرتس» عن رئيس دائرة القانون الدولي السابق في قوات الاحتلال، د. عيران شمير -بورير، قوله إن «قرار المحكمة الجنائية قد يشكل بداية لإعلان دول غربية أخرى عن حظر أسلحة ضد إسرائيل، ودعما لشكاوى وتحقيقات جنائية كثيرة ضد جنود وضباط الجيش الإسرائيلي التي تجري في دول كثيرة في العالم». وأشار إلى أن تحقيقات أخرى جارية في لاهاي تركز على ما يحدث في الضفة الغربية، خاصة بما يتعلق بالمغتصبات وأنشطة صهيونية أخرى.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية، أصدرت الخميس الماضي، مذكرتي اعتقال بحق رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب السابق، يوآف غالانت، وذلك على خلفية مسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبها الاحتلال في عدوان الإبادة على قطاع غزة.
وهاجم نتنياهو قرار الجنائية الدولية، وقال في بيان مصوّر صدر عن مكتبه: «لن نعترف به»، عادّا القرار «سقوطا أخلاقيا» لمحكمة الجنايات التي ما لبث أن كرّر اتهامات سبق أن وجّهها لمدّعيها العام كريم خان.
وفيما عدّ نتنياهو أن هذا «يوم أسود»، أكّد أنه سيواصل الحرب الإسرائيلية. كما وصف المحكمة وقرارها بأنهما «معاديان للساميّة».
من جانبها رحبت حركة المقاومة الإسلامية حماس بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت بتهمة ارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وقالت حماس في بيان: «إن هذه الخطوة التي حاولت الإدارة الأميركية المتواطئة مع جرائم الحرب الصهيونية تعطيلها لأشهر عبر إرهاب المحكمة وقضاتها ومحاولة ثنيها عن أداء واجبها في محاسبة الاحتلال على جرائمه المتواصلة في قطاع غزة تشكل سابقة تاريخية مهمة».
كما اعتبرتها «تصحيحا لمسار طويل من الظلم التاريخي للشعب الفلسطيني، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طوال 76 عاما من الاحتلال الفاشي»، وفق البيان.
ودعت حماس المحكمة الجنائية الدولية إلى «توسيع دائرة استهدافها بمحاسبة كافة قادة الاحتلال المجرمين ووزرائه وضباطه الفاشيين الذين أوغلوا في دماء الشعب الفلسطيني ومارسوا بحقه أبشع عمليات القتل والإرهاب والتجويع التي عرفها التاريخ الحديث».
كما دعت كافة الدول حول العالم «للتعاون مع المحكمة في جلب مجرمي الحرب الصهاينة، نتنياهو وغالانت، والعمل فورا لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزّل في قطاع غزة»، وفقا للبيان.