رصـد / لا ميديا -
أعلن الدفاع المدني في غزة، أمس، ارتقاء 29 شهيدا على الأقل وإصابة عشرات آخرين في شمال قطاع غزة خلال 12 ساعة فقط، من جراء قصف صهيوني متواصل لمحيط مستشفى كمال عدوان.
وأفاد مدير المستشفى، حسام أبو صفية، بتعرض محيط المشفى "لغارات إسرائيلية عدّة منذ الصباح" أدت إلى ارتقاء "عدد كبير من الشهداء والجرحى".
وقال أبو صفية للصحفيين: "كانت هناك سلسلة من الغارات الجوية على الجانبين الشمالي والغربي من المستشفى، مصحوبة بنيران كثيفة ومباشرة. هناك عدد كبير من الشهداء والجرحى، بينهم 4 شهداء من الكوادر الطبية في المستشفى".
وأكد أبو صفية أنه "لم يبق أي جراحين" في المستشفى الواقع في مدينة بيت لاهيا شمال غزة، وهو من المؤسسات الاستشفائية المعدودة التي لا تزال تعمل في القطاع.
ومن جهته، قال الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إنه ارتقى 29 شهيدا على الأقل وسقط عشرات الجرحى في شمال قطاع غزة خلال ساعات جراء قصف الاحتلال المتواصل، خصوصا في محيط مستشفى كمال عدوان، وإطلاق النار من المسيّرات على المستشفى.
وقال بصل إن "جيش الاحتلال اقتحم مستشفى كمال عدوان في شمال القطاع ويقوم بإفراغه من المرضى ومرافقيهم ويقتاد عددا من الفلسطينيين إلى جهة مجهولة بعد اعتقالهم، والدبابات والمدرعات داخل المستشفى وفي محيطه".
وجدد الدفاع المدني الفلسطيني التأكيد أن مدينة بيت لاهيا تشهد عملية إبادة وتهجير جماعي خطيرة منذ شهرين تكثفت في الأيام الأخيرة مما أجبر آلاف السكان على إخلائها وسط القصف.
يذكر أن قوات الاحتلال اقتحمت مستشفى كمال عدوان عدة مرات منذ بدء العدوان، وأعلن المستشفى استشهاد مدير وحدة العناية المركزة أحمد الكحلوت بغارة جوية أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
من جهته، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، ريك بيبركورن، إن لديه "معلومات مقلقة للغاية" بشأن "قصف كثيف حول مستشفى كمال عدوان" طوال الليل.
وأوضح أن الفريق الطبي الدولي أفاد بأن "حالة الهلع الناجمة عن القصف، إلى جانب حالة الهلع التي انتابت المتواجدين داخل المستشفى" تسببت في مغادرة الغزيين والفريق للمؤسسة رغم "عدم وجود أمر رسمي بالإخلاء".
وأضاف بيبركورن أن "عددا كبيرا" من الأشخاص، بينهم مرضى وموظفون، ظلوا في المستشفى الذي لا يزال "يعمل بالحد الأدنى".
وتعرضت المستشفيات في غزة لتدمير مخطط منذ بداية العدوان في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
هذا وارتفعت حصيلة عدوان الإبادة على القطاع إلى 54 ألفا و612 شهيدا ومفقودا و105 آلاف و834 مصابا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة بغزة، أمس.
وقالت الوزارة في بيانها الإحصائي اليومي: "ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 44 ألفا و612 شهيدا و105 آلاف و834 مصابا منذ 7 أكتوبر 2023"، مضيفة أن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 32 شهيدا و95 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية".
ودخل العدوان على غزة، أمس، يومه الـ427، حيث يبقي المشهد هناك على حاله، من المجازر والقتل والنسف والتدمير لمناحي الحياة، في عدوان غير مسبوق في وقتنا الحاضر.

مخطط ابتلاع الضفة
سواء وجد الذرائع لذلك أم لا، يحاول العدو الصهيوني احتلال وابتلاع أرض فلسطين كاملة من غزة حتى الضفة وإلى حيفا.
وفي هذا الإطار أعلن "وزير المالية الإسرائيلي"، بتسلئيل سموتريتش، أن الكيان الصهيوني سيغلق وحدة "الإدارة المدنية" في الضفة الغربية، بهدف "ضم الضفة الغربية لإسرائيل"، حسب تعبيره، مشيرا إلى أنه بحث هذا المخطط مع رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لتنفيذه خلال ولاية الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب.
وقال سموتريتش خلال لقاء مع المسؤولين في "الإدارة المدنية" ورئيسها، الضابط في قوات الاحتلال برتبة عميد، هشام إبراهيم: "آمل أن لدينا فرصة كبيرة مع الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة من أجل تطبيع كامل وإدخال وزارات الحكومة إلى هنا"، حسبما نقلت عنه صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس.
وأضاف سموتريتش أنه "ستجري هنا عملية منظمة ونعمل الآن على التخطيط من أجل وضع الخطة على الطاولة".
وتابع: "هذه مقولة جدية، وقد بحثت في هذا الموضوع مع رئيس الحكومة، ونحن نأخذ هذا الموضوع بجدية بالغة. كما تحدثت أيضا مع السفير المعين في واشنطن، يحيئيل لايتل. ونحاول أن نصنع هنا تطورا حقيقيا. ويوجد هنا عمل كثير، وهذه رؤية يوم الحساب، وبإمكاننا تحقيقها".

 ضمن الخطة أيضا
لكي ينفذ العدو الصهيوني خططه في الاحتلال وبسط نفوذه في الضفة الغربية يقوم بالقتل اليومي لكل فلسطيني مقاوم إلى جانب عشرات الاعتقالات والاقتحامات والاعتداءات.
وأعلنت كتيبة نابلس في سرايا القدس - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنّ مقاتليها تصدّوا لاقتحام قوات الاحتلال للمنطقة الشرقية في مدينة نابلس ومخيم بلاطة.
واستهدف مقاتلو السرايا قوات الاحتلال وآلياته بزخات كثيفة من الرصاص والعبوات الناسفة، وذلك "وفق متطلبات وظروف الميدان".
من جهتها، أعلنت كتائب شهداء الأقصى - الجناح العسكري لحركة فتح، أنّها تصدّت أمس لاقتحام قوات الاحتلال لمخيم بلاطة في جميع محاور انتشارها، وخاضت معها اشتباكات ضارية استمرت لساعات بالأسلحة الرشاشة.
واستُشهد أمس شاب برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحام مخيم بلاطة، شرق مدينة نابلس، في الضفة الغربية المحتلة.
وأفاد الإعلام الفلسطيني بأن الشاب مصطفى أحمد مصطفى مشة (23 عاما) استُشهد متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال بالرأس في المخيم.
كما أصيب 3 أشخاص برصاص قوات الاحتلال شرق مدينة نابلس، شماليّ الضفة الغربية المحتلة.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان: "طواقمنا تتعامل مع 3 إصابات بالرصاص الحي بالقدم خلال مواجهات في بلدة بيت فوريك شرقي نابلس".
وذكر شهود عيان أن قوة صهيونية اقتحمت بلدة بيت فوريك، ما أدى لاندلاع مواجهات مع عشرات الفلسطينيين.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدتي كفر قدوم وعزون شرقي قلقيلية، وبلدتي سلواد وبرقا شرقي رام الله.