حماس: الكيان يُفشل مفاوضات الأسرى.. غزة: الاحتلال يخطف مدير «مستشفى كمال عدوان» ويقتل كوادره حرقا
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
أفادت وزارة الصحة في غزة بارتفاع عدد ضحايا عدوان الإبادة الصهيوني إلى 55.484 شهيداً ومفقوداً و108.090 مصاباً منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأوضحت، في بيان، أمس، أن الاحتلال اقترف مجزرتين في القطاع خلال الـ24 ساعة الأخيرة، وصل منهما للمستشفيات 48 شهيداً و52 مصاباً.
ويواصل العدو الصهيوني ارتكاب جرائم القتل والتهجير والتجويع ونسف المباني السكنية في مدينة رفح جنوب القطاع وفي محافظة الشمال.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية، أمس، إن عدداً من الكوادر الطبية في مستشفى كمال عدوان، شمالي قطاع غزة، استشهدوا حرقاً بنيران متعمدة أضرمتها قوات الاحتلال الصهيونية في المستشفى.
وأوضحت وزارة الصحة في غزة أن قوات الاحتلال اختطفت العشرات من طواقم مستشفى كمال عدوان، بمن في ذلك مدير المستشفى، حسام أبو صفية، بالتزامن مع إحراق مبانٍ من المستشفى.
واعترف العدو الصهيوني باختطاف أكثر من 240 فلسطينياً من مستشفى كمال عدوان بينهم مديره حسام أبو صفية، بتهمة الانتماء لفصائل المقاومة.
إضافةً إلى ذلك، يتعرّض مستشفى العودة، على مدى أكثر من 80 يوماً، لاستهداف مباشر من الاحتلال، في حين تعاني محافظة غزة عجزاً كبيراً في القدرة السريرية للمستشفيات، بحسب ما أكدته الوزارة أمس.
وبينما يواصل الاحتلال الجرائم التي ينتهجها ضدّ المستشفيات في غزة، في ظل انعدام شبه كامل للخدمات الطبية نتيجة الاستهدافات المتواصلة، تتفاقم معاناة الفلسطينيين ويزيد عدد شهدائهم نظراً لتعذّر إنقاذ المرضى والجرحى منهم، ولاسيما في شمالي القطاع.
قتل بالجملة
في سياق الجريمة الصهيونية الكبرى في غزة كذلك، قال «برنامج الأغذية العالمي» إن حياة أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة «توقفت مع عدم إمكانية الوصول إلى الغذاء والمياه والمأوى»، في ظل استمرار الإبادة الصهيونية منذ أكثر من 14 شهراً.
وأوضح البرنامج، في منشور على حسابه عبر منصة «إكس»، أنه «رغم بذلنا قصارى جهدنا لتقديم المساعدات المنقذة للحياة في غزة، إلا أن من المستحيل تلبية الاحتياجات في ظل السيناريو الحالي من الصراع وانعدام الأمن والقيود»، مشدداً على أن «وقف إطلاق النار في قطاع غزة تأخر كثيراً، فيما توقفت الحياة لأكثر من مليوني فلسطيني مع عدم إمكانية الوصول إلى الغذاء والمياه والمأوى».
ويعاني النازحون بغزة داخل الخيام المصنوعة من القماش والنايلون من ظروف معيشية قاسية جراء شح مستلزمات الحياة الأساسية والملابس والفُرُش والأغطية، حيث تتفاقم المعاناة مع فصل الشتاء.
واستفحلت المجاعة في معظم مناطق قطاع غزة جراء الحصار الصهيوني المطبق، لاسيما في محافظة الشمال، جراء الإمعان في الإبادة والتجويع لإجبار المواطنين على النزوح جنوباً.
وفي 5 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي اجتاحت قوات الاحتلال مجدداً شمال قطاع غزة، في تصعيد يرى مراقبون أنه يهدف إلى «احتلال المنطقة وتحويلها إلى منطقة عازلة بعد تهجير الأهالي منها تحت وطأة قصف دموي ومنع إدخال الغذاء والماء والأدوية».
وخلال الأيام القليلة الماضية، استشهد 5 فلسطينيين معظمهم من الأطفال نتيجة البرودة الشديدة داخل الخيام التي لجؤوا إليها بعدما دمرت قوات الاحتلال أغلب منازلهم.
وللعام الثاني على التوالي، يقضي النازحون فصل الشتاء داخل خيام مصنوعة من القماش والنايلون، ما تسبب باهترائها حتى أصبحت غير صالحة للاستخدام.
وأفادت حكومة قطاع غزة باهتراء 110 آلاف خيمة تزامناً مع موجات الصقيع الشديدة.
وبيّنت أن نحو 110 آلاف خيمة من أصل 135 ألفاً أصبحت خارج الخدمة، أي أن «81 بالمئة من الخيام تدهورت بشكل كامل».
إلى جانب ذلك، يواجه النازحون مأساة أخرى تتمثل بغرق خيامهم ومستلزماتهم القليلة المتوفرة لديهم بمياه الأمطار، ما يضاعف معاناتهم التي خلفتها الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
ويتركز وجود هؤلاء النازحين في منطقة المواصي الممتدة على ساحل البحر الأبيض المتوسط من جنوب مدينة دير البلح وسط القطاع وحتى شمال مدينة رفح جنوب القطاع.
هذه المنطقة المقدرة بخُمس مساحة قطاع غزة، لجأ إليها خلال أشهر الإبادة أكثر من مليون و700 ألف نازح فلسطيني، وفق معطيات نشرتها منظمة المساعدة الإنسانية الدولية «أوكسفام» في حزيران/ يونيو الماضي.
وبحسب تقديرات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن عدد النازحين في قطاع غزة بلغ نحو مليونين من أصل 2.4 مليوناً يقطنون في القطاع.
كل شيء يموت إلا المقاومة!
ورغم حجم العدوان التدميري والعنيف في غزة مازالت فصائل المقاومة تتصدى لقوات الاحتلال بتكتيكات ووسائل متنوعة.
وأعلنت كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة حماس أنها اقتحمت نقطة عسكرية صهيونية وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح في اشتباك بمنطقة أبو صفية شرق معسكر جباليا.
كما قالت كتائب القسام إنها تمكنت من قنص جندي صهيوني بجوار استوديو سلطان شرق جباليا البلد شمالي قطاع غزة.
ماذا في ميدان السياسة؟
وأوضح القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، أن العدو الصهيوني رفض وقف إطلاق النار الكامل والانسحاب من قطاع غزة، ويستمر في تغيير المعايير والأسماء المتعلقة بملف الأسرى، ما يعرقل التوصل لاتفاق ينهي الإبادة المستمرة منذ أكثر من 14 شهراً.
وأكد حمدان، في تصريحات للإعلام، أن «الاحتلال قبل 3 أيام من جولات المفاوضات، يرفض وقف إطلاق النار بشكل كامل والانسحاب من غزة»، كما ورفض «تقديم تعريف واضح للانسحاب أو خرائط».
وأضاف: «عندما يتحدث الاحتلال عن الأسرى في كل مرة يغير معايير وأسماء الأسرى»، دون تفاصيل.
وأشار حمدان إلى أن حركة حماس «طرحت مبادرة شاملة تتضمن الاتفاق على وقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل، وعملية تبادل الأسرى كحزمة واحدة، إلا أن إسرائيل رفضت هذه المبادرة».
وأضاف: «حماس معنية بحماية الشعب الفلسطيني ووقف المجازر؛ لكن إسرائيل مستمرة في الإبادة بغطاء أميركي، ممثلاً بإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ونأمل ألا يكون هذا مزاج إدارة الرئيس المنتخب، دونالد ترامب».
وأشار القيادي إلى أن حماس وافقت سابقاً، ضمن اتفاق تموز/ يوليو، على مبدأ الانسحاب التدريجي وفق جدول زمني محدد؛ لكن الكيان لم يلتزم ولم يقدم خرائط واضحة للانسحاب، ما أدى إلى تعطيل الاتفاق.
وقالت في بيان إن «الاحتلال وضع قضايا وشروطاً جديدة تتعلق بالانسحاب ووقف إطلاق النار والأسرى وعودة النازحين، ما أجّل التوصل للاتفاق الذي كان متاحاً».
المصدر لا ميديا