تقرير / لا ميديا -
تواصلت، أمس، ولليوم الخامس عشر على التوالي الاحتجاجات والمظاهرات الغاضبة التي تجتاح مدينة عدن المحتلة، في ظل اختطافات واسعة تنفذها فصائل الاحتلال الإماراتي المسيطرة على المدينة ضد المحتجين وقمع تظاهراتهم السلمية بقوة السلاح.
وشهدت مديرية المنصورة منذ مساء أمس الأول حملة اختطافات واسعة نفذتها فصائل ما يسمى المجلس الانتقالي الموالي للاحتلال الإماراتي طالت عددًا من النشطاء والمحتجين الذين شاركوا في مظاهرات سلمية احتجاجًا على انهيار العملة المحلية وارتفاع الأسعار، ولمطالبة حكومة الفنادق وسلطات الارتزاق باتخاذ إجراءات عاجلة للحد من التدهور الاقتصادي، ما أثار حالة من الغضب والاستياء في أوساط المتظاهرين الذين اعتبروا أن التعامل العنيف مع المظاهرات السلمية انتهاكًا لحقوق المواطنين في التعبير عن آرائهم.
وتحولت شوارع المنصورة إلى مسرح مفتوح لاستعراض قوة الفصائل العسكرية، وإعلان مرحلة جديدة من القمع والتنكيل ضد المواطنين. حيث لم تكتف فصائل الاحتلال بقمع التظاهرات واختطاف المحتجين وإنما قامت أيضا بمداهمة المنازل الآمنة وترويع النساء والأطفال دون وازع أو قانون.
ورغم تصعيد فصائل الاحتلال، أكد المتظاهرون عزمهم على مواصلة احتجاجاتهم السلمية حتى تحقيق كافة مطالبهم، محذرين انتقالي الإمارات من اللجوء إلى أسلوب العصابات في اختطاف المتظاهرين واعتقالهم، ظنا منه أن تكميم الأفواه سيطفئ جذوة الغضب وأن القمع سيرهب شعباً اعتاد النضال، حسب تعبير المشاركين في الاحتجاجات.
ودعوا سلطات الارتزاق إلى الإفراج الفوري عن المختطفين دون قيد أو شرط محذرين من المساس بحياتهم، وكذا المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات المستمرة ضد المتظاهرين السلميين، وفضح هذه الجرائم التي تمارسها فصائل انتقالي الإمارات بحق أبناء عدن الأحرار.
وفي "عدن الصغرى" مديرية البريقة، تصاعدت موجة الاحتجاجات بقوة وارتفعت هتافات المحتجين عالية: "يا تحالف يا كذاب.. انته داعم للإرهاب"، منددة بانهيار الخدمات وتردي الأوضاع المعيشية، لتتعامل فصائل "الانتقالي" بالمثل، حيث شنت حملة اختطافات واسعة استهدفت المحتجين، مجبرة بعضهم بالتوقيع على تعهدات بعدم التظاهر مجدداً.
وبحسب ناشطين وحقوقيين فإن باص الفوكسي عاد إلى المشهد من جديد في مدينة عدن، حاملاً عصابات مقنعة تنفذ عمليات اختطاف في وضح النهار، ما يؤكد أن الاختطاف بات سياسة ممنهجة، لا مجرد جريمة عابرة.
وأشار الحقوقيون والناشطون إلى ‏تلقيهم بلاغات عن قيام انتقالي الإمارات بحملة مداهمات واختطافات لعدد من المتظاهرين بينهم: هشام الصبيحي (المنصورة)، ومجد الخامري (المنصورة) وسالم عوض البري (البريقة) والنقابي غسان جواد (البريقة)، وهشام خالد (البريقة)، فيما لاتزال عمليات الاختطافات والمطاردات مستمرة في المديريتين والمديريات الأخرى التابعة لمحافظة عدن.

الضالع تشتعل
مدينة الضالع بدورها، شهدت أمس تظاهرة حاشدة شارك فيها آلاف المواطنين، كمواصلة للاحتجاجات الغاضبة ضد الاحتلال وأدواته والتي أخذت منحى تصاعديا.
وأحرق المشاركون في التظاهرة التي جابت شوارع المدينة المحتلة الإطارات التالفة وقطعوا عددا من الشوارع، رافعين شعارات تطالب بتحسين الخدمات الأساسية ومعالجة الأزمات الاقتصادية المتفاقمة.
وأخذت الاحتجاجات منحى تصاعديًا، مع تزايد أعداد المشاركين يوما بعد آخر، في سياق موجة غضب شعبي تجتاح المحافظات المحتلة.