ينتفض معلمو المدينة التي حولها المحتل وكائناته الليلية إلى عزلة خانقة، كاسرين طوق الذل ومواصلين صرخة غضبهم للشهر الثاني على التوالي: لن تقبرونا أيها الكائنات القبورية، وسنستمر في نضالنا وانتزاع حقوقنا التي يبددها عملاء الاحتلال في فنادق الخارج هم وزبانيتهم. ففي الوقت الذي نتضور فيه جوعا نحن وأولادنا في الداخل المحتل، يستمر رئاسي وحكومة الفنادق في إنفاق ملايين الدولارات لسفرياتهم التي لا تتوقف في عواصم ومؤتمرات الخارج. وها هم معلمو تعز يواصلون تظاهراتهم الغاضبة تنديدا بكل ذلك العهر الممارس من قبل حكومة ورئاسي الفنادق.

تواصلت، اليوم، وللشهر الثاني على التوالي، تظاهرات المعلمين والموظفين الحكوميين في مدينة تعز المحتلة، تنديدا بتدني مرتباتهم وانهيار الوضع المعيشي في ظل سياسة التجويع الممنهحة التي يتخذها الاحتلال وأدواته بحق المواطنين.
وشهد شارع جمال عبدالناصر وسط المدينة، اليوم، تظاهرة حاشدة شارك فيها آلاف المعلمين والموظفين، وممثلون لعدد من النقابات والهيئات والتكتلات التربوية.
ورفع المحتجون شعارات تطالب بصرف الرواتب المتوقفة وتنفيذ التسويات وهيكلة الأجور، منددين بفشل حكومة الفنادق ومجلسها الرئاسي وتجاهلها للأزمات الخانقة التي تعصف بالموظف والمواطن دون اتخاذ أية معالجات لإنقاذهم.
وأكد المحتجون استمرارهم في الإضراب الذي بدؤوه مهما كانت الضغوطات الممارسة ضدهم من قبل سلطات الارتزاق لثنيهم عنه، محذرين من اتخاذ خطوات تصعيدية أخرى.
وطالب بيان التظاهرة الصادر عن نقابتي المعلمين وأعضاء هيئة التدريس بجامعة تعز ومجلس تنسيق النقابات (متين) وجميع التكتلات والملتقيات التربوية المستقلة، بصرف مرتبات مجزية للمعلمين وأساتذة الجامعة وبقية الموظفين والعمال في قطاعات الدولة المختلفة، وإيجاد معالجات اقتصادية حقيقية لمشكلة الانهيار المستمر للعملة بما يسهم في انعكاس ذلك إيجابا على معيشة المواطنين.
كما طالب البيان حكومة الفنادق بإعادة النظر في سلم قانون الأجور والمرتبات بزيادة مربوط كل درجة وظيفية في السلم بما يتماشى مع الارتفاع الجنوني والمتصاعد لأسعار السلع، مشددا على ضرورة تنفيذ التسويات بسنوات الخدمة الموقوفة منذ عام 2012 وكذا التسويات بمؤهلات جديدة، وتنفيذ البدلات المختلفة لمستحقيها (بدل طبيعة عمل -بدل ريف -بدل غلاء معيشة).
ودعا إلى صرف العلاوات السنوية بفوارقها للأعوام 2021-2024م مع صرف علاوات المؤجلين للأعوام 2014-2020م وتسوية أوضاع من بلغوا أجل التقاعد وإيقاف كل الاستقطاعات عليهم، وتوفير خدمات المياه والكهرباء الحكومية وتحسين الخدمات الصحية لتخفيف العبء المعيشي على الموظفين وعموم المواطنين، ومعالجة حقيقية لإيجارات المساكن وبالعملة المحلية التي تشهد انهيارا مستمرا.
يشار إلى أن معلمي تعز يواصلون للشهر الثاني على التوالي إضرابهم عن التدريس والخروج في تظاهرات حاشدة، في ظل ضغوطات تمارسها سلطات الارتزاق لثنيهم عن مواصلة الإضراب، فيما يؤكد المعلمون أنهم لن يتوقفوا إلا في حال تمت الاستجابة لمطالبهم كاملة.