تقرير- عادل بشر / لا ميديا -
أقرّ مسؤولون في «حكومة» الاحتلال الصهيوني ورؤساء تنفيذيون ‏لوكالات سفر «إسرائيلية» نجاح الهجمات اليمنية المساندة للشعب ‏الفلسطيني في ضرب قطاع السياحة لدى كيان الاحتلال. مشيرين إلى أن ‏الاستهداف المتكرر لمطار اللد (بن غوريون) دفع بشركات الطيران ‏الأجنبية إلى التأكيد بأنها ستوقف رحلاتها تماماً إلى «إسرائيل» في حال ‏استمر هذا المطار هدفاً للقوات المسلحة اليمنية‎.‎
جاء ذلك في تقرير لصحيفة «ذا ميديا لاين» الأمريكية، تزامناً مع «عيد ‏الفصح» اليهودي الذي يبدأ مساء اليوم السبت وينتهي في 20 نيسان/ أبريل ‏الجاري، حيث رفع «الجيش الإسرائيلي» مستوى التأهب في جميع أنحاء ‏فلسطين المحتلة، تخوفاً من هجمات يمنية قد تستهدف كيان الاحتلال خلال ‏أيام «عيد الفصح» إسناداً لقطاع غزة‎.‎
وتحت عنوان «إنهم يعرفون أين يضربوننا: تهديدات الحوثيين تستهدف ‏شريان الحياة السياحي لإسرائيل»، ذكرت صحيفة «ذا ميديا لاين» في ‏تقريرها الذي رصدته صحيفة «لا» أنه «بعد وقف إطلاق النار القصير في ‏قطاع غزة والذي سمح لصناعة السياحة بالحصول على قسط من الراحة، ‏والتعافي الجزئي لشركات الطيران قبل عيد الفصح، أصبح قطاع السياحة ‏في إسرائيل على حافة الهاوية مرة أخرى‎».
وأوضحت أنه «مع اقتراب عطلة عيد الفصح الربيعية، التي تُعدّ عادةً ‏فرصةً سانحةً للسفر إلى إسرائيل، يواجه قطاع السياحة الإسرائيلي تهديدًا ‏متجددًا بهجمات الحوثيين في اليمن‎».
ونقلت الصحيفة عن رئيس قسم التسويق بوزارة السياحة لدى كيان ‏الاحتلال، عامي ألون، القول بأن الكثير من شركات الطيران العالمية ‏خفَّضت خلال فترة وقف إطلاق النار في غزة، من تحذيرات السفر إلى ‏الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلا أن التحذيرات عادت للواجهة مع عودت ‏التهديدات اليمنية المرتبطة بتطورات المعارك في قطاع غزة‎.‎
وأشارت الصحيفة إلى استهداف القوات المسلحة اليمنية لمطار بن ‏غوريون والتي كان آخرها في 30  آذار/ مارس الفائت، موضحة أنه «حتى ‏وإن لم يسفر إطلاق الصواريخ عن أضرار فادحة بالمطار، لكنه يُعطل ‏أنشطة شركات الطيران ويُهدد قطاع السياحة المحلية‎».
واعترف مارك فيلدمان الرئيس التنفيذي لوكالة «زيونتورز» للسفر والتي ‏تعد أكبر وكالة سفر وسياحة في كيان الاحتلال، بأن شركات الطيران ‏الأجنبية أكدت أنها «ستنسحب على الفور إذا سقطت صواريخ مرة أخرى ‏بالقرب من مطار بن جوريون‎».
وقال فيلدمان لذات الصحيفة:  «إن المسافرين الدوليين يُعرّضون رحلاتهم ‏للخطر وأكدت شركات الطيران الأجنبية أنها ستنسحب فورًا إذا سقطت ‏صواريخ بالقرب من مطار بن غوريون مرة أخرى». مضيفاً «الحوثيون ‏يدركون تمامًا ما يفعلونه. إنهم يستهدفون المطار لأنهم يعلمون أن تضرر ‏السياحة يُلحق ضررًا اقتصاديًا ونفسيًا بإسرائيل. وللأسف، هذا يُجدي ‏نفعًا‎».
هذا القلق، وفقاً للصحيفة الأمريكية «ليس افتراضيًا. فقد أطلق الحوثيون ‏بالفعل صواريخ باليستية تستهدف وسط إسرائيل، ورغم اعتراض الكثير ‏منها حتى الآن، إلا أن التهديد يُزعزع الاستقرار بشكل كبير‎».
وبحسب تالي تينينباوم، نائب رئيس جمعية الفنادق «الإسرائيلية»، فقد ‏شهدت صناعة الفنادق «انخفاضًا بنحو 70% مقارنة بما قبل 7 تشرين ‏الأول/ أكتوبر 2023‏‎».
وأضاف: «سياحة عيد الفصح اليهودية التقليدية من دول مثل الولايات ‏المتحدة وكندا والمملكة المتحدة شبه معدومة‎».
وكثفت القوات المسلحة اليمنية هجماتها على أهداف صهيونية في فلسطين ‏المحتلة، أبرزها مطار بن غوريون، منذ استئناف العدو الصهيوني حرب ‏الإبادة في قطاع غزة فجر 17 آذار/ مارس المنصرم، بعد تنصل الاحتلال ‏عن تنفيذ بنود اتفاقية وقف إطلاق النار التي بدأت في 19 كانون الأول/ ‏يناير الماضي‎.‎
وخلال الفترة من 20-30 آذار/ مارس الفارط، أعلنت القوات المسلحة ‏اليمنية استهداف مطار بن غوريون بصواريخ باليستية نوع «فلسطين2» و‏‏»ذو الفقار» لسبع مرات، بخلاف الأهداف الأخرى التي ضربتها هجمات ‏صنعاء بالصواريخ والطائرات المسيرة في العمق الصهيوني منذ 17 ‏آذار/ مارس وحتى 9 نيسان/ أبريل الجاري‎.‎
ونبهت قوات صنعاء كافة شركات الطيران بأنَّ ما يسمى بمطار بن ‏غوريون أصبح غير آمن لحركة الملاحة الجوية، وسيستمر كذلك حتى ‏وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها‎.‎
وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، نقلاً عن خبراء اقتصاد بأن ‏توقف عمليات الهبوط والإقلاع بمطار «بن غوريون» الدولي في «تل ‏أبيب»، واضطرار طائرات كانت تهم بالهبوط إلى مواصلة التحليق في ‏الهواء مع كل استهداف يمني للمطار، يُكبد الاقتصاد «الإسرائيلي» خسائر ‏كبيرة، نتيجة إيقاف الكثير من شركات الطيران الأجنبية رحلاتها إلى «تل ‏أبيب» بعد أن مُنيت هي الأخرى بالكثير من الخسائر التي دفعتها تعويضاً ‏للركاب على التأخر في الهبوط أو الإقلاع عن الموعد المحدد‎.‎
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن العديد من شركات الطيران أبدت عدم ‏استعدادها دفع المزيد من التعويضات للركاب مع استمرار الصواريخ ‏القادمة من اليمن والتي تؤدي إلى توقف وعرقلة الحركة في مطار بن ‏غوريون، مؤكدة أن الخسائر ستكون فادحة في حال أصاب الصاروخ ‏اليمني أو الصواريخ الاعتراضية إحدى الطائرات أثناء التحليق أو لحظة ‏الإقلاع أو الهبوط في المطار‎.‎