تقرير / لا ميديا -
في اليوم السادس والأربعين من استئناف عدوان الإبادة الصهيوني، يُدفن الفلسطينيون أحياء، ليس تحت أنقاض المباني فحسب، بل وتحت أنقاض الإنسانية، وتواطؤ الصمت، وخيانة العرب ومن خلفهم العالم بأسره. أكثر من 35 شهيداً، بينهم أطفال، قضوا أمس الجمعة، خلال ساعات، في جريمة جديدة من سلسلة الجرائم الصهيونية المستمرة، لترتفع الحصيلة الدامية منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى أكثر من 52,418 شهيداً، وأكثر من 10 آلاف مفقود، و118,091 جريحاً، معظمهم من النساء والأطفال. ولا تزال الأرقام تصرخ؛ لكن آذان العالم صمّاء، وضميره ميت.
غزة، التي لم تعد تعرف ليلاً من نهار، تغرق في نار القصف، وجحيم التجويع، وصقيع الحصار. الطائرات الصهيونية تُسقط الموت من السماء، بينما الدبابات تُمزّق الحياة في الأرض، وجرافات (D9) العسكرية تهدم فوق رؤوس النازحين ما تبقّى من الملاجئ. لا ماء، لا خبز، لا دواء، لا أمان... فقط صوت الانفجارات، وصدى بكاء الأمهات، وأنين الأطفال الذين يموتون جوعاً، لا بالقذائف فقط.
منظمة العفو الدولية لم تجد في قاموسها الحقوقي وصفاً لما تفعله قوات الاحتلال سوى «الإبادة الجماعية». قالتها بوضوح: «شهران من الحصار القاسي واللاإنساني دليل آخر على نية إسرائيل تدمير شعب بأكمله». لكن هل يكفي توصيف الجريمة كي تتوقف؟! هل تكفي الكلمات لردع آلة قتل لا ترتوي إلا من دم الفلسطينيين؟!

 «إسرائيل» عطلت ميدان السياسة
على الصعيد السياسي أكد القيادي في حركة حماس، عبد الرحمن شديد، أن المقاومة الفلسطينية جاهزة لإبرام صفقة تبادل مشرفة، مشدداً على أن الكرة باتت في ملعب الاحتلال. وأوضح أن رؤية المقاومة تقوم على وقف كامل للعدوان وانسحاب شامل مقابل الصفقة، مع وقف إطلاق نار لمدة خمس سنوات وتشكيل لجنة محلية لإدارة القطاع.
وحذر شديد من أن «غزة تدخل مرحلة المجاعة الكاملة. أكثر من مليون طفل يعانون الجوع، الأطفال يُقتلون بنفاد الحليب لا بالقذائف فقط». وأكد أن من يصمت أمام هذه المجازر شريك فيها، ومن يرفع علم الاحتلال في عواصمنا العربية يُصافح المجرم بيد ويغسل الأخرى من دماء شعب أعزل.
وجدد شديد التأكيد أن غزة تقاتل نيابة عن الأمة، محذراً من أن الصمت العربي والدولي شراكة في الجريمة.

العدو يقصف سفينة إنسانية متوجهة إلى غزة
في عرض البحر، وفي قلب القانون الدولي، قصف العدو سفينة مدنية كانت تحمل مساعدات لغزة.
ولأن حصار غزة لا يكفي في نظر العدو الصهيوني، أرسل مسيّراته لضرب سفينة الإغاثة في المياه الدولية قرب مالطا.
واستهدف الهجوم، الذي وقع في ساعة متأخرة من ليل الخميس، مقدمة السفينة مرتين، ما أدى إلى اشتعال النيران وفتح ثقب في هيكلها.
وذكر بيان صادر عن «أسطول الحرية»، الذي تتبعه السفينة، أن السفينة موجودة حالياً في المياه الدولية قرب مالطا، وأنها أطلقت إشارة استغاثة، مشيراً إلى أن «الحكومة المالطية لم ترد بعد على إشارة الاستغاثة الصادرة عن هذه السفينة المدنية الإنسانية».

شهيد في بلاطة و102 يوماً من العدوان في جنين
في الضفة الغربية، الدم ينزف في كل شارع، في بلاطة، في جنين، في طولكرم... أكثر من 959 شهيداً، 7 آلاف جريح، و16 ألف معتقل. الاحتلال يحوّل كل بيت إلى مقبرة، وكل حي إلى سجن، وكل حلم إلى ركام. الغاصبون يجوبون الطرقات بالسلاح، يهاجمون المركبات، يقتحمون البيوت، يدنسون الينابيع... ولا أحد يردعهم.
وفي أبرز جرائم الصهاينة، استشهد فلسطيني برصاص قوات العدو، أمس، في مخّيم بلاطة شرق نابلس بالضفة الغربية المحتلة، فيما يتواصل العدوان على طولكرم وجنين ومخيّماتيهما.
وأفادت مصادر محلية بأن غاصبين هاجموا مركبات الأهالي ورشقوها بالحجارة على الطريق القريبة من مغتصبة «يتسهار»، المقامة على أراضي الأهالي جنوب نابلس.