عادل بشر / لا ميديا -
كثفت القوات المسلحة اليمنية من هجماتها على مطار "اللد" المسمى "مطار بن غوريون" في يافا المحتلة، توازياً مع تصعيد العدو "الإسرائيلي" لمجازره بحق المدنيين في قطاع غزة، وضمن قرار صنعاء بالسعي لفرض حظر جوي شامل على فلسطين المحتلة.
وأعلنت القوات المسلحة اليمنية، أمس استهداف مطار "اللد" في يافا المحتلة بصاروخين بالستيين وطائرة مسيرة.
وأوضحت في بيان لها، أن القوة الصاروخية استهدفت المطار بصاروخين بالستيين أحدهما فرط صوتي نوع فلسطين 2 والآخر ذو الفقار. مشيرة إلى أن "العملية حققت هدفها بنجاح، وتسببت في هروع ملايين الصهاينة الغاصبين إلى الملاجئ وتوقف حركة الملاحة في المطار لقرابة الساعة".
وإلى جانب الصاروخين، قالت القوات المسلحة إن سلاح الجو المسير استهدف المطار ذاته بطائرة مُسيّرة نوع "يافا".
وإذ جددت التأكيد بأن عملياتها تأتي "انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، ورفضاً لجريمة الإبادة الجماعية التي يقترفها العدو الصهيوني بحق إخواننا في قطاع غزة"، تساءلت القوات المسلحة: "تُرى هل عجزتْ أمة الملياري مسلم عن إنقاذ مليوني مسلم من خطر الإبادة الجماعية ومن خطر المجاعة؟".
وأكدت أن "كلّ هذا الخذلان والعجز، سيشجع العدو على التمادي على كل الشعوب وكل البلدان"، مشددة على أن "اليمن بشعبه الأبي وقيادته المؤمنة وجيشه المجاهد مستمر في دعمهم وتحركهم وإسنادهم حتى وقف العدوان على غزة، ورفع الحصار عنها".
وكانت وسائل إعلام عبرية، قد أفادت بأن صافرات الإنذار دوت في مناطق واسعة بفلسطين المحتلة الساعة الثانية فجراً، فيما سمعت أصوات انفجارات عنيفة في سماء وسط الأراضي المحتلة.
وقالت "القناة 12" العبرية، إنّ "حركة الطيران علقت في مطار بن غوريون، فيما بقيت الطائرات المتجهة إليه تدور في البحر، بعد منع هبوطها جراء وصول الصاروخ إلى أجواء فلسطين المحتلة".
وأفادت بأن آلاف المستوطنين هرعوا إلى الملاجئ، مشيرة إلى أن هذه هي عملية الإطلاق السادسة من اليمن على الكيان منذ بداية الأسبوع الماضي.
ووثقت مشاهد مصورة للمغتصبين الصهاينة محاولات الدفاعات الجوية اعتراض الصاروخ اليمني في سماء فلسطين المحتلة.
من جانبه قال المراسل العسكري لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية: "منذ 18 مارس، مع استئناف الجيش هجومه على قطاع غزة، أطلق من اليمن 35 صاروخا باليستيا وما لا يقل عن 10 طائرات مسيرة على إسرائيل".

دعوات لوقف الحرب
وارتباطاً بالهجمات اليمنية المتواصلة والمتصاعدة ضد الكيان الصهيوني، دعت وسائل إعلام عبرية "حكومة الاحتلال" إلى إيقاف الحرب في قطاع غزة، تجنباً للمزيد من الخسائر التي يتعرض لها "الكيان الصهيوني" يومياً وعجزه عن ردع القوات المسلحة اليمنية.
وأكدت "القناة 12" العبرية أنّ اليمن قد يدفع "إسرائيل" نحو الذهاب إلى اتفاق لوقف الحرب على قطاع غزة وإعادة الأسرى، في ظل موقف صنعاء الثابت في مواصلة عمليات دعم غزة وإسنادها، وفرض حظر جوي وبحري على "إسرائيل".
ودعت القناة "إسرائيل" إلى وقف الحرب على غزة، مؤكدةً أن "إسرائيل" تدفع أثماناً باهظة جداً.
وفي سياق سعي اليمن لفرض حظر جوي على الاحتلال، قالت القناة: "يكفي صاروخ يمني واحد كل أسبوع لنرى ما يحدث لمطار بن غوريون".. مشيرة إلى أن شركة الطيران الهندية أجّلت عودتها إلى "إسرائيل" مرة أخرى، حيث لا رحلات مباشرة حتى 19 حزيران/ يونيو المقبل على الأقل.
وشدّدت القناة على أنّ "اليمن شيء مغاير"، ووصفت بأنّ "إسرائيل" أمام "حدث معقد في مواجهة اليمن"، الذي "لا يمكن هزيمته فلديه مئات الصواريخ الباليستية".

أمريكا "الكبيرة" لم تهزم اليمن
وانتقد الصحافي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، رونين برغمان، في حديث مع "القناة 12" فشل الولايات المتحدة و"إسرائيل" في هزيمة اليمن.
وقال: "مع كل القوة لدى "سانتكوم" والاستخبارات الإسرائيلية لم ينجحوا في هزيمة اليمنيين، لأنه ببساطة لا يمكن هزيمتهم، فهم يكتفون بالقليل ويسببون الكثير من الضرر".
وانتقدت "القناة 12" الولايات المتحدة التي وصفتها بـ"الكبيرة"، والتي على الرغم من ذلك، لم تستطع أن تهزم اليمن، مُقرةً أنّه من الصعب هزيمته عسكرياً.
وأكدت أنّ واشنطن هاجمت اليمن بأضعاف مضاعفة مما يمكن أن تهاجم به "إسرائيل" ولم تستطع هزيمته.

صهاينة العرب
ومع استمرار إعلانات شركات النقل الجوي الدولية تمديد فترة تعليق وإلغاء رحلاتها من وإلى مطار "اللد" على وقع الاستهدافات المتكررة التي يتعرض لها من الجبهة اليمنية، وأمام العجز الصهيوني عن التعامل مع الحصار الجوي اليمني، وفشل إعادة الثقة لدى شركات النقل الدولية، تُجدد الإمارات العربية المتحدة تقديم الخدمات لكيان الاحتلال، بهدف كسر العزلة الجوية المفروضة عليه، على غرار مساندته في مواجهة الحصار البحري اليمني.
في هذا الصدد ذكرت القناة "12" العبرية أن شركة طيران الاتحاد الإماراتية أطلقت حملة دعائية مفاجئة تحت عنوان "سافروا إلى أكثر من 100 وجهة عبر أبوظبي".
ونشرت القناة صورة للوحة دعائية عملاقة لطيران الاتحاد كُتبت باللغة العبرية تدعو فيها "الإسرائيليين" للسفر إلى أبوظبي، ومن هناك يسافرون إلى أي بلد يريدون، وذلك بعد أن توقفت شركات عالمية كثيرة عن الذهاب إلى مطار "بن غوريون" بعد الحظر اليمني.
وأشارت إلى أن المدن الفلسطينية المحتلة، وتحديدًا "يافا" كانت في طليعة الوجهات التي أعلنتها الشركة الإماراتية، ما يؤكد أن الهدف الرئيس من هذه الحملة هو تخفيف العزلة الدولية الجوية عن العدو، والترويج بأن الذهاب والإياب من وإلى المطارات "الصهيونية" متاح.
وأكدت القناة العبرية أن الإعلان الإماراتي يتزامن مع إعلانات الشركات الدولية تمديد فترات تعليق وإلغاء الرحلات من وإلى فلسطين المحتلة، ما يظهر تعمّد القناة إظهار الخدمة التي تقدمها "أبوظبي" لإعانة العدو في مواجهة الحصار الجوي.
ويأتي الإسناد الإماراتي للعدو الصهيوني في هذا الجانب، بالتزامن مع إصرار "أبوظبي" على إعانة العدو في مواجهة الحصار البحري الذي فرضه اليمن على "إسرائيل"، عبر مد جسر تمويني بري لإمداد الكيان الصهيوني، انطلاقًا من موانئ الإمارات، مرورًا بالأراضي السعودية والأردنية وصولًا إلى فلسطين المحتلة، فيما مليونا فلسطيني محاصرون في قطاع غزة يتضورون جوعًا.
وبحسب مراقبين فإن النظام الإماراتي بهذه الخطوات يُجدد ترسيخ وتثبيت موقعه في الخندق الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني.