العدو الصهيوني يعلن إدخال 9 شاحنات من 44 ألف شاحنة.. استشهاد 136 وإصابة 364 في القطاع خلال 24 ساعة
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
يواصل العدو الصهيوني خنق سكان قطاع غزة، بإغلاق المعابر، ومنع دخول الغذاء والدواء، وتجويع أكثر من مليونَي إنسان، في سابقة تاريخية سوداء وقذرة فاز العدو الصهيوني بتحقيقها دون غيره.
في غزة، لم يعُد الموت يأتي فقط من القصف، بل من كل وجبة يسرقها العدو الصهيوني ويمنع وصولها، ويحل الموت مع كل طفل ينام جائعاً، وكل مريض يحتضر في انتظار جرعة دواء. إنها حرب التجويع، الوجه الأبشع للعدو الصهيوني، والأداة الأكثر خسة من كل أدوات الجريمة الصهيونية، حيث صار الخبز حلماً، والماء رفاهية، والمستشفى مكاناً للموت لا للحياة.
ومع تواصل فصول عدوان الإبادة الجماعية في قطاع غزة، فقد بلغت في يومها الـ588 ذروة جديدة من الوحشية، إذ استشهد 136 شخصاً وأصيب 364 آخرون خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية فقط، لترتفع حصيلة الجريمة الصهيونية منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى أكثر من 53,486 شهيداً و151,398 جريحاً، فيما لا يزال أكثر من 10 آلاف تحت الأنقاض، وفقاً لبيانات وزارة الصحة في غزة.
لكن الجريمة الأشد فتكاً، والأكثر خسة، ليست فقط في القصف المتواصل والمجازر اليومية، بل في تلك المعركة الصامتة التي يخوضها العدو الصهيوني ضد المدنيين العُزّل، عبر «حرب التجويع»، والتي تشكل إحدى أكثر صور الإبادة الجماعية دناءة وتعمداً. إنها معركة الطعام والماء، الدواء والكهرباء، معركة تُخاض بأسلحة غير تقليدية؛ لكنها لا تقل فتكاً عن القنابل والصواريخ.
وفيما أعلن العدو الصهيوني، أمس، إدخال 9 شاحنات فقط عبر معبر كرم أبو سالم، وصف مكتب الإعلام الحكومي في غزة هذا الرقم بالسخرية المرة، مشيراً إلى أن «9 شاحنات فقط دخلت خلال 80 يوماً، من أصل 44 ألفاً كان يفترض دخولها خلال هذه الفترة».
الاحتلال لا يحاصر الحدود فقط، بل يشن حرباً شاملة على مقومات الحياة. القطاع يحتاج إلى 500 شاحنة مساعدات و50 شاحنة وقود يومياً كحدٍّ أدنى لمنع انهيار المنظومة الإنسانية والصحية وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وبدلاً من ذلك، تُمنع المساعدات من الدخول، وتُستهدف المستشفيات، كما حدث لمستودع المحاليل الطبية في مجمع ناصر الطبي في خان يونس، والذي قصفه العدو أمس، ما يزيد تعقيد المشهد الطبي المنهار أصلاً.
وسط هذا الجحيم، لا تزال تصريحات كبار المجرمين الصهاينة تعكس نزعة الإبادة العلنية، دون مواربة. فقد صرح الوزير الصهيوني بتسلئيل سموتريتش قائلاً: «سنسوي كل غزة بالأرض كما فعلنا في رفح»، مضيفاً أن «كل بيت ندمره نعتبره نفقاً». هذه الكلمات ليست فقط تجرداً من الإنسانية، بل هي إعلان نوايا لإبادة عرقية لا تترك مكاناً لأحد.
على الصعيد الدولي، حذر مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من خطر المجاعة المحدق بمليوني إنسان في غزة، مشيراً إلى أن 116 ألف طن من الغذاء محجوزة على الحدود بفعل الحصار الصهيوني المتعمد. هذا التوصيف لم يعد تحذيراً فحسب، بل هو توثيق لجريمة مكتملة الأركان تنفذ أمام أنظار العالم.
80 يوماً وحكام العرب والعجم تحت أقدام «إسرائيل»
في حين تراوح المفاوضات مكانها، يغرق القطاع في كارثة إنسانية لم يشهد لها مثيلاً. توقفت عشرات المخابز، وخرجت المستشفيات عن الخدمة، وانتشر الجوع وسوء التغذية كالنار في الهشيم، لاسيما بين الأطفال والمرضى وكبار السن. ومع كل يوم يمر، تنكمش فرص النجاة، وتتسع رقعة الموت البطيء.
منظمة العفو الدولية وصفت التأخر العالمي بالقول: «فظيع ومستهجن أن يستغرق العالم نحو 80 يوماً لممارسة ضغط كاف على إسرائيل لتخفيف حصارها على غزة». أما الحقيقة الأوضح فهي أن رفع الحصار بشكل كامل، ووقف العدوان، وحدهما القادران على تخفيف المأساة، وإنقاذ ما تبقى من حياة في غزة.
المقاومة تعلن عن عمليات جديدة
في مواجهة هذا العدوان الوحشي، لا تزال المقاومة الفلسطينية تُبدي صموداً مذهلاً، كما في عملية العطاطرة، التي نفذتها كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة حماس، وأسفر عنها تدمير ثلاث آليات للعدو الصهيوني والاشتباك مع قوة خاصة وإيقاع خسائر مباشرة في صفوفها. كما استشهد القائد أحمد سرحان، من ألوية الناصر صلاح الدين، بعد أن أفشل عملية خاصة «إسرائيلية» في خان يونس، في ملحمة بطولية تؤكد أن إرادة المقاومة لم تُكسر، رغم كل محاولات الاجتثاث.
المصدر لا ميديا