تقرير / لا ميديا -
ما بين مفاوضات ينسفها العدو الصهيوني كل جولة، ومجازر لا تتوقف، تُترك غزة تتخبط بين المجاعة والرصاص، بين التهجير والكمائن، بين حقد العدوان وتمسك المقاومة بحقها في الأرض والحياة.
وفي مشهد يعكس قسوة كل يوم يمر على غزة، استيقظ قطاع غزة، أمس، على مأساة جديدة تُضاف إلى سجلّ الجراح المفتوحة، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 60 شخصًا وإصابة 284 آخرين خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وهي حصيلة لا تشمل ضحايا شمال القطاع حيث لم تعد فرق الإسعاف أو الدفاع المدني فادرة علي الوصول بفعل المعارك العنيفة والحصار المفروض. وبهذا، ترتفع الحصيلة الكلية لضحايا العدوان الصهيوني منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 54,381 شهيدًا و124,054 مصابًا، وأكثر من 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض.
العدوان المستمر لم يقتصر على القتل المباشر فحسب، بل امتد ليطال البنية التحتية والمقومات الإنسانية للوجود الفلسطيني، وسط مشهد إنساني لا يطاق، يُختزل في كلمتين: مجاعة وقتل. في أنحاء القطاع، لاتزال المنازل والملاجئ عرضة للقصف، بينما يُترك المدنيون دون مأوى أو طعام أو دواء.
ونقل موقع «واللا» التابع للعدو الصهيوني عن مصادر «عسكرية إسرائيلية» قولها إن قوات الاحتلال «حققت تقدمًا إضافيًا» في مدينة خان يونس جنوب القطاع، مضيفة أن المدينة باتت «شبه خالية من المدنيين»، في إشارة إلى التهجير القسري، بينما يقوم العدو الصهيوني بتدمير «ممنهج» للبنى التحتية، في تكتيك يهدف إلى تحقيق استحالة العودة للفلسطينيين.

القسام والميدان... رسائل بالنار
في المقابل أعلنت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- أنها أوقعت قوة صهيونية في كمين محكم في منطقة العطاطرة شمالي بيت لاهيا، مؤكدة وقوع إصابات وقتلى في صفوف قوات الاحتلال. كما أعلنت القسام وسرايا القدس عن استهداف قوة متحصنة داخل منزل في خان يونس، الجمعة الماضية، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من جنود الاحتلال.
هذه العمليات النوعية، رغم حجم العدوان على غزة، تشير إلى استمرار المقاومة في استنزاف قوات الاحتلال وتأكيد قدرتها على التحرك الميداني حتى في ظل القصف العنيف والحصار الخانق.

«إذلال جماعي»
من جانبه حذر مسؤول مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أجيث سونغاي، من خطورة «الآلية الأمريكية -الإسرائيلية لتوزيع المساعدات الإنسانية»، واصفًا إياها بأنها «إذلال جماعي» تفتقر إلى الحياد والاستقلالية والإنصاف. وقال: «الوضع في غزة مأساوي لا يمكن وصفه بالكلمات... هذا ليس توزيع مساعدات، بل إذلال جماعي منظم وممنهج».
سونغاي أشار إلى مشاهد المدنيين وهم يُجبرون على السير كيلومترات خلف الأسلاك الشائكة فقط من أجل الحصول على لقمة تسد رمقهم، منتقدًا «المؤسسة الأميركية -الإسرائيلية» المسماة «غزة الإنسانية»، التي بدأت بتوزيع المساعدات في ظل الحظر المفروض على وكالة «أونروا».

حماس تسلم ردها على ويتكوف
على الصعيد السياسي سلمت حركة حماس ردها على المقترح الجديد المقدم من مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، والذي يقضي بوقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل أسرى.
حماس، في بيان رسمي، أكدت أنها قدّمت ردّها بعد مشاورات وطنية، وتضمن الرد مطالب واضحة تشمل وقفًا دائمًا لإطلاق النار، انسحابًا شاملًا من غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية. كما طرحت الحركة جدولًا زمنيًا لتسليم أسرى العدو الأحياء والجثث على ثلاث دفعات خلال 60 يومًا، مقابل إطلاق عدد يتم التوافق عليه من الأسرى الفلسطينيين.
ونقل «التلفزيون العربي» عن مصدر في حركة حماس، قوله إن رد الحركة على مقترح ويتكوف تضمن تسليم 4 أسرى أحياء في اليوم الأول و2 في اليوم الثلاثين و4 في اليوم الستين.
أما جثث القتلى فاقترحت حماس تسليمها على ثلاث دفعات في اليوم العاشر واليوم الثلاثين واليوم الخمسين.
وأضافت حماس: «ردنا تضمن مطالب بالشروع في مفاوضات تهدف إلى التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار».
في المقابل، اعتبر مسؤولون صهاينة، بحسب هيئة البث «كان 11»، أن رد المقاومة هو «رفض فعلي»، بسبب إصرار الحركة على إجراء تعديلات في بنود إنهاء العدوان، وطريقة الإفراج عن الأسرى، والتي اقترحت حماس تنفيذها على ثلاث مراحل بدلًا من مرحلتين كما ورد في المقترح الأميركي.

سلسلة اختطافات صهيونية في الضفة
في الضفة الغربية المحتلة نفذت قوات العدو الصهيوني، سلسلة اقتحامات واختطافات طالت مناطق متفرقة، أسفرت عن اعتقال عدد من الفلسطينيين، بينهم معلمة وأسيران محرران.
ففي محافظة الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال المعلمة إسراء جبريل طميزة بعد مداهمة منزلها في بلدة إذنا، كما اعتقلت الأسيرين المحررين علي فرج الله وشحادة الجياوي، المفرج عنهما ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، بعد قضائهما نحو 20 عامًا في معتقلات الاحتلال. كذلك اعتُقل المواطن سليم أبو رحمة من منطقة كنار في بلدة دورا جنوب المدينة، عقب مداهمة منزله وتفتيشه.
وفي بلدة عنبتا شرق طولكرم، اعتقلت القوات الصهيونية الشابة ديانا غالب مِزيد (24 عامًا) بعد اقتحام منزلها.
كما اقتحمت قوة عسكرية بلدة السيلة الحارثية غرب جنين، واعتقلت الشاب سامر جرادات، بينما أفاد شهود عيان بانفجار عبوة ناسفة أثناء انسحاب القوات من البلدة.
وفي نابلس، داهمت آليات الاحتلال مخيمي عسكر الجديد والعين، وسط إطلاق للرصاص وقنابل الصوت.
وفي جريمة ليست بغريبة على العدو الصهيوني، صدمت آلية عسكرية صهيونية بشكل متعمد حافلة تقل حجاجًا في جنين أثناء توجههم إلى معبر الكرامة، ما ألحق أضرارًا بالحافلة دون وقوع إصابات، بحسب مصادر محلية.