قسم التحقيقات / لا ميديا -
فضيحة جديدة لمرتزقة الاحتلال في مدينة تعز المحتلة تكشف مدى الخسة التي يتمتع بها هؤلاء في المتاجرة بمعاناة الناس وتحويل كل شيء إلى سوق سوداء، حتى الماء. ففي الوقت الذي يبلغ الظمأ بالمدينة المحتلة مبلغا غير مسبوق داخلة في أزمة مياه كارثية، ينبري مرتزقة الخونج الظلاميون الجاثمون كالكابوس على المدينة ليقوموا بتحويل الماء من شريان للحياة إلى مصدر للإثراء، وذلك من خلال بيعه للسكان بأسعار تفوق قيمته الحقيقية أضعافا مضاعفة دون خجل أو حياء، وباعتراف مواقع المرتزقة نفسها.

حيث كشف ناشطون في مدينة تعز المحتلة، أمس، عن صفقة تمت خلال الأسابيع الأخيرة بين مسؤولين في «المؤسسة العامة للمياه» وقيادات ميدانية في خونج التحالف وبين عدد كبير من أصحاب الوايتات التي تقوم ببيع الماء للسكان بأسعار خيالية عبر سوق سوداء ومتاجرة مثرية ومربحة.
وبحسب الناشطين، فإن كميات المياه التي يتم تزويد الخزانات التابعة لمؤسسة المياه، والتي تأتي من آبار مياه منطقة «حذران»، يتم بيعها لأصحاب الوايتات بسعر 18 ألف ريال للصهريج الواحد، ثم يقوم هؤلاء، وبتواطؤ فاضح من قبل مسؤولي مؤسسة المياه وفصائل الخونج المسيطرة على المدينة، ببيعها للمواطنين بسعر يصل إلى أكثر من 120 ألف ريال للوايت الواحد.
الناشطون وصفوا مسؤولي سلطات الارتزاق بـ«تجار الأزمات»، متهمين إياهم بالسعي الدائم لتعقيد معاناة أبناء تعز، وتحويل احتياجاتهم الأساسية إلى مصادر للربح غير المشروع، في ظل غياب أي تدخل حقيقي من الجهات المعنية.
وقال أحد الناشطين في منشور على فيسبوك: «في تعز، لدينا مسؤولون لا يريدون الخير للمدينة... المواطنون يشاهدون الصراع على الماء ولا يتحركون. حتى المياه التي كان يمكن أن تخفف الأزمة تُباع في السوق السوداء!».
كما أشار آخرون إلى أن عمليات البيع والشراء هذه تتم دون أي سند رسمي، وسط صمت مريب من الجهات الرقابية التي تحولت إلى سمسار وشريك أكثر منها جهات رقابية، مؤكدين أن ما يحدث في تعز ليس شحا في المياه وإنما كثرة في اللصوص والمتاجرين.

متاجرة أخرى
في الشأن ذاته، وضمن المبادرة التي اتخذتها الحكومة في صنعاء والسلطة المحلية في تعز بإدخال وايتات الماء إلى المدينة للتخفيف من معاناة السكان، شرع مرتزقة الاحتلال في استغلال المبادرة وتحويل ما يدخل من ماء من منطقة الحوبان إلى متاجرة وسوق سوداء عبر أصحاب الوايتات الذين يشترون المياه بسعر رمزي ثم يقومون ببيعه بأسعار خيالية للسكان.
هذه المتاجرة من قبل مرتزقة الاحتلال ألجأت السلطة المحلية إلى اتخاذ إجراءات عقابية ضد أصحاب الوايتات واحتجزت عددا من شاحناتهم مانعة إياها من الدخول إلا بعد تعهدات بأن يبيعوا المياه وفق السعر المحدد الذي يتناسب مع قدرة المواطنين الشرائية، متوعدة من يخالف ذلك بالإيقاف.
وكما هو عهدهم قام المرتزقة داخل المدينة بحرف الموضوع ضمن أسطوانتهم المشروخة ذاتها إلى أنه منع من قبل السلطة المحلية في جغرافيا السيادة لدخول المياه إلى تعز، وهو ما نفته الأخيرة مؤكدة أنها لم تكن لتمنع دخول وايتات الماء من منطقة الحوبان إلى مدينة تعز وهي أساسا صاحبة المبادرة التي أخرست أفواه الارتزاق وكشفت حقيقتهم من جديد أمام السكان، بأنهم هم المتاجرون وهم تجار الأزمات وسبب الحصار.
وكإيضاح منها للرأي العام، أكدت السلطة المحلية أنها اتفقت وأصحاب الوايتات على إدخال المياه من الحوبان إلى مدينة تعز، وبيعها للسكان بأسعار محددة، وعدم المضاربة بها في السوق السوداء، وأنه بناء على الاتفاق بدأ أصحاب الوايتات بإدخال المياه لتغطية حاجة المدينة، لكن بعضهم استغل حاجة الناس، وبدأ يبيع بسعر مخالف للسعر المتفق عليه.
وبناء عليه قامت بإيقاف أصحاب الوايتات المخالفين، كإجراء عقابي على تلك المخالفات السعرية والاستغلال المتعمد لحاجة السكان، وعندما التزم أصحاب تلك الوايتات بعدم تكرار المضاربة بالمياه في السوق السوداء، تم السماح لهم باستئناف نشاطهم.
يشار إلى أن السلطة المحلية في تعز كانت قد بدأت في الـ19 من أيار/ مايو الماضي بإعادة عملية الضخ من أحواض المياه في منطقة الحوبان إلى خزانات المؤسسة العامة للمياه التابعة لحكومة الفنادق، للمساهمة في تغطية احتياجات السكان من المياه، والتخفيف من معاناتهم.