غزة: 72 شهيدا فلسطينيا و314 جريحا معظمهم من طالبي المساعدات
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
على سيل الموت الممتد من أقصى قطاع غزة إلى أقصاه، يسير العدو الصهيوني بجنون نحو هاوية التاريخ، حاملاً على ظهر دباباته جثث الأطفال وآهات الأمهات وخرائب المدن التي كانت تنام ذات يوم على أمل بسيط بالحياة.
وفيما يلوذ العالم بالصمت، وتهرب المنابر الدولية الرسمية من قول الحقيقة، يختار العدو الصهيوني أن يعلن -بكل صلف وغطرسة- نيته احتلال مدينة غزة، ليكتمل احتلال القطاع بشكل تام.
وفي اليوم 672 من عدوان الإبادة على قطاع غزة، وبين صرخات الأطفال وجثث الشهداء والبيوت المهدّمة، تواصل آلة الحرب الصهيونية ارتكاب مجازرها المروعة، غير آبهة لقانون دولي أو نداء إنساني. وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية فقط، استقبلت المستشفيات في القطاع 72 شهيداً و314 جريحاً، معظمهم من المدنيين، بينهم أطفال كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية، التي لا تزال ممنوعاً وصولها بفعل الحصار الخانق.
في السياق ذاته، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس، عن 4 شهداء جدد نتيجة التجويع وسوء التغذية، بينهم طفلان، ليرتفع عدد شهداء التجويع إلى 201 شهيداً، نصفهم تقريباً من الأطفال. فهل هناك أوضح من ذلك لإثبات نوايا الإبادة؟!
عدوان بلا سقف.. ومجازر بلا رادع
وفي ظل الوضع في قطاع غزة، حيث بات الأطفال يتساقطون ما بين شهيد وجائع ومشرّد، جراء حصار خانق ومنع متعمد للمساعدات، وصف الناطق باسم «يونيسف» القطاع بأنه «أسوأ مكان للأطفال في العالم». الدعوات الدولية لدخول المساعدات الإنسانية «بشكل كبير وسريع» تصطدم بتعنّت صهيوني واضح، وإصرار على تحويل القطاع إلى محرقة مفتوحة.
وفي مستوى إجرامي تصاعدي وغير مسبوق، صوّتت حكومة العدو الصهيوني، عبر ما يُعرف بـ»الكابينيت الأمني»، على قرار احتلال مدينة غزة وتوسيع العدوان وتشريد مليون إنسان وبدء فصل مهول جديد من الإبادة التي لا يمكن تصور فظائعها.
القرار الصهيوني الأخير بالسيطرة الكاملة على مدينة غزة يأتي لتأكيد المخطط الصهيوني للإبادة العرقية ضد الفلسطينيين في غزة.
وبحسب ما زعمت الحكومة الصهيونية، فإن الخطة ترتكز على «نزع سلاح غزة، والسيطرة الأمنية الكاملة عليه، وتشكيل حكومة بديلة لحماس والسلطة». وبعبارة أوضح: إنهاء وجود المقاومة وشعبها، وإخضاع القطاع لاحتلال مباشر.
هذا واعتبرت أُسر رهائن العدو قرار الكيان باحتلال غزة تجاهلاً تاماً لملف الأسرى في غزة، وقالوا إن «الحكومة أصدرت حكماً بالإعدام على المحتجزين الأحياء، وحكماً بالاختفاء على الأموات».
ويؤكد مراقبون أن العدو الصهيوني مستعد للتضحية بأسراه في سبيل تنفيذ خطط التهجير والاستيطان، وهو ما يكشف عمق العقلية الإجرامية التي تقود هذا الكيان.
المقاومة: الاحتلال سيدفع أثماناً باهظة
في المقابل، أكدت حركة حماس أن أي احتلال لغزة «هو إعلان نوايا إبادة جماعية»، مشددة على أن «الرهائن لن يخرجوا إلا بالمفاوضات». وحذّرت الحركة الاحتلال من أن «هذه المغامرة ستكلفه أثماناً باهظة»، مؤكدة أنها لن تسمح بتهجير أكثر من مليون فلسطيني من مدينة غزة.
أما حركة الجهاد الإسلامي فقد وصفت القرار الصهيوني بأنه «فصل جديد من حرب الإبادة»، محملة كل الحكومات العربية والغربية مسؤولية الصمت والدعم الضمني لهذه المجازر. وشددت على أن «الاحتلال الذي أفشل كل محاولات التفاوض لا يعرف إلا لغة الإرهاب والمجازر»، مؤكدة استمرارها في القتال إلى جانب كل قوى المقاومة.
المجتمع الدولي: بيانات خجولة وغياب للمحاسبة
من جانبها، طالبت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بوقف فوري للخطة الصهيونية، مشيرة إلى أن «السيطرة العسكرية الكاملة على غزة تخالف قرار محكمة العدل الدولية»؛ غير أن غياب الإجراءات العملية لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم يجعل هذه التصريحات مجرد حبر على ورق.
الضفة الغربية والقدس.. ساحة جرائم موازية
العدوان الصهيوني لا يقتصر على غزة وحدها؛ ففي الضفة الغربية والقدس المحتلتين تتواصل حملات الاقتحام والاعتقال والقتل.
في القدس المحتلة، أجبر الاحتلال الفلسطيني حمزة عميرة على هدم منزله بيده، ما أدى إلى تهجير 16 فلسطينياً. وفي الضفة، نفّذ الغاصبون وقوات الاحتلال 6685 انتهاكاً خلال تموز/ يوليو فقط، وفق مركز «معطى»، بما في ذلك القتل والاعتداء على الممتلكات والمزارعين.
المصدر لا ميديا