
تقرير / لا ميديا -
سيتم اليوم في العاصمة صنعاء تشييع شهيد الوطن الكبير الدكتور أحمد غالب الرهوي رئيس مجلس الوزراء وكوكبة من رفاقه الذين ارتقوا في العدوان الصهيوني الغادر يوم الخميس الماضي، في موكب تشييع رسمي وشعبي كبير يليق بعظمة التضحيات التي بذلها الشهداء العظام في حكومة التغيير والبناء.
وحددت اللجنة المنظمة للفعاليات الساعة التاسعة من صباح اليوم الاثنين موعدا لتشييع الشهداء في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء.
ودعت اللجنة الجميع إلى الحضور والمشاركة في التشييع الرسمي والشعبي تعظيماً ووفاءً لأهل العطاء في حكومة التغيير والبناء الذين خدموا الشعب بأعمالهم وأعمارهم وقدموا في سبيل الله جهودهم وأرواحهم وبذلوا له دماءهم.
الرئيس الإيراني يعزي الشعب اليمني
وفي سياق المواقف المنددة بجريمة الكيان الصهيوني، أعرب رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران، مسعود بزشكیان، عن تعازيه للشعب اليمني الحر والمسلمين في جميع أنحاء العالم وجميع الشعوب الحرة والشعوب المناهضة للظلم باستشهاد رئيس الوزراء اليمني وجمع من زملائه.
وقال الرئيس الإيراني في رسالته التي عزى بها الشعب اليمني وقيادته السياسية إن الجريمة الإرهابية التي ارتكبها الكيان الصهيوني ضد اليمن والتي أدت إلى استشهاد رئيس الوزراء وعدد من كبار مسؤولي هذا البلد، كشفت مرة أخرى عن الطبيعة الشریرة والإجرامية للعصابة التــــــــي تحكـــــم فلسطين المحتلة، مؤكدا أن على المجتمع الدولي أن يتحرك بسرعة لوقف تمرد الكیان الصهيوني، الذي يشكل أكبر تهديد للسلام والقانون والأخلاق والإنسانية.
بدورها أدانت وزارة الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بأشد العبارات الجريمة الوحشية للكيان الصهيوني في العدوان العسكري على البنية التحتية والمناطق السكنية في اليمن واغتيال كبار المسؤولين والمواطنين اليمنيين الأبرياء، مؤكدة على ضرورة تحرك جاد من المجتمع الدولي والدول الإسلامية لكبح جماح هذا الكيان المارق.
وقالت الخارجية الإيرانية، في بيان، إن جريمة استهداف رئيس الوزراء ورفاقه «ليست فقط مثالًا صارخًا على جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، بل هي أيضًا انتقام خبيث لهذا الكيان من شعب مصمم على أداء مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية في دعم الشعب الفلسطيني المظلوم ولم يبخل بأي تضحية في هذا الطريق».
وأضاف البيان: إن هذه الهجمات الإرهابية واستشهاد خدام الشعب في الحكومة اليمنية لن تؤثر في عزم وإرادة هذه الأمة الحرة والشجاعة للدفاع عن كرامتها ودعم الشعب الفلسطيني المظلوم، بل ستزيد فقط من كراهية وغضب الرأي العام، خاصة في العالم الإسلامي، ضد الكيان الصهيوني وحماته، وتحديدا أمريكا».
وأردفت الخارجية الإيرانية: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إذ تهنئ وتعزي باستشهاد رئيس الوزراء وكبار المسؤولين اليمنيين وجميع المواطنين اليمنيين الذين استشهدوا خلال العدوان العسكري الصهيوني، تذكر بمسؤولية الأمم المتحدة وجميع الدول الأعضاء فيها للتحرك الفوري لإيقاف عدوان الكيان المحتل ومحاسبة قادة هذا الكيان المجرم، وتحذر من التهديدات المتزايدة الناتجة عن التوسعية والإرهاب المنظم للكيان الصهيوني ضد السلام والأمن الدوليين».
واعتبرت «أن استمرار تقاعس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن إدانة العدوان العسكري للكيان الصهيوني ضد السيادة الوطنية والسلامة الإقليمية لدول المنطقة والانتهاكات الفاضحة للقانون الدولي، وخاصة حقوق الإنسان والقانون الإنساني، يؤدي إلى تآكل متزايد للمعايير القانونية والأسس الأخلاقية للمجتمع الدولي، ويعرض السلام والأمن في المنطقة والعالم لخطر غير مسبوق».
وذكّرت طهران «بمسؤولية جميع الدول القانونية والأخلاقية للتحرك الفوري لإيقاف الإبادة الجماعية في غزة ومنع مذبحة الفلسطينيين جراء الهجمات العسكرية المستمرة وكذلك الجوع والعطش المفروضين على أهالي غزة المظلومين»، مؤكدة «على ضرورة محاكمة ومعاقبة القادة السياسيين والعسكريين الصهاينة على ارتكابهم هذه الجرائم الفظيعة».
الحرس الثوري: المقاومة ستوجّه ردًا قاسياً للصهاينة
من جانبه أدان الحرس الثوري الإيراني، في بيان له أمس، «جرائم الكيان الصهيوني في اليمن، والجريمة البشعة والعدوانية التي ارتكبها الكيان ضد الشعب اليمني المظلوم، والتي أسفرت عن استشهاد رئيس وزراء حكومة التغيير والبناء في اليمن، أحمد غالب ناصر الرهوي، وعدد من الوزراء ومرافقيه»، مؤكدا أن المقاومة الإسلامية في المنطقة، وخاصة الشعب اليمني المقاوم، ستوجّه ردًا قاسياً ومحاسبًا للصهاينة، رداً على هذه الجريمة النكراء.
واعتبر الحرس الثوري هذه الجريمة جريمة حرب صريحة ضد الإنسانية، ومثالاً واضحاً على الإرهاب الرسمي والجرائم ضد الإنسانية، وسلوك هذا الكيان الصهيوني الشيطاني العدواني وغير الإنساني، وتستهدف بالدرجة الأولى حلفاء هذا الكيان المزعوم وأولئك الذين يلتزمون الصمت أمام جرائم الصهاينة في المنطقة، خصوصًا في غزة.
وقال إن «ارتكاب هذه الجريمة المروعة كشف مرة أخرى الوجه الأسود للصهاينة المجرمين، وأوضح الطبيعة غير الإنسانية والتوسعية للمحتلين في القدس والمعتدين على الأراضي الإسلامية، وهو كيان يستمر في العدوان والقتل والإبادة بدعم كامل من الولايات المتحدة الأمريكية، وبصمت المجتمع الدولي، مما يهدد أمن المنطقة والعالم بشكل جدي».
ودعا جميع الدول الإسلامية والمنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان إلى إنهاء صمتها وعدم تحركها أمام جرائم الكيان الصهيوني والدولة الإرهابية الداعمة له، واتخاذ مواقف حازمة وإجراءات عملية لمواجهة هذه الجرائم ودعم اليمن البطل وغزة المظلومة، لضمان وقف دائم للعدوان الصهيوني.
وأضاف الحرس الثوري: «على عكس تصور الصهاينة وحلفائهم، فإن هذه الجرائم لن تُضعف إرادة الشعب اليمني الجهادية وعزيمته الثورية في المقاومة والصمود أمام المحتلين والمستكبرين، بل إن دماء شهداء هذه الجريمة والشهداء الآخرين للمقاومة الإسلامية، ستزيد من شعلة الغضب المقدس واليقظة ضد الهيمنة والصهيونية في المنطقة، وستتوسع رقعتها الجغرافية أكثر فأكثر».
وفي ختام بيانه، قال الحرس الثوري الإيراني: «نهنئ ونعزي في شهداء المقاومة اليمنية، ونعلن تجديد العهد مع مبادئ شهداء الجريمة الإنسانية الأخيرة، ونؤكد بصوت عالٍ أننا نقف إلى جانب الشعوب المظلومة في المنطقة، وخاصة شعوب فلسطين واليمن، ولن نتوانى عن أي جهد لمواجهة الكيان المحتل وداعميه. المقاومة مستمرة، وفي النهاية النصر سيكون حليف الحق والشعوب الساعية للعدالة ومناهضة الظلم».
الشيخ نعيم قاسم: ستكون هذه الجريمة دافعًا إضافيًا لثبات الشعب اليمني
من جهته، أكد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، في برقية تعزية إلى قيادة اليمن باستشهاد رئيس الوزراء أحمد الرهوي وعدد من وزراء أنّ «العدوان الإسرائيلي على اليمن يظهر إفلاس العدو المجرم، ونمطه في التوحش وقتل الحياة البشرية من دون ضوابط ولا قواعد ولأنه عاجز عن مواجهة القوات المسلحة والقادة المجاهدين المباشرين في الميدان العسكري، لجأ إلى الإجرام بأبشع صورة ضد القادة المجاهدين في ميدان خدمة الناس».
وقال الشيخ قاسم إنّ «اليمن بقيادته وحكومته وشعبه وقواته المسلحة سيبقى البيرق المرفرف والمضيء في سماء العالم كمشعل للحرية ونصرة فلسطين وغزة ومقاومة المحتلين والغزاة، وستكون هذه الجريمة الإسرائيلية دافعًا إضافيًا لثبات الشعب اليمني الذي عوّدنا أن يقدم التضحيات ويزداد عطاءً كلما قدّم الشهداء. والعبرة في نهاية الطريق حيث الخزي والسقوط المذل للكيان الصهيوني إن شاء الله تعالى، والفشل الذريع للاستكبار العالمي والمتواطئين من حكام منطقتنا، والنصر لفلسطين والقدس على يد شعب فلسطين ومقاومته، والمقاومة في المنطقة وعلى رأسها اليمن الشجاع والأبي».
وختم الشيخ قاسم البرقية بالدعاء قائلاً: «نسأل الله تعالى عظيم الأجر لعوائل الشهداء والشعب اليمني والقيادة الشجاعة».
حكومة غزة: عدوان صهيوني سافر همجي على الإرادة السياسية للشعب اليمني
كما نعى المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إلى الشعب اليمني والعربي رئيس مجلس الوزراء في حكومة التغيير والبناء وعدد من رفاقه، مشيرا إلى «مشاعر الفخر والاعتزاز بما قدموه من تضحيات جسيمة في خدمة شعبهم اليمني الجليل وشعبنا الفلسطيني العظيم وقضيتهم وقضيتنا العادلتين».
وقال مدير المكتب الإعلامي في غزة إسماعيل الثوابتة في بيان على منصة (إكس) إن هذه الجريمة المُروّعة ليست مجرد اعتداء على أشخاص، بل هي عدوان صهيوني سافر همجي على الإرادة السياسية للشعب اليمني ومؤسساته، ومحاولة ممنهجة لتقويض البنية القيادية والإدارية للدولة اليمنية.
وأضاف: لقد كان الشهيد رئيس الحكومة ووزراؤه مثالاً للقيادة المسؤولة الحريصة على مصالح الأُمة وحقوق الشعوب المظلومة، يعملون بلا كلل وسط ظروف صعبة وحساسة، متمسكين بحقوق شعبهم اليمني وشعبنا الفلسطيني وثوابتهم وثوابتنا، مدافعين عن الحق اليمني والفلسطيني في الحرية والاستقلال.
واعتبر الثوابتة استهداف رئيس وأعضاء الحكومة اليمنية «وهم على رأس عملهم يمثل وصمة عار في جبين الاحتلال الإسرائيلي المجرم، ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته القانونية والأخلاقية في حماية القيادات السياسية والمدنية، ومساءلة قادة الاحتلال عن جرائمهم أمام المحكمة الجنائية الدولية»، مجددا «العهد على مواصلة الطريق الذي ساروا عليه، متمسكين بحقوق شعبهم وشعبنا وثوابته وثوابتنا، غير مفرطين في دمائهم الزكية الطاهرة، حتى ينال شعبنا حريته الكاملة ويعود الحق إلى أصحابه».
المصدر لا ميديا