الاحتلال يعترف بإصابة ثمانية صهاينة وأضـرار كبيرة .. أسطورة «القبب الحديدية» تهوي تحت ضربات اليمن
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

عادل بشر / لا ميديا -
في لحظة فارقة من عمر الصراع مع عدو الأمة، نفذت القوات المسلحة اليمنية، أمس، عملية عسكرية واسعة ضد أهداف هامة في عمق فلسطين المحتلة، كان من أبرزها توجيه ضربة مباشرة لمطار "رامون" بالقرب من مدينة أم الرشراش "إيلات"، محققة اختراقاً كبيراً أربك "جيش الاحتلال" ودفعه إلى الاعتراف بأن "العملية خطيرة" وأنه فتح تحقيقاً شاملاً لمعرفة مكامن الخلل.
وأعلنت القوات المسلحة في بيان صادر عنها، مساء أمس، عن تنفيذ عملية بثمان طائرات مسيرة ضد أهداف للعدو الصهيوني في مناطق النقب وأم الرشراش وعسقلان وأسدود ويافا بالأراضي المحتلة، مشيرة إلى أن العملية توزعت على طائرة مسيرة على مطار رامون، الذي أصابته بشكل مباشر، وثلاث مسيرات على هدفين عسكريين حساسين في النقب، وطائرة مسيرة على هدف حيوي في عسقلان، وأخرى على مطار اللد (بن غوريون)، وطائرتين مسيرتين على هدف حيوي في منطقة أسدود.
وأكد البيان أن العملية حققت أهدافها بنجاح وفشلت المنظومات الاعتراضية الإسرائيلية، والأمريكية في رصد واكتشاف عدد منها، موضحا بأن العملية تأتي "انتصاراً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ ومجاهديهِ الأعزاءِ، ورداً على جرائمِ الإبادةِ الجماعيةِ وجرائمِ التجويعِ التي يقترفُها العدوُّ الصهيونيُّ بحقِّ إخوانِنا في قطاعِ غزة، وتأكيدا على ثبات موقف اليمن في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس".
وجددت القوات المسلحة اليمنية التأكيد على أنها ستُصعد من عمليات العسكرية، وأنها لن تتراجع عن موقفها المساند لغزة مهما كانت التبعات والعواقب وأن اليمن يُطوّر من أداء أسلحته حتى تكون أكثر تأثيرًا وفاعلية.
ارتباك صهيوني
في غضون ذلك أفادت وسائل إعلام عبرية أن "مسيّرة انتحارية أُطلقت من اليمن، أصابت قاعة المسافرين في مطار رامون، ما أدى إلى إصابة 8 أشخاص بجراح مختلفة وتسجيل أضرار كبيرة في القاعة. وأكدت إذاعة "الجيش الإسرائيلي" أن الطائرة "دخلت الأجواء ووصلت إلى هدفها دون أن تُرصد عبر أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، وفاجأت الجيش، إذ وصل البلاغ الأول عنها فقط بعد وقوع الضربة"، واصفة الحادث بـ"الخلل الخطير" في أنظمة الدفاع.
وأضافت أن "أخطاء خطيرة حالت دون كشفها، ما استدعى فتح تحقيق شامل في سلاح الجو لتحديد مكامن الخلل".
وبدا الارتباك واضحاً لدى "جيش الاحتلال" الذي زعم في البداية أنه تصدى لثلاث طائرات مسيرة يمنية، ليتفاجأ بعد لحظات بانفجار عنيف يهز مطار رامون، الأمر الذي دفعه للاعتراف بأن طائرة مسيرة استهدفت المطار، وأنه يجري التحقيقات لمعرفة أسباب عدم رصدها أو التصدي لها، مُرجحاً بأن الطائرات الثلاث التي تصدى لها، كانت مهمتها التضليل وإشغال الدفاعات الجوية عن التصدي للطائرة الرابعة.
وأظهرت توثيقات مصوّرة، من بينها صور ومقاطع فيديو متداولة عبر شبكات التواصل، تصاعد أعمدة دخان من محيط مطار رامون. وعقب الهجوم، أغلقت سلطات الاحتلال المطار بالكامل، وأعلنت وقف حركة الطيران فيه.
من جهته موقع "سروجيم" العبري وصف العملية بأنها "إنجاز للحوثيين"، في إقرار صريح بأن هذه المرة لم تنجح الدعاية الرسمية في تغطية الفشل.
بينما تساءلت صحيفة "جلوبس": "لماذا لم يُنذر أحد؟"، رغم أن جيش الاحتلال كان في حالة تأهب قصوى تحسبًا لهجمات من اليمن.
بدورها، أفادت "يديعوت أحرونوت" أن "الحادثة انتهت بمعجزة دون وفيات"، وأبرزت الصحيفة الدمار الذي لحق بصالة الركاب في مطار رامون.
شهادات من الداخل
رئيس بلدية "إيلات"، إيلي لانكري، لم يتردد في إطلاق صرخة قلق مدوّية واصفاً ضرب مطار رامون بـ""الأمر المقلق للغاية"، مشيرًا في حديثه لصحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن "غياب الإنذار المبكر مسألة خطيرة".
وأكد أن الضربة تشكل "إضرارًا مباشرًا بالاقتصاد وحركة البضائع وصمودنا الوطني"، مضيفاً "ميناؤنا البحري إيلات معطل ونشاطه شبه معدوم بفعل الهجمات اليمنية. هذا ضرر اقتصادي هائل. لا يمكن لدولة ذات سيادة أن تتحمل إغلاق ممر ملاحي هام".
ومطار رامون ليس مجرد منشأة مدنية؛ إنه الرئة السياحية لإيلات والبديل الاستراتيجي لمطار "بن غوريون" في أوقات الطوارئ. وإصابته المباشرة تعني أن العمق "الإسرائيلي" بات مكشوفا، وأن أي ضربة مشابهة يمكن أن تشلّ حركة الطيران والسياحة والتجارة في آن واحد.
من نشوة الاغتيال إلى ذلّ الانكسار
قبل أيام فقط، ظهر نتنياهو ووزير حربه بملامح النشوة بعد اغتيال رئيس وزراء صنعاء وعدد من وزرائه، متباهيين بالضربة كأنها إنجاز نوعي. غير أن الموازين انقلبت سريعا: فالحكومة ذاتها اضطرت أمس لعقد اجتماع سري في موقع محصن بعيدا عن أعين الإعلام، فيما وزير الدفاع -الذي اعتاد التصريحات النارية- توارى عن المشهد صامتا.
وبحسب خبراء فإن هذه المفارقة تختصر حقيقة المعركة: "كلما صعّدت إسرائيل في صنعاء، جاءها الرد من حيث لا تحتسب، في عمقها الجغرافي والاقتصادي".
ما بعد رامون
يتفق المراقبون على أن الضربة اليمنية لمطار رامون لن تكون الأخيرة، بل قد تمهد لمرحلة جديدة من التصعيد النوعي، عنوانها "ضربات يمنية مركزة على منشآت استراتيجية"، خاصة أن القوات المسلحة اليمنية تمتلك ترسانة متنامية من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، بعضها أثبت فعاليته في ضرب أهداف استراتيجية داخل العمق الصهيوني.
ومع كل ضربة ناجحة، تتآكل صورة الردع "الإسرائيلي" التي سعى نتنياهو لترميمها عبر اغتيال قيادات مدنية في حكومة صنعاء. لكن الرد اليمني جاء سريعا، وأثبت أن الاغتيالات لن توقف المعركة، بل تزيدها اشتعالًا.
"المجاهدين الفلسطينية” تشيد بالضربة اليمنية
من جانبها أشادت حركة المجاهدين الفلسطينية بالضربة الجوية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية بالطيران المسير، أمس، واستهدفت مطار "رامون" الصهيوني في النقب المحتل، ما أدى إلى إغلاق المجال الجوي الجنوبي أمام حركة الطيران.
واعتبرت الحركة في بيان لها، هذه الضربة النوعية اليمنية تمثل فشلاً جديداً لمنظومات الدفاع الإسرائيلية، وتضاف إلى سلسلة الإنجازات التي تحققها القوات اليمنية في إطار إسنادها المتواصل للشعب الفلسطيني ومقاومته.
وشددت على أن الشعب الفلسطيني لن ينسى المواقف المشرّفة والصادقة لليمن، الذي يضرب أروع الأمثلة في الوفاء والالتزام بقضايا الأمة، في وقت تخلى فيه القريب والبعيد وتآمر المتآمرين.
وعبّرت الحركة عن اعتزازها بثبات وإصرار الشعب اليمني وقيادته الشجاعة على مواصلة معركة الدعم والإسناد لفلسطين، رغم التضحيات الباهظة التي يدفعها ثمناً لهذا الموقف المبدئي والتاريخي.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا