لا ميديا -
نصبت أسرة الشهيدة افتهان المشهري مديرة صندوق النظافة في مدينة تعز المحتلة، أمس، خياما جديدة أمام مقر سلطات الارتزاق، كخطوة تصعيدية بهدف الضغط على تلك السلطات للقبض على جميع المتهمين المتورطين في جريمة الاغتيال.
وأوضحت أسرة الشهيدة المشهري أن اعتصامها المفتوح يأتي في ظل تواطؤ فاضح من قبل ما تسمى الجهات الأمنية في التستر على المجرمين والقتلة ومحاولة تمييع القضية، نافية ما يتم تداوله في صفحات ناشطين محسوبين على الخونج بدعوة عمال النظافة إلى تعليق الإضراب والعودة إلى العمل، وأن تلك الأخبار كاذبة ولا أساس لها من الصحة.
وأكدت استمرار الاعتصام والتصعيد السلمي الذي يأتي بعد مرور أيام على الجريمة، في وقت لا يزال فيه القتلة خارج نطاق العدالة، دون تحرّك فعلي من الجهات المعنية التابعة لسلطات الارتزاق وخونج التحالف.
وفي سياق تواطؤ تلك الجهات في جريمة تصفية المشهري كشفت إحدى الموظفات في صندوق النظافة عن قيام قيادات مرتزقة تنتحل صفة أمنية بسرقة حقيبة وهواتف الشهيدة افتهان من السيارة بعد أن تم اغتيالها، وكذا إخفاء تسجيلات الكاميرات، مشيرة إلى أن الشهيدة كانت قد تلقت ليلة الجريمة اتصالا من قبل أحد الأشخاص يطالبها بالذهاب صباحا للدوام إلا أنها أخبرته بأنها لن تداوم باعتباره يوم عطلة رسمية.
وأضافت الموظفة في تسجيل فيديو تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي: «يوم الحادث اتصل بها شخص وقال لها نلتقي عند جولة سنان، وذهبت وتم اغتيالها. نريد معرفة المسؤول الذي استدرجها إلى جولة سنان فرقمه بآخر مكالمة في جوال افتهان المسروق»، مختتمة بالقول: «نريد المكالمة التي خرجت افتهان للشارع يوم الخميس كونها لم تداوم».
إلى ذلك، أعلن العشرات من عمّال النظافة في تعز انضمامهم إلى الاعتصام المفتوح لأسرة المشهري، رافعين مطالبهم الخاصة بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة وتحسين أوضاعهم المعيشية، ما حول موقع الاعتصام إلى منصة موحدة تجمع بين مطلب العدالة ومطالب الكرامة المعيشية.

إضراب مفتوح لعمال النظافة
وكان صندوق النظافة أعلن إضرابا مفتوحا بالتزامن مع مقتل مديرته برصاص عصابة تابعة لخونج التحالف يوم الخميس الماضي.
ويخوض عمال النظافة في تعز إضرابا مفتوحا منذ عدة أيام، مطالبين بمحاسبة المتورطين في جريمة اغتيال مديرة الصندوق، إضافة إلى تحسين أوضاعهم المعيشية، في وقت تشهد فيه المدينة تدهوراً واضحاً في الخدمات الأساسية، أبرزها النظافة والصرف الصحي، حيث تسبب الإضراب في تكدس القمامة على امتداد شوارع مدينة تعز، وسط تحذيرات من كارثة بيئية محدقة بالمدينة.

اقتحام مكان الاعتصام
وفي سياق محاولة قيادات الخونج العسكرية التغطية على جريمة اغتيال المشهري، أقدم المرتزق نبيل الكدهي الذي ينتحل رتبة عقيد على اقتحام مكان الاعتصام الذي نصبته أسرة المشهري بمشاركة واسعة من موظفي وعمال صندوق النظافة.
وقال بيان لنقابة اتحاد العمال إن الكدهي حضر برفقة طقمين على متنهما مسلحون ملثمون بهدف فض الاعتصام في شارع جمال وسط مدينة تعز. وقام مسلحوه بإشهار السلاح بوجه رئيس النقابة صادق علي أحمد.
واستنكر اتحاد العمال في بيانه ما أقدم عليه المرتزق الكدهي ومسلحوه من محاولة ترهيب بقوة السلاح.
وحذر الاتحاد في بيان لاحق من أي انجرار لدعوات فض الاعتصام والتي يحاولها نافذون متورطون في جريمة اغتيال افتهان المشهري.

الكوليرا تتفشى بسبب تكدس القمامة
وأمس، أعلنت المكاتب الصحية التابعة لسلطات الارتزاق في مدينة تعز عن تسجيل 86 حالة إصابة بالكوليرا خلال 48 ساعة، نتيجة استمرار تكدّس النفايات في المدينة.
وأوضح مكتب الصحة في تعز المحتلة أن الحالات المسجلة تشمل إصابات بالإسهالات المائية الحادة والكوليرا، محذرا من احتمالية تصاعد عدد الإصابات خلال الأيام المقبلة.